!
قال بعض المعترضيـن على وجـود الجـن أنهـم ليســوا كالإنــس فيعـذبـون بالنـار وهـم مخلقـون منهــا ؟؟
وقـد جــاء الـرد : على أنهـم من النـار ,,, وسـيعـذبون بالنـار ,,, لأن خلقـتهم قد تغيـرت كمـا أن الإنــس خلقـوا مـن الطيـن وقـد تغـيروا ,,, وصار كل من الفريـقين خلقـا آخـر فتبـارك الله أحسـن الخـالقـين ..
والله تعالى قـادر على أن يعـذب بالنـار مـن خلـق مـن النـار فإن لكـل شـيء آفــة من جنســه ..
قـال الشـــاعــر
ولكــل شــيء آفـة مـن جنســه حتـى الحــديد ســطا عليـه المبـرد
وقـد قـرأت في إحـدى المجـلات العـربية ,,, تـدور حول مناظـرة بين فقيـه مسـلم وبين زنـديـق ملحـد ,,, فالمـؤمـن يصـدق بأن الله تعالى موجـود دلّ على وجـوده هـذه المخـلوقـات التي هي من صنعه ,,, والزنديـق ينكـر وجـود الإلـه جلّ وعـلا ,,, لأن كل موجـود في نظـره كغيـره من المادييـن لا بد من أن يكـون مرئيـا للبصـر !!!
وبــدأت المنــاظــرة بينـهــمـا هكــذا :
الزنـديـق للفـقيـه في الأســئلة الآتيـة :
إذا كـان الله موجــودا كمـا تقـول !! فلمــاذا لا نـراه بالعيــن ؟؟
وإذا كـان الله خلـق الجــن مـن النــار !! فكيــف يعَّـذبـون وهـم مخـلقـون منـهـا ؟؟
وكـانت الإجـابـة مـن الفقـيـه :
بأن أخـذ طوبـة مـن مـدر ,, وضـرب بهـا وجـه الزنـديـق ضربـة مؤلمـة من غيـر أن تخدشـه ,,, ثـم قـال هـذه إجــابتـك على ســؤاليــك ,,, فاســتمـع لـما أقــول :
الفقيـه : هـل وجــدت ألـما لهـذه الضـربـة ؟
الزنـديــق : نـعـم ..
الفقيـه : أنـا لـم أر هـذا الألـم !! وأنت تقـول إنك تجـده وتحـسّ بـه !!
كـلانـا لـم يـره بالعيـن مـع أنـك تجـزم بأنـه موجــود ,,, فهـل كل موجـود يُـرى بالبصــر ؟؟؟
هــذه إجــابــة ســـؤالك الأول ..
الفقيـه : أنـا وأنت وكـل البشــر أبنـاء آدم وهـو مخـلوق من طيـن ,, وهـذه الطـوبة التي ضربتـك بها من طيـن ,,, لكنهـا آلمتـك وعذبـت بهـا ,, ولا إســتحالة في أن يعـذب الشـيطان بالنـار وهـو مخـلوق منـها ,, كمـا يعـذب الإنســان بالطيـن وهـو مخـلـوق من عنـصر الطيــن .. فالله تعالـى خلـق الجـان مـن نـار قـادر علـى أن يعـذبه بالنـار ..
ومـن هـذا يعـلم " كمـا تـدل عليـه النصـوص " أن الشــياطين يعـذبون بالنـار وإن كـان عنصـرهـم النـار قال تبارك وتعالى [[ وأمَّــا القـاســطـون فكــانـوا لجـهنـم حـطـبـا ]]
أي : الوقـود للنـار توقـد بهـم كمـا توقـد بكفـره الإنــس
ومعنـى القاســطون الجائـرون الظالمــون الذيـن حـادوا عن طريـق الحـق ومـالـوا إلى طريـق البـاطـل