بدأت لجنة الصحة بمجلس الشوري في مناقشة مبادرة الحوافز السلبية والإيجابية لمكافحة الزيادة السكانية وفي تصريح للدكتورة سحر السنباطي، رئيس قطاع السكان وتنظيم الأسرة بوزارة الصحة، أكدت أن أهم المطالب للسيدات اللاتي تقابلت معهن في الزيارات الميدانية كانت تتعلق جميعاً بالحوافز الإيجابية واللافت حقاً هو هذه المطالب التي تمثلت في مطالب بعض النساء بإعفاء الأبناء الذكور للأسرة الملتزمة بعدد الأطفال من الخدمة العسكرية!
وكانت هناك مطالب بإضافة درجات لمجموع الثانوية العامة للطفلين الأول والثاني وحرمان الثالث منها!! بل أحقية الأم الملتزمة بإنجاب طفلين في الحج علي نفقة الدولة! وهذه المطالب تكشف إلي حد كبير مفهوم تنظيم الأسرة لدي هؤلاء النساء بل وغيرهن، كما تكشف إلي حد بعيد نظرة النساء إلي الخدمة العسكرية والأهم نظرتهن إلي الثانوية العامة.. إن فكرة أن يطالب هؤلاء النسوة بإضافة درجات في الثانوية العامة إلي الطفلين الأول والثاني وحرمان الثالث منها، هي فكرة تجسد مفهوم التعليم لدي هؤلاء النسوة، ومفهوم التفوق لديهن بحيث ترين أنه يمكن إضافة درجات للابن لالتزام والديه في الإنجاب!! رغم أن هذه الدرجات من المفروض أنها تحدد مستوي الطالب وقابليته للالتحاق بكلية معينة، وأحقيته في ذلك عن غيره لتفوقه وليس لالتزام أهله في الإنجاب!! كذلك فكرة الحج علي نفقة الدولة، مما يلخص فكرة الالتزام في الإنجاب لدي هؤلاء النساء، ليس من منطلق الاقتناع بالفكرة بل من منطلق أن يكون هناك ثمن لهذا الالتزام. إن الأساس في الاقتناع بفكرة تنظيم الأسرة هو أن يكون لدي النساء والرجال الآباء والأمهات القناعة بأن تربية طفلين أفضل من تربية ثلاثة، أو أن مستقبل اثنين أفضل من مستقبل ثلاثة، أو أن إعداد طفلين للحياة يوفر لهما مزايا لا تتوافر لو كانا ثلاثة، لا أن تصبح المسألة صفقة تنجب الأسرة اثنين بدلاً من ثلاثة، وتقبض الثمن، والأهم أن هذا الثمن يكشف بشكل واضح وصريح عن أولويات الأسر المصرية. فهذا الثمن هو الإعفاء من الخدمة العسكرية، وزيادة درجات الثانوية العامة والحج!! هذه هي أولويات الأسرة المصرية، لم تطالب هذه الأسر مثلاً بأن يتم منح الأبناء فرصة الالتحاق بتعليم أفضل، بل بإضافة درجات لهم في الثانوية العامة. ليس معني هذه المطالب أنه سيتم إدراجها في المبادرة، لكن التخوف الحقيقي من أن ينتقل مفهوم الصفقة من الأسر إلي الدولة نفسها فيصبح الثمن هو الهدف وليس الاقتناع في حد ذاته، مما يجعل التحايل للحصول علي الثمن هو الطريق الذي يلجأ إليه من يريد الحصول علي الثمن، ويجب هنا التنبيه بأن مصر ليست الصين.. الصين دولة قوية استطاعت فرض تشريعات للحد من الزيادة السكانية، أما في مصر فالدولة قد فقدت سيطرتها علي الأفراد، وعلي تطبيق القوانين وعلي فرض إرادتها، ونظرة واحدة لما يجري في الشارع المصري، كفيلة بالكشف عن مدي قبضة الدولة علي المجتمع!!