مَن مِن العالم فكَّر يوماً في الخريف وما زال الربيع؟ من فكَّر في الزهور الـ لا بد لها أن تذبل وتختفي في الوقت الـ ينمو به كل شيء ويتطور؟ مأكداَ، أن من يعيش حياة سهلة لا يفكر سوى أن يحظى بوقت طيب. فـ الفلاح في فصل الربيع حرث / بذر / زرع الأرض، وهو يعلم جيداَ أنه لـ يحصد بالخريف لا مجال له في تضييع الوقت. والفكرة لا تنطبق فقط على الفلاح وزراعته، إنما تنطبق على كل الأمور الدنيوية، وآخرتنا أيضاً. ومنها ما تزرعه الأم في نفس الطفل هو ما ستحصده في وقت شبابه وعمر طيشه وقبلهم طفولته. إليكم هذه الـ قصة / الـ عظة الواقعية من طفل في مرحلة الروضة ( جلست الأم ذات مساء تساعد أبنائها في مراجعة دروسهم ...وأعطت طفلها الصغير البالغ الرابعة من عمره دفتر للرسم حتى لا يشغلها عمَّا تقوم به من شرح ومذاكرة لأخوته الباقين.
وتذكرت فجأة أنها لم تحضر طعام العشاء لوالد زوجها الشيخ المسن الذي يعيش معهم في حجرة خارج المبني في حوش البيت. والذي كانت تقوم بخدمته متى ما أمكنها ذلك، والزوج راضي بما تؤديه من خدمه لوالده والذي كان لا يترك غرفته لضعف صحته، أسرعت بالطعام إليه، وسألته إن كان بحاجة لأي خدمات أخرى ثم أنصرفت عنه .
عندما عادت إلى ما كانت عليه مع أبنائها ..لاحظت أن الطفل يقوم برسم دوائر ومربعات. ويضع فيها رموز ..فسألته : مالذي ترسمه يالحبيب؟
أجابها بكل براءة: أرسم بيتي الذي سأعيش فيه عندما أكبر وأتزوج. أسعدها رده، وفقالت وأين ستنام؟؟ فأخذ الطفل يريها كل مربع ويقول هذه غرفة النوم.. وهذا المطبخ. وهذه غرفة لإستقبال الضيوف، وأخذ يعدد كل ما يعرفه من غرف البيت. وترك مربعاً منعزلاً خارج الإطار الذي رسمه ويضم جميع الغرف.
فعجبت وقالت له: ولماذا هذه الغرفة خارج البيت؟ منعزله عن باقي الغرف؟
أجابها: إنها لك ِ سأضعك فيها تعيشين كما يعيش جدي الكبير..
صعقت الأم لما قاله ولدها !!!
هل سأكون وحيدة خارج البيت في الحوش دون أن أتمتع بالحديث مع إبني وأطفاله. واستمتع بكلامهم ومرحهم ولعبهم عندما أعجز عن الحركة؟؟ ومن سأكلم حينها؟؟ وهل سأقضي ما بقي من عمري وحيدة بين أربع جدران دون أن أسمع لباقي أفراد أسرتي صوتاً ؟؟
أسرعت بمناداة الخدم، ونقلت وبسرعة أثاث الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف والتي عادة ما تكون أجمل الغرف وأكثرها صدارة في الموقع...وأحضرت سرير عمها.(والد زوجها) ونقلت الأثاث المخصص للضيوف إلى غرفته خارجاً في الحوش.
وما أن عاد الزوج من الخارج تفاجئ بما رأى فعجب له. فسألها ما الداعي لهذا التغيير؟؟ أجابته والدموع تترقرق في عينيها، إني أختار أجمل الغرف التي سنعيش بها أنا وأنت إذا أعطانا الله عمراً وعجزنا عن الحركةوليبق الضيوف في غرفة الحوش .
ففهم الزوج ما قصدته وأثنى عليها لما فعلته لوالده الذي كان ينظر إليهم ويبتسم بعين راضية. فما كان من الطفل إلا ..أن مسح رسمه.... وابتسم )
هذا ما كان من ولد ابن الرابعة، الـ لم يعرف معنى الدنيا بعد كل ما فكر به، أنه عليه هو أيضاً أن يفعل ما تفعله أمه تجاه جده العجوز. من هُنا نتعلم أنَّ ما يحصل لنا هو من عمل أيدينا فما نحصده في خريفنا هو نتاج ما زرعناه في ربيعنا
ازرع جميلاً ولو في غير موضعهِ :::::::::::::::::::::: فلا يضيعُ جميلٌ أينما زرعَ إن الجميل وإن طال الزمانُ بهِ :::::::::::::::::::::: فليس يحصدُهُ إلا الذي زرعَ
gana الاداري المثالي
عدد الرسائل : 4139 تاريخ الميلاد : 01/01/1985 العمر : 39 الموقع : مصر تاريخ التسجيل : 30/05/2008
موضوع: رد: مما ستزرع تحصد الإثنين 17 نوفمبر - 2:02
**قصه جميله جدا ملك وطبعا هدفها واضح جدا ,, **بس بصراحه انا مندهشه من موقف الاب السلبي ,,كل ما فعله هو ان نظر لزوجته وانتسم واثني عليها,, اين كان قبل ذلك وكيف يترك أباه هكذا وعندما يتم تصحيح الوضع الخاطئ نجده يأتي من الزوجه وليس الزوج "الابن " ,, موقف الزوج هنا أناني جدا ...... **شكرا ملك علي قصتك الجميله وهدفك الاجمل ......
ازرع جميلاً ولو في غير موضعهِ :::::::::::::::::::::: فلا يضيعُ جميلٌ أينما زرعَ إن الجميل وإن طال الزمانُ بهِ :::::::::::::::::::::: فليس يحصدُهُ إلا الذي زرعَ