انطلق صوتها عبر الهاتف مجروحا تطلب باب القانون للجميع وقالت في لوعة لم يدر بخلدي ان الماضي سيلاحقني ذات يوم ويكون سيفا مصلتاً علي رقبتي.. فأنا سيدة في الخامسة والثلاثين من العمر ترجع مشكلتي إلي ما يناهز الخامسة عشر سنة حين كنت طالبة في الجامعة وربطت بيني وبين شاب من المنطقة قصة عب عنيفة ورغم أنه لا يحمل شهادة ويعمل بائعاً في محل ملابس بأحد المولات الا انه سحرني بوسامته الشديدة وحديثه الناعم الرقيق ورومانسيته التي تتعدي الحدود لقد كنت أشعر وأنا معه أننا نمشي فوق السحاب ونحلق بين النجوم.
باختصار أصبح هذا البائع هو فارس أحلامي ووقعت لشوشتي في غرامه ولم أفكر في مصير علاقتي به فأنا أدرك انه من المحال ان ترحب أسرتي به عريسا لي فأنا ابنة عائلة ميسورة أب يحمل شهادة الدكتوراه ووالدتي موظفة باحدي الشركات الكبري ومراكز أقاربي كلها مرموقة في حين ان هذا الشاب من أسرة تعيش تحت خط الفقر ووالده منصفل عنهم ووالدته متزوجة من قهوجي دخل السجن في قضية مخدرات ورغم كل ذلك لم استطيع البعد عنه بل كان حبي له كل يوم يزداد.. كلامه وعبارات الغزل التي كان يمطرني بها كانت لا تفارق أذني.. كنت أشعر معه انني مسلوبة الارادة ولا استطيع العيش بدونه.. وحين أدرك ذلك فوجئت به يطلب مني الزواج في الحال حتي نضع الجميع من الأهل أمام الأمر الواقع ولا أعرف كيف طاوعته ووقعت علي ورقة زواج عرفي شهد عليها اثنان من أصحابه واحتفظ هو بها حتي لا تقع في يد أحد من أسرتي وبعدها ظفر بي بأسلوبه الناعم وكلامه الحلو وأصبحنا نمضي يومياً بعض الوقت في شقة أحد أقاربه ومع الوقت بدأت مشاعره تجاههي تخفت وتبدلت أخلاقه تماما وبات عصبي المزاج يثور لأتفه الأسباب ويتعامل معي بأسلوب فظ يخلو من المشاعر.. وكانت الطامة الكبري ان تخبرني فتاة من جيرانه انه سييء السمعة ومتعدد العلاقات ويتستر بورقة الزواج العرفي.
دارت الدنيا برأسي وشعرت بأنني وقعت في هوة سحيقة حين تأكدت بنفسي وعلمت بأنني رقم أربعة عرفي في حياته وبالطبع حين رأيته جن جنوني ولم أتمالك نفسي من هول الغضب بعد ان اعترف لي بأنني مجرد نزوة في حياته المهم أنهيت علاقتي به وانشغلت بدراستي وطويت الصفحة.
صفحة جديدة
ومرت الأيام وتخرجت في الجامعة والتحقت بوظيفة في محافظة أخري غير التي أقيم فيها وشاءت الأقدار ان التقي مع زميل لي في العمل طيب القلب ونشأت بيننا قصة حب سرعان ما تتوطدت بالخطبة وبعدها تم الزفاف وانتقلت إلي شقة الزوجية بالمحافظة التي يقطن بها زوجي ومرت السنوات وانجبت منه أربع من البنات وفجأة حدث مالم يكن في الحسبان حين قابلت الشاب الغادر بعد 15 سنة مصادفة في الطريق.
تتبعني وعرف بيتي وبدأ في ملاحقتي وتهديدي بإفشاء سر علاقتي به وشكوتي بأنني أجمع بين زوجين لأنه مازال يحتفظ بالورقة العرفي ويرغب في ابتزازي والحصول علي مال مقابل عدم كشف المستور وأرغب الآن في معرفة رأي القانون هل اذا صدق في تهديده في شكوتي بالجمع بين زوجين وقدم العقد العرفي أكون قد ارتكبت الجريمة رغم اننا افترقنا منذ خمسة عشر سنة وكل منا ذهب لحال سبيله لكنه رفض اعطائي الورقة وادعي انها فقدت منه.
وكيف أحمي نفسي من ابتزازه الدائم لي مع العلم انه يستخدم في حديثه معي هاتفا محمولا واستطيع تسجيل ابتزازه لي.
رأي القانون
يقول المستشار عبد الرءوف قبطان رئيس محكمة استئناف القاهرة الثابت من العلاقة بينك وبين هذا الشاب قد انتهت منذ خمسة عشر سنة كما تقولين والمستفاد من انتهاء هذه العلاقة ان هناك انفصالا أو طلاقا قد تم بينكما وعلي أثره حدث انتهاء الزواج وبالتالي يحق لك بعد ذلك الزواج من أي شخص آخر دون ان يكون هناك أي تهديد أو تفهم للمحاكمة الجنائية أي يكفي اثبات وقوع هذا الانفصال منذ خمسة عشر سنة وادعاؤه فقد ورقة الزواج العربي علاوة علي ما سلف لاثبات عدم وجود أي صلة بينك وبينه علما بأن الحق في اقامة الدعوي الجنائية ضدك من قبله قد انقضي بمضي المدة عملا بالمادة 15 من قانون الاجراءات الجنائية فاذا ما عاود هذا الشخص ملاحقتك والاتصال بك فعليك ابلاغ النيابة العامة بالواقعة وتقديم المحمول كدليل اتهام ضده لاثباتها جريمة الابتزاز والتهديد ولتقديمه للمحاكمة الجنائية.