فأجأتنا العيادات البيطرية بالقاهرة بتطبيق نظام للتأمين الصحي الشامل علي القطط والكلاب بتكلفة حوالي ألف جنيه سنويا تشمل العلاج والتطعيم ضد الأمراض وأيضا الترفيه .. هذا في الوقت الذي يعاني فيه المواطن المصري الفقير الامرين من نظام التأمين الصحي.. مما يعني أن الحيوان أصبح له الافضلية .. وهو ما اكدته جمعيات حقوق الحيوان بل دافعت عن هذا النظام وألقت مسئولية اهمال صحة الانسان علي المسئولين.
* الدكتور محمد فهيم.. بيطري: هناك إقبال كبير في المدن الكبري علي تربية القطط والكلاب النادرة والثمينة منها .
أما في القري .. فالاهتمام أكبر بالثروة الحيوانية .. لذا فان الاثرياء لا يبخلون علي حيواناتهم بشيء .. فهم يعتبرون مثل أولادهم.
ثم أن نظام التأمين الصحي الشامل علي الكلاب والقطط والذي يبلغ ألف جنيه سنويا يعد شيئا بسيطا بالنسبة للمبالغ الطائلة التي يدفعها هؤلاء للعيادات البيطرية .. لذلك سيكون الإقبال عليها كبيراً.
خاصة وأن هذا النظام التأميني يشمل علاجها وتقديم التطعميات المناسبة لها وايضا الترفيه عنها .. ويعلم الكثير منا أن هناك مستشفيات خاصة بل وفنادق خاصة بها تقدم لها أغلي الأشياء سواء من الأطعمة التي يتم استيرادها من الخارج خصيصا لهم .. وبالتالي لن يبخل أصحابها في التأمين عليها بألف جنيه سنويا .
* الدكتورة نهي مرسي .. بيطرية:
المعروف أن تكلفة علاج أي حيوان كبيرة جدا .. فهناك بعض العيادات ثمن الكشف بها مائة الف جنيه وهو مبلغ كبير لذلك فان هذا التأمين الصحي سوف يوفر الكثير من النفقات علي أصحاب هذه الحيوانات .. ومن المفترض أن تطبق هذا كل العيادات البيطرية.. فنحن في حاجة اليه .. لان التطعميات وحدها تكلف أصحابها مبالغ كبيرة أما هذا التأمين فسيتيح لأصحابها علاجها طوال العام بهذا المبلغ البسيط رغم ان معظم مقتني هذه الحيوانات من الطبقة المرتفعة والذين يقومون بصرف أي مبالغ للحفاظ علي حيواناتهم.
* مني خليل .. نائب رئيس الجمعية المصرية للرحمة بالحيوان: لا توجد عيادة بيطرية تطبق نظام التأمين الصحي الشامل علي الحيوانات ونحن مع الفكرة تماما وإذا كان هناك بعض الناس يتهكمون عليها وانه لا يوجد تأمين صحي للإنسان .. فلماذا أعاقب هذا الحيوان وأحمله المسئولية.. فهل هذا الحيوان يأخذ شيئاً من طعامنا أو أموالنا.. هذا غير صحيح؟! .. فعلا الحيوانات عندنا مظلومة .. ثم لماذا لا يبحث الانسان عن حقوقه.. بنفسه.. ولا يلقي بالمسئولية علي آخرين .
للأسف ليس لدينا إيمان من الأصل ثم ان وزارة الصحة هي المسئولة عن توفير التأمين الصحي علي الانسان .. فلماذا لا يتكلم المسئولون عن البشر وإعطائهم حقوقهم ولماذا نلقي اللوم علي الحيوانات!!
* أمينة أباظة.. رئيس جمعية الرفق بالحيوان: لماذا نسخر من هذا الحيوان الرقيق ولا نسخر من الفساد والرشوة؟! لماذا يهاجم الناس كل شيء جميل خاصة الحيوان الذي يحتاج الي الرفق به.. للأسف مازال سلوك الناس بدائي.
الحيوان روح خلقها الله لابد من معالجتها والاهتمام بها ثم ان هذا الحيوان لا يملك لسانا مثل الانسان .. الذي يتقاعس عن المطالبة بحقوقه في تأمين صحي شامل.
فهل من يمتلك قطة أو كلبا ويقوم بمعالجتها ارتكب جرما لقد دخلت سيده النار في هرة حبستها حرمتها من الأكل والشرب.. فلابد من الرحمة بهذه الحيوانات والتأمين الصحي عليها مطلوب ولا مانع منه .
أما الحاقدون عليه فلماذا لا يطالبون بحقوقهم.
* الدكتور حلمي الحديدي .. وزير الصحة الأسبق: هناك تأمين صحي شامل علي الانسان ولكنه ليس مطبقا علي كل السكان في مصر .. اما تطبيق التأمين الصحي الشامل علي الحيوان هو مظهر من مظاهر التدين وهو الرفق بالحيوان ولقد طالبنا الدين الأسلامي بهذا .. من العناية والرأفة به وعدم اهماله ان هذا التأمين لا يقتصر علي القطط والكلاب.. فهناك حيوانات مهمة تمثل ثروتنا الحيوانية كالمواشي والأغنام وهي تحتاج الي العناية للحفاظ عليها .
فنحن للأسف نستورد الألبان ومنتجاتها واللحوم.. فاقتصاديا سيكون هناك بديل للاستيراد الثروة الحيوانية لدينا مهملة جدا والعناية بها ضعيفة .. لذلك لابد من الاهتمام بها مع العلم بأن ال 1000 جنيه سنويا رقم مبالغ فيه فأي حيوان لا يحقق مكاسب الف جنيه في السنة خاصة مع ارتفاع اسعار الأعلاف .. لكن فكرة العناية بالحيوان لا مانع منها.
وإذا كان هناك من يتهكمون بعدم وجود تأمين صحي علي الإنسان فهذا الكلام غير صحيح فهناك تأمين صحي لكل العاملين بالدولة وللتلاميذ أما الفلاحون الذين لم يشملهم التأمين الصحي فسوف ينضمون اليه في المستقبل القريب كما ان هناك شركات خاصة تأمن علي الانسان وايضا علي الحيوان هذه فكرة جميلة ولكن مع الوضع في الاعتبار عدم المغالاة بها فهي مظهر حضاري واقتصادي جيد .
* سعد عبود .. عضو مجلس الشعب "مستقل": لا يوجد ما يمنع الاهتمام بالانسان والحيوان معا ولكن للأسف .. نحن نحاول حماية الحيوان من التعرض للأذي في حياته سواء من الجوع والمرض في نفس الوقت نتجاهل الانسان وهو الأولي بالرعاية.. ومن المؤكد أن هذا الانسان يحتاج لهذه الأموال.
ووجود نظام للتأمين الصحي الشامل علي الكلاب والقطط هو افرازات الطبقة الجديدة الثرية.. هذه النماذج ذات الثقافة الغربية يعيشون في رفاهية هم وحيواناتهم .
نحن نعيش في مفارقة .. هناك من يعيشون تحت خط الفقر ولا يجدون رغيف الخبز الذي يصلح للأكل .. وفي نفس الوقت نفاجأ ببعض الأفراد ينفقون مبالغ طائلة علي هذه الحيوانات .. هذا المجتمع غير واعي بالضروريات الأساسية والتي يجب توفيرها لافرادها المحتاجين.