موضوع: ثلاثيه العيد(طارق والنقد والبواقى الجمعة 31 أكتوبر - 9:28
كل عام وأنتم بخير! وفرحة »الفطر« تقتضي أن يكون المرء »خفيفاً« لا يثقل علي الناس.. وأن يكون القلم رفيقاً.. واللسان عفيفاً.. وإذا كان لابد أن يكون بين الناس عتاب.. أو خلاف.. أو جدال فلابد أن يكون متسقاً مع روح »العيد« متحلياً بروح السماح وتقبل الخلاف والاختلاف..! ولي في هذا العيد ـ أعاده الله علي الجميع بالخير والسعادة ـ ثلاث محطات أريد أن أتوقف عندها.. وكلها يربطها قطار واحد ووحيد ويسودها علي ما أتمني مناخ »السمر« في الأعياد!. * ومحطتي الأولي التقي عليها بصديقي المشاكس اللدود طارق الشناوي! وطارق لا يحتاج إلي تعريف مني أو من غيري.. فهو »أشهر« ناقد فني صحفي في مصر وأكثر أهل »كاره« فهماً وموضوعية.. وأنا ـ في الأحوال العادية ـ أستمتع بتحليلاتها ومقالاته النقدية »المنتشرة« والمنشورة علي صفحات معظم الصحف اليومية.. قومية أو مستقلة »وليس هذا نوعاً من »النق« وقانا الله شر النق والنقاقين« ولكنه مدخل لوقفتي علي المحطة علي مع طارق.. الذي هو بصرف النظر عن صفته »العملية« صديق جمعتني به مرحلة طويلة من مراحل العمر. رغم أنه أصغر مني سناً بكثير.. فالعمر في تصوري ليس هو السن، فعند تعرفنا بداية منذ بدأت الكتابة للتليفزيون.. وبدأ هو يخطو خطوات البداية في العمل الصحفي والذي اختار فيه أن يكون متابعاً للحركة الفنية ثم ناقداً نشطاً يخلص إخلاصاً متفانياً ويصر في دأب ملحوظ علي أن يكون نموذجاً منتخباً لأساتذة النقد الفني من الرواد.. وأعتقد أنه حقق في رحلته هذه الكثير ويواصل التقدم علي طريق اكمالها.. وكان لابد لكلٍ منها أن يلتقي بالآخر في أحد التقاطعات Cross Ways.. وحدت هذا بالفعل حين التقينا مهنياً.. أنا أمسك بقلم الكاتب.. وهو »واقف« علي الناصية يشحذ قلم الناقد.. وفي علاقتي بطارق.. اختلفنا كثيراً.. واتفقنا كثيراً.. ووصلت بعض الخلافات إلي حافة التصادم في أحد منحنيات »الحوار الحاد«.. ووصلت مرات الاتفاق الي درجة »التطابق«... ولكننا في كل الأحوال لم يدفعنا أي دافع شخصي.. ينحو بنا خارج مساحة »الرأي الفني«.. ويحلو لطارق بين الحين والحين ـ خاصة إذا تباعدت حواراتنا ـ أن يشاغبني.. أو »يجرّ« شكلي!.. وقد فعلها منذ أيام حين كتب في صحيفة »الدستور« مقالاً صغيراً بعنوان »حضرة الناظر« ينعي علىّ فيه أن أكتب في الصحافة انطباعاتي عن الأعمال الدرامية التي تابعتها خلال سوق الدراما »اللي مالوش صاحب« والذي نصبت شوادره في رمضان الأخير.. واعتبر أن هذا ليس دوري وألمح الي ضرورة اكتفائي بالكتابة الدرامية والابتعاد عن النقد أو بمعني آخر »أترك العيش لخبازه والنقد للنقاد« حتي لا أنزلق الي مهوي التعرض »لزملاء« الكار... يريد الصديق طارق الشناوي.. أن يحدد إقامة »أسامة أنور عكاشة« في مربع كتابة دراما التليفزيونية وحدها! ولأنه كاتب دراما تليفزيونية »فقط« فعليه أن يبتعد عن إبداء رأيه.. ويصدر أمر اعتقال لقلم العبد لله أو وضعه تحت الوصاية!! ودعك عزيزي طارق من أن لاأحد يمكنه وضع قلمي تحت الوصاية! تستطيع فقط أن تناقشني فيما أكتب وأن تعارضه وأن ترفضه مبدياً أسبابك ولكنك لا تستطيع ان تمنعني من كتابته أصلاً بتوجيه نصيحتك »الغالية« لي بأن أكف عن لعب دور »حضرة الناظر«. وصدقني ياعزيزي أنا لم أفهم مغزي ولم أر معني بمطالبته كاتب مثلي بأن يختصر نفسه في موقع واحد بحجة أنه يقول رأيه في أعمال الآخرين.. ومن يقول رأيه إذاً.. ولا أقول من »ينقد« حتي لا أثير حساسيتك؟.... ألا تري أنني من أحق وأجدر من يكتبون عن فن أعطيته جهد عمري وحققت فيه انجازاً تأسيسياً يتيح لي ـ بل يفرض علي ـ أن أطرح رأيي وأساهم بالمتابعة.. بل وبالتقييم.. والتوجيه أيضاً؟ لقد أشار الأستاذ طارق في سياق اعتراضه إلي صدامات قديمة حدثت بيني وبين بعض زملائي.. متخذاً منها مثالاً علي »خطورة« أن يكتب الكاتب عن أعمال كتاب آخرين!.. وماله ياطارق باشا؟... فيها إيه لما تختلف آراءنا ونتخانق خصوصاً أن »خناقاتنا« لم تتعلق في أي منها بشيء شخصي... وأن المعارك طوال عمرها تنشب بين »أصحاب الرأي« بالذات... وما نكتبه يدخل في هذا الاطاروايضاً ما نختلف عليه... وليس عندنا فقط بل في العالم كله!. وفي نهاية هذا التوضيح ـ الذي لم أكن في حاجة إليه أصلاً ـ أقول لطارق إن المجالين اللذين لم أكتب فيهما قط.. هما الشعر.. والنقد... كتبت القصة والرواية والمسرح والدراما التليفزيونية والمقال الصحفي... لانها روافد فنية لمجري نهر واحد.. ولكني لم أكتب الشعر لأنني لست شاعراً... ولم أكتب النقد لأني لم أتعلمه ولم أدرس قواعده.. وما كتبته وأزعجك كان مجرد انطباعات »مهنية« ضمن فنون المقال الصحفي!... والآن... اقتنعت ولا لسه؟ * في المحطة الثانية وطارق لم يزل معي... أشير ـ من باب الانطباع أيضاً الي حمي الاستفتاءات إياها »وأسميها أنا الاستفتاءات الموجهة« التي تجتاح الصفحات الفنية والقنوات الفضائية والتي يجريها أصحابها في كل موسم رمضاني لتختار أحسن مسلسل وأحسن ممثل وأحسن مؤلف وأحسن ممثلة وأحسن مخرج... وباقي »أحاسن« كل الحاجات.. ولابد أن تخرج نتائجها بالطبع مرضية لمافيا الإعلان... وكومبينة العلاقات بين النجوم والبرمجيات في الفضائيات والأرضيات وعلي صفحات الجرائد والمجلات... وطز في اهختيارات الجماهير الحقيقية... بل لابد من التأثير في تلك الاختيارات وعكسها »بمعني عكس توجهها«... لكي تزور الانطباعات والآراء الأصلية للمشاهدين. وقد بحت أصوات أقلامنا وحناجرنا في مرات سابقة مطالبين بضرورة انشاء مؤسسات علمية لدراسة وقياس الاتجاهات والرأي العام.. مثل »جالوب«.. و»هاريس« في بلاد العم سام وباقي بلدان أوروبا والعالم الأول والثاني وعقبال الثالث ـ يعني عقبي لنا ـ والي أن يحدث هذا وتكون لدينا تلك المؤسسات التي نطمئن اليها ونصدق نتائجها يجب ان نتوقف عن العملية المشبوهة والمدانة بالتآمر علي تزوير وعي الجماهير والمتمثلة في تلك الاستفاءات المدبرة أو سابقة التجهيز.. وحتي لو كانت بريئة من ظنوننا »الوحشة« وليست مفبركة كما ندعي.. فهي علي الأقل تجري بطريقة غير ممنهجة وغير علمية، وهذا كافٍ للشك في نتائجها! والمؤسف حقاً أن يتعامل تليفزيون الدولة بكل شاشاته. مع هذا الأمر الخطير بمنطق السبوبة وتحقيق الربح الرخيص.. واطلب زيرو تسعماية! لقد تاجرتم بفن الدراما التليفزيونية الذي كنتم أربابه ورواده وأكبر مبدعيه.. وألقيتم به في سوق الاعلانات وتجارة »الهوا« حتي تحول إلي سلعة رخيصة نشكو اليوم من هوانها في نظر الآخرين ومن سخط أهلها عليها.. ولم يكفكم هذا فأدمنتم المهانة وشغل الأراجوزات في المولد.. وفتح عينك تاكل ملبن! ولسة!!! نسأل الله الستر! إيه رأيك ياطارق ولا مؤاخذة؟... هل تجاوزت المربع وكتبت فيما مالا شأن لي به؟... وما رأيك في أنني سأكتب مرة أخري »بواقي« أردت الكتابة عنها في عز المولد ولكن الزحام منعني؟... تسمح لي؟.... * وقد ركبنا القطار.. ولم ندرك إلا السبنسة.. ومضي الوقت.. وضاقت المساحة.. انقشع الغبار الذي أثارته »هوجة« الإعلانات »المدهونة« دراما.. وبقيت في الساحة آثار زهرات ديست بسنابل خيل البرجاس »الدرامي«.. ولكنها ابت الا ان تبقي عطرها فواحاً يذكرنا بها... * زهرة تتمثل في بثينة رشوان التي أدت باقتدار وحساسية في شرف فتح الباب... الفتي الآخر ابنه الأوسط »عبدالرحمن« وآسف لعدم تذكري لاسمه. * وزهرة أخري للصبية الواعدة والقادمة بسرعة الصاروخ »هبة مجدي«... وانتظروها... * ياسمين جمال في أكثر من مسلسل... تلفت النظر وسط الكثيرات من الأخريات واللاتي رأينا »كبشة« منهن في المسلسل الذي صدعنا بجعبته ولم نري له طحناً... وكنا أشبه بـ»فراخ الجمعية«. * صفاء الطوخي التي رسخت وأسست لنفسها »حضوراً« في منطقة لاينازعها فيها غيرها. * ليس لأنه ابن صديق حميم ورفيق طريق.. ولكن لأنه ممثل حقيقي يقف علي أعتاب النجومية... محمد عبدالحافظ في أسمهان بصرف النظر عن عدم انطباق الشكل، فقد أدي دور أحمد سالم كما كتبت في السيناريو ملتزماً به.. وصامداً أمام »غولة« تمثيل جميلة اسمها سلاف فواخرجي... بالمناسبة مسلسل أسمهان ليس من إخراج إسماعيل عبدالحافظ!. * الفنانة القديرة بكل معني لكل حرف في الكلمة سميرة عبدالعزيز... شابوا ياسيدتي الفنانة الأصيلة... بجد! * صلاح رشوان في ذروة نضوجه... دائماً لا يصح الا الصحيح. * ريهام عبدالغفور.. تابعت ما انقطع منك زمناً في هيمه.. فأمسكي هذه المرة بقوة... وتابعي! * جمال عبدالحميد... »تكشيرتك« إياها ـ لم تمنع من أن تواصل وجودك كمخرج من مخرجي المقدمة.. فقط.. حاول ان تضحك في المرات القادمة.. * اعتذار عريض لكل أصحاب الأعمال التي لم أتمكن من متابعتها في زحمة »المولد« وأرجو أن أفعل حين يعاد عرضها علي رواقة في باقي شهور السنة.. وأرجو ألا يأتينا رمضان القادم بنفس نظام مواسم الإعلانات الدرامية في الرمضانات السابقة.. الخانقة. * بسيوني عثمان.. الإنسان الدمث الرقيق.. والكاتب الفنان الذي أعطي في صمت المترفعين عن الطنطنة ونفخ مزامير الادعاء... رحل في هدوء وودعنا بأسلوبه الذي تعامل به دائماً مع كل الأشياء... رحل وأحد ابداعاته يعرض بدوره في »مهرسة« رمضان التي ألهت الاعلام وغافلت الناس فلم يلق مسلسل »كلمة حق« مايستحقه... وهو عمل جميل وبسيط.. وجاد.. وأفضل من عشرات صدعت رؤوسنا بترهات وحواديت رجال الأعمال واتباعهم وعصاباتهم وتنظيماتهم المافياوية!! رحم الله بسيوني عثمان.. الذي سبقنا إلي دار الحق... وودعنا بكلمة حق!!.