-قابلتها البارحة صدفة،صحيح أن الأيام تفعل فعلها،فقد تغير شكلها كثيرا،صدقا لم أتعرف اليها لأول وهلة،فاسترسلت في تنشيط ذاكرتي الضعيفة.لم تذكرني؟أنا فلانة،أنا التي درست معك في القسم الثالث،أنا المتفوقة،أناالوحيدة التي كانت تملك سيارة بين الفتيات،وأنا جميلة الجميلات التي عشقها الذكور ،وأنا التي قرأ-ولازلن يقرأن طبعا-الفتيات التعاويذ حسدا لذكائي
في دقيقة تذكرتها،لازالت تعاني عقدة الأنا!!!
2-كانت تهرول وهذا كان سببا آخر عدى عدم انتباهي لاصطدامي العنيف بها الى درجة وقوع حقيبة يدها وتبعثر حاجياتها ،في الثوان المعدودة التي لملمت لها حاجياتها المتساقطة على الأرض،امطرتني بوابل من الكلام السوقي،قبل أن تتوقف عندما وقفنا وجها لوجه،وقبل أن استفسر عم اذا كانت زميلتي السابقة علانة،امطرتني بوابل من الاعتذارات والأسئلة التي لم تدع لي المجال لأجيب عليها،ولخصت لي ثلاث سنوات من حياتها لم أرها فيها في دقيقة وانصرفت مودعة.
لا أدري مع هرولتها ان كانت ستصطدم باحد غيري،لكني أجزم بانها ستبقى طول حياتها كما عهدتها دوما،ثرثارة وسليطة اللسان!!!
3-على كرسي الانتظار في المحطة،استئذنتني سيدة في الجلوس بأدب رفيع،فأذنت لها بسرور،جلست وعيناها مركزتان في الأرص،لم تلتفت قط،ولم تلحظ ارتباكي الواضح،ومحاولتي استراق النظر اليها.
رحت اسبح في ذكرياتي ،ذكريات حبي العذري لها،الى غاية سماعي اعلان المضيفة بقرب قدوم القطار،فعلا المعدن الأصيل لا يتحول ولا يصدأ،لازالت كما هي هادئة ورصينة.