الظواهري يبرر العملية الاستشهادية ضد سفارة القاهرة بباكستان ويتهم الاستخبارات المصرية بممارسة اللواط مع ابن قيادي بـ«الجهاد»تتحدث مجموعة من الوثائق الخاصة بأيمن الظواهري زعيم «الجهاد» المصري الحليف الاول لاسامة بن لادن، حصلت عليها «الشرق الاوسط» من منازل قياديين اصوليين محسوبين على جماعة «الجهاد» المصرية بلندن، عما يسمى بالاسس السياسية والشرعية التي اعتمدتها ودرستها الجماعة المحظورة قبل تفجير السفارة المصرية في اسلام اباد عام .1995 ويتحدث الظواهري في الكتيب الذي الفه وحمل توقيعه ووزع على نطاق ضيق بين اعضاء جماعته في باكستان وافغانستان عن الاسباب التي دفعت الجماعة الى تفجير السفارة المصرية في العاصمة الباكستانية اسلام اباد ويعتبرها عملية استشهادية.
ويحمل الكتيب اسم «سلسلة نشرات المجاهدين» وهو رقم 11، ويتكون من 142 صفحة، ويركز على الترويج للعمليات الانتحارية «الاستشهادية» من جهة المنظور الشرعي الاسلامي، والتي اعتمدتها «القاعدة» بعد ذلك في الترويج لعمليات 11 سبتمبر الارهابية. وهناك فصل خاص عن حكم قتل الكفار اذا اختلط بهم مسلمون، ويمكن تطبيق ذلك من وجهة نظر «القاعدة» على الرأي الشرعي في موقف المسلمين الذين قتلوا غدرا في العمليات الارهابية التي ضربت واشنطن ونيويورك 11 سبتمبر .2001 ويسوق الظواهري الكثير من الادلة الشرعية والفقهية في محاولة مستميتة لايجاد التبريرات للعملية الاثمة.
وكشف الظواهري ان الذي قام بعملية اسلام اباد هما عنصران من جماعته، قال انهما يمثلان: «جيلا من المجاهدين قرر ان يضحي بنفسه وماله في سبيل الله. لان طريق الموت والشهادة هو السلاح الذي لا يملكه الطواغيت واعوانهم الذين يعبدون راتبهم من دون الله».
ويقول الظواهري ان العملية «الاستشهادية» لجماعة الجهاد ضد السفارة المصرية في اسلام اباد جاءت لتنسف مجموعة من العقائد والقيم منها «عبد المأمور» اي ان الاتباع مبرأون من المسؤولية طالما ان جرائمهم كانت طاعة لاسيادهم، وقال ان للفظ «عبد المأمور اصوله الفرعونية، بمعنى ان السيد المعبود من دون الله، قد امرك فانت معذور بريء، سواء كان هذا السيد المطاع فرعونا او ملكا او رئيسا، او نائبا لرئيس او موظفا اعلى من غيره في نظام ذلك الرئيس.
ويحاول الظواهري ان يجد تبريرات اخلاقية ودينية لقتل مصريين في تفجير السفارة المصرية، ويقول ان هؤلاء الابرياء من موظفين ودبلوماسيين وحراس هم اعوان الحكومة المصرية، ويزعم ان حكومة بلاده منعت حكم الاسلام، وفرضت الدستور العلماني والقوانين الوضعية، وفتحت ابواب السجون للاصوليين، وزعم الظواهري وجود 60 الف معتقل من الاسلاميين. ويهاجم الظواهري صفوت الشريف وزير الاعلام، ولم يترك طائفة من طوائف الشعب الا وشن عليها حملة شرسة من الانتقادات طالت رجال الشرطة والجيش والقضاة واعضاء النيابة وعلماء الدين الذين سماهم علماء «السوء». الا ان رجال الخارجية كال لهم النصيب الاكبر في اتهامات الظواهري، لانهم في رأيه ينفذون سياسات الحكومة الخارجية في مساندة الحكومات المعادية للاسلام، على حد زعمه، والقيام بالمطاردات الامنية للمجاهدين في الخارج وتنفيذ مؤامرات الاختطاف والاعتقال كما حدث لطلعت فؤاد قاسم (ابو طلال القاسمي المتحدث الرسمي باسم «الجماعة الاسلامية») الذي اختطف من كرواتيا.
* اعدام الظواهري لنجل ابو الفرج المصري
* ويزعم الظواهري ان جماعة «الجهاد» المصرية كشفت عن اكثر من قضية مارس فيها اعضاء الاستخبارات المصرية اللواط مع عملائهم، في اشارة الى قصة الصبي نجل احد كبار قادة «الجهاد» ابان اقامة بن لادن والظواهري في السودان، والذي تم تجنيده من قبل رجال الاستخبارات المصرية وهي قصة يتداولها الاصوليون، وحكمت فيها جماعة الجهاد عندما كانت في السودان على الصبي بالاعدام، مما دفع والده الى الاستقالة من التنظيم المحظور.
وتحدث اصوليون في لندن عن نشرة اصدرتها جماعة «الجهاد» من 22 صفحة نهاية عام 1994، وزعت على نطاق ضيق جدا، برر فيها الظواهري الاحكام الشرعية لاعدام صبيين من «الجهاد» احدهما نجل ابو الفرج المصري، والاخير اسمه محمد شرف، وهو من كبار اعضاء «اللجنة الشرعية والقضائية للجهاد»، بعد ان جندت المخابرات المصرية نجله واسمه مصعب في السودان على يد ضابط استخبارات مصري اسمه «اسامة» ويزعم الظواهري ان الضابط مارس معه اللواط، وصوره في شريط فيديو كنوع من الضغط على الصبي، 17 عاما، للقيام بعمليات تجسس لحساب الاستخبارات المصرية لاختراق قادة «الجهاد» في منازلهم، وجمع اكبر قدر من المعلومات عن تحركاتهم والاسماء الكودية وجوازات السفر التي يتنقلون بها.
وقالت نشرة « الجهاد» ان تصوير الشابين واسماهما احمد (نجل قيادي اصولي من الاسكندرية) ومصعب (نجل ابو الفرج اليمني) على شرائط فيديو اثناء ممارسة اللواط مع الضابط المصري، كان الهدف منه كسر براءة الطفولة في نفسيهما والسيطرة عليهما لتنفيذ رغبات الامن المصري.
ويكشف اصولي مصري ان اجهزة الامن المصرية في السودان كانت تعلم ان الظواهري يقيم في السودان، ولم تبلع تلك الاجهزة الطعم الذي روجت له جماعة «الجهاد» اعلاميا بنية زعيمها عقد مؤتمر صحافي في سويسرا عام .1993 ويضيف ان حسن الالفي وزير الداخلية المصري السابق كان على حق في تلميحاته الى انه يعرف تحركات قيادات الجماعة خارج مصر وداخل منازلهم، وكانت «الجهاد» بدورها لاتصدق حجم الاختراق الامني الذي لحق بها واضر بقياداتها.
واشار الاسلامي المصري الذي عاصر تلك الفترة ان «الجهاد» عرفت في وقت متأخر ان الاستخبارات المصرية كانت تستأجر منزلا في مواجهة منزل الظواهري مباشرة في العاصمة الخرطوم.
ويضيف ان تعاون الشابين مصعب واحمد مع رجال الامن المصري ادى الى اعتقال قيادي مصري كبير من «الجهاد» في احدى الدول العربية، واحتجازه في تلك الدولة لمدة 50 يوما قبل ابعاده الى القاهرة، بسبب ان مصعب فتح حقيبة والده ابو الفرج اليمني في الخرطوم، بعد ان صور الكثير من الوثائق، وعرف كثيرا من التفاصيل عن الجوازات المزورة التي يستخدمها اعضاء «الجماعة» في الخارج، ثم قام بتسليم نسخة منها الى الضابط المصري.
ويكشف اصوليون مصريون ان الاستخبارات السودانية هي التي كشفت ان نجل ابو الفرج اليمني يعمل للاستخبارات المصرية بعد متابعته وهو ينزل من سيارة ضابط الاستخبارات المصري، والتي كانت تحمل ارقاما دبلوماسية، فأبلغوا الظواهري ولجنة الامن السياسي التابعة لـ«الجهاد»، ونصحت الاستخبارات السودانية قيادات «الجهاد» بتتويب نجل ابو الفرج اليمني، وعدم التعرض له باعادته الى الطريق الصحيح واعطائه فرصة حياة اخرى.
ويضيف اصوليو لندن ان مصعب نجل ابو الفرج اليمني كان يضلل قيادات «الجهاد» الذين يبحثون بصورة محمومة عن ضابط الاستخبارات المصري، فمرة يرشدهم الى حي العمارات الراقي ومرة اخرى يأخذهم الى احياء الرياض والطائف بالعاصمة السودانية دون ان يستدل على شقة الضابط المصري، الى ان ارسله الاصولي المصري الى «الخلاوي» وهي زوايا صغيرة لتحفيظ القرآن، ولكن الصبي كانت تبدر منه افعال، جعلت القائمين على تلك «الخلاوي» يبادرون الى طرده.
وكشف اصوليو لندن عن وجود شريط فيديو يتعرض لمحاكمة نجل ابو الفرج اليمني، امام مسؤولي اللجنة الشرعية لـ «الجهاد»، وسؤاله عن حقيبة المتفجرات التي ضبطها معه طارق انور (مسؤول العمليات بالقاعدة) ومحمد صلاح (المسؤول المالي والاعلامي للقاعدة) وكلاهما قتل في الغارات الاميركية على خوست العام الماضي، وكان من المقرر ان يضع نجل ابو الفرج اليمني، حقيبة المتفجرات في الغرفة التي ستستضيف اجتماعات مجلس شورى تنظيم «الجهاد» بالعاصمة الخرطوم.
وكشف نجل ابو الفرج اليمني في اعترافاته عن كثير من التفاصيل امام الظواهري وقادة «الجهاد» منذ اول يوم تعاون فيه مع الامن المصري، قبل اصدار الجماعة حكما باعدامه، وهو الامر الذي وضع مستقبل الجماعة في السودان في خطر، وانهى الزواج الكاثوليكي مع الامن السياسي بالخرطوم، لان الحكومة السودانية اتهمت الظواهري بانه «دولة داخل دولة».
وكان رد الظواهري حسب اسلامي مصري عاصر تلك الاحداث، على القيادات الامنية السودانية المقربة من الدكتور حسن الترابي :«اننا نطبق الشرع اولا على انفسنا، واذا لم نفعل ذلك فكيف نطبقه على الاخرين». مما ادى الى انذار الحكومة السودانية لقيادات الجهاد بضرورة مغادرة الخرطوم في غضون ايام، وكانت القطيعة النهائية، لدرجة ان الظواهري، طلب ابقاء الزوجات والاطفال، ولكن الامن السياسي رفض ذلك. وتفرقت قيادات «الجهاد على اثر ذلك مابين اليمن والاردن وافغانستان.
ويقول الظواهري لقد تمسكت جماعة «الجهاد» باقامة الحدود الشرعية في قضية السفارة المصرية في باكستان، رغم ضغط الخائفين والمترددين، ووزعت الجماعة ملف القضية على اعضائها للعبرة والعظة. وذكرت جماعة الجهاد في الملف «ان القضية مازالت مفتوحة حتى يتم القصاص من كل المتورطين فيها من اعضاء السلك الدبلوماسي المنحط».
وقال زعيم «الجهاد» المصري ان موظفي السفارة المصرية في باكستان تفوقوا على زملائهم في الخارجية المصرية، فزعم انهم اضطلعوا بدور التحريض ضد المجاهدين العرب في افغانستان.
وقال ان السفارة المصرية في باكستان نجحت في التجسس على «الافغان العرب»، واحتوت شبكة واسعة من الجواسيس والعملاء، الذين نعرفهم ولم يحن الوقت بعد لسرد قصصهم، ولعله يكون قريبا ان شاء الله.
واشار الى ان عملية اسلام اباد «كانت ردا بليغا على السلطات المصرية التي قالت ان العمليات قد توقفت، وان المجاهدين قد فشلوا في الداخل، فهربوا الى الخارج، ووصف ذلك بانه «اعتذار مضحك»، وقال ان المجاهدين لا ينتظرون تصريحا من احد، بمكان العمل وهم ينتقون الاهداف.
وزعم الظواهري ان عملية خان الخليلي التي تم كشفها عام 1996، اي بعد عام من تفجير السفارة المصرية، واتهم فيها الاصولي المصري عادل عبد المجيد عبد الباري، المحتجز في السجن البريطاني بعد صدور حكم بالاعدام غيابيا عليه تدل على ان المجاهدين موجودون داخل مصر.
وتطرق الظواهري الى شخصية «غلام الملك» في قصة اصحاب الاخدود، واستشهد بآيات قرآنية من سورة البروج، وهو يتعرض لجواز العمليات «الاستشهادية» من المنظور الشرعي. وكذلك حكم رمي الكفار اذا اختلط بهم مسلمون او من لا يجوز قتله. واباح الظواهري قتل الاسير لنفسه حتى لا يفشي اسرار المجاهدين للاعداء.
وتطرق الى قصة القيادي الاصولي ابراهيم سلامة في معركة الجمالية مع قوات مكافحة الارهاب التابعة للامن المركزي في 23 اكتوبر (تشرين الاول) عام 1981، والتي شارك فيها ضابط المدرعات عصام القمري ونبيل سلامة (قتلا في العملية) ونبيل النعيم (محتجز في السجون المصرية) حيث سقطت من يد ابراهيم سلامة قنبلة يدوية، منزوعة الفتيل فما كان من الاخير، الا ان القى بنفسه عليها حماية لزميليه من جماعة «الجهاد»، فمزقته الى اشلاء، ووصف الذين قتلوا في العملية بانهم «فرسان التوحيد».
* منشورات «الجهاد»
* ومن جهته قال المحامي هاني السباعي الاسلامي المصري مدير مركز «المقريزي» بلندن للدراسات التاريخية في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» ان جماعة «الجهاد» كانت مهتمة بتوعية شبابها وابناء حركتها باصدار تلك الكتب، بالاضافة الى دورها في نشر الوحدة الفكرية لاعضاء جماعة «الجهاد» بين جموع الامة كلها، وهو من باب التوعية وتبصير الامة باهداف الجماعة.
ويقول ان من ابرز كتب جماعة «الجهاد» «العمدة في اعداد العدة» لمؤلفه الدكتور عبد العزيز بن عبد السلام، وهو الطبيب الجراح الدكتور سيد فضل الامير السابق لجماعة «الجهاد» المصرية حتى استقالته عام 1993، ويعتبر من ابرز قادة الجهاد «الشرعيين» بمؤلفه الضخم «طلب العلم الشريف» وهو من مجلدين، ويعتبر الكتاب الاخير، حسب اسلاميين مصريين مقيمين في لندن بمثابة النبراس الحقيقي وطريق الهداية لقادة الحركات الاصولية.
اما الدكتور فضل وكنيته عبد العزيز بن عبد السلام وهو طبيب جراح قدم استقالته من قيادة «الجهاد» عام 1993 في باكستان، بعد ان ضبطت السلطات المصرية، اكثر من الف اصولي بطريقة عشوائية في قضية تنظيم «طلائع الفتح الاسلامي» عام .1993 وكشف اصوليون في لندن ان الدكتور سيد امام واسمه الحقيقي هو السيد امام عبد العال، وكان حتى فترة قريبة يقيم في اليمن، وكان يرى وجوب عدم الصدام مع الانظمة الحاكمة لان الصدام سيفقد الحركة الجهادية ذخيرتها من الشباب. ويعتبر الدكتور امام من ابرز العلماء الشرعيين للجماعة المحظورة، وكان يرى ضرورة تربية كوادر جهادية داخل صفوف الجيش حتى تحين ساعة الصفر، دون الحاجة الى الصدام المسلح مع مؤسسات الدولة، مما ادى الى خلافه الشديد مع الظواهري الذي كان يقيم في السودان الى جانب بن لادن. وانتهت الخلافات حسب اسلاميين مصريين بين القطبين الجهاديين بفوز كفة الظواهري وتوليه قيادة «الجهاد» المصري، وعودة الدكتور امام الى تأليف الكتب الشرعية والفقهية في باكستان قبل ان يسافر الى اليمن.
وكتاب «كشف الزور والبهتان عن حلف الكهنة والسلطان»، وفي هذا الكتاب ترد جماعة الجهاد على علماء الازهر عام 1989 مثل الشيوخ محمد متولي الشعراوي وسيد طنطاوي والكتور الطيب النجار.
وللجماعة كتاب اخر اسمه «نصح الامة في عدم جواز دخول مجلس الامة» وينصح هذا الكتاب الاسلاميين بعدم وجوب الترشح لمجلس الشعب المصري، و«الحصاد المر» لمؤلفه ايمن الظواهري، الذي خصصه للهجوم على جماعة «الاخوان المسلمين». وضمن الكتب المثيرة للجماعة المحظورة كتابان هما «الهادي الى سبيل الرشاد في معالم الجهاد»، و«حكم الديمقراطية وبيان اخطاء الاخوان الشرعية».
وضمن كتب جماعة الجهاد كذلك «الحوار مع الطواغيت مقبرة الدعوة والدعاة»، و«السرية في العمل الاسلامي» ويتعرض هذا الكتيب للاصول التي يجب على عضو الحركة الاصولية الالتزام بها طبقا لمبادئ الشرع.
وهناك نشرة اصدرتها الجماعة المحظورة بمناسبة مقتل القيادي الاصولي ضابط المدرعات عصام القمري في شارع شبرا بعد هروبه من سجن طرة. وخصص الظواهري فصلا خاصا باسم القمري في كتابه «فرسان تحت راية النبي» الذي نشرته «الشرق الاوسط» العام الماضي. واصدرت «الجهاد» كتابا خاصا لقضية «شركات توظيف الاموال بمصر». وهناك حوار مثير للظواهري اسمه «كلمة حق» حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منه.
ويقول الاسلامي المصري الدكتور هاني السباعي: «رغم كل ما حدث، فان الدكتور ايمن الظواهري سيظل علما من اعلام الحركة الجهادية، ويعتبر من كبار مفكريها، وسينال احترام من اتفق معه او من اختلف نظرا لعطائه وزهده وورعه وتفانيه واخلاصه