شعب مصر تحمل ما لا يتحمله بشر .. لاسترداد أرضه وكرامته
نكسة 67 أعادت بناء قواتنا علي أسس صحيحة
حرب الاستنزاف كانت بهدف إعادة الثقة .. ورفع الروح المعنوية
علينا أن نغرس في شبابنا روح أكتوبر للتغلب علي كل الصعاب
أطلقنا شائعات بأن السادات سوف يسافر للعلاج .. للتمويه علي العدو
-------------------------------------------------
لقد تحمل الشعب المصري وأبناؤه رجال القوات المسلحة الكثير من أجل تحرير الأرض. ضحي الشعب بقوته والذي كان يقف طوابير بالساعات للحصول علي مايسد رمقه وأسرته.. الخدمات التي يحتاجها المواطن كادت تصل إلي الصفر وتوقفت المرافق تقريباً.. وتحمل خسارة معركة لم يكن مقصراً أو متخاذلاً فيها. ظلم فيها رجال قواتنا المسلحة جيش عريق عبر آلاف السنين. ورغم ثقل الهزيمة علي النفوس إلا أن صمود الشعب وبسالة رجال القوات المسلحة كان عظيماً لأنهم رفضوا الهزيمة والانكسار وحطموا اشعارات الهزيمة والاستسلام واليأس والاحباط عاقدين العزم علي تحرير الأرض ليحققوا أعظم انتصار للعسكرية المصرية في العصر الحديث.
"المساء" أجرت حواراً مع اللواء ممدوح عطية أحد أبطال الحرب الكيماوية الذين شاركوا اخوانهم في باقي الأفرع الرئيسية أعظم انتصار زلزل الكيان الإسرائيلي المتغطرس ليقدموا لأجيال جديدة قادمة المثل والقدوة وتحمل المسئولية.
قال اللواء ممدوح عطية إن شعب مصر العظيم تحمل ما لا يتحمله بشر من أجل أن يسترد أرضه وكرامته في معركة حاسمة بعدما حدث في يونيو ..67 فلم يهتم بمغريات الحياة بل لم يضع في حساباته قوت يومه فليذهب إلي قواتنا المسلحة حتي يعيدوا لهم مافقدوه من أرض غالية وعزيزة.
الشعب ساهم مثل الجيش في نجاح نصر اكتوبر ليكون بهذه العظمة والأداء الرائع الذي أبهر العدو قبل الصديق ووضع المصريين علي الطريق الصحيح لبناء وطنهم.
أشار إلي أن الشعب كان هو المحرك والدافع الرئيسي لصلابة القوات المسلحة وتصميمها علي رد الاعتبار والثأر والقضاء علي أسطورة زائفة روجت كذباً لقوة مصطنعة توارت أمام الجندي المصري الجسور الذي دمر خط بارليف وماقاله عنه الأمريكيون والسوفييت كفيل بإحباط أي أمة.. حتي انهم قالوا أن القنبلة الذرية لن تجدي معه ولكن الجيش المقاتل المصري القي بكل ذلك وراء ظهره فعبر وانتصر وانهارت أساطير الأعداء تحت قدميه وحطم خط بارليف ومضي عازماً أن يعيد الأرض إلي احضان الوطن مهما كلفته الحرب من تضحيات فأهلاً بالشهادة ومرحباً بالنصر علي أيدي الأبطال.
أسس صحيحة
يؤكد اللواء ممدوح أن نكسة 67 لعبت دوراً كبيراً في اعادة بناء القوات المسلحة علي أسس صحيحة بدايةمن الفرد المقاتل المؤهل وحتي المعدات والأسلحة والحلول العملية لكل المشاكل والصعاب.. بدأ الأسلوب العلمي الصحيح يصبح منهجاً للعمل فكانت السنوات التي سبقت معركة أكتوبر هي سنوات البطولات والتضحيات حيث كانت حرب الاستنزاف مدرسة تعلم فيها الجندي المصري الكثير.. ضحي بحياته ليقوم بعمليات لتدمير مواقع العدو وخطف أسراه بكل جسارة وشجاعة..
لم يضع في حساباته الخوف أو الموت أو حتي الحياة فالكل عنده يستوي جنودنا يتنافسون يتفاخرون بما فعلوه اليوم وأصبح العدو كتاباً مفتوحاً لا تهابه قواتنا بل يتمنون لقاءه كل يوم فكان ذلك اعداداً قوياً لمعركة اكتوبر التي اظهر واستعرض فيها المقاتل المصري قدراته.
يضيف: كان الهدف من حرب الاستنزاف هو تقوية وحداتنا واختبار جنودنا واعادة الثقة لهم ورفع روحهم المعنوية واعدادهم لمعركة أكبر لا تقبل القسمة علي اثنين تتعلق بمصير أمة وحضارة فالأمة صاحبة الحضارة لا تزول بل خلقت لتبقي هكذا يقول التاريخ والجغرافيا ولا يمكن أن تتغير في لحظات.
سرقة خيرات سيناء
قال إن العدو الإسرائيلي لم يكتف بسرقة خيرات سيناء بل راح يسخرها ضدنا وتمثل ذلك في تسييل البترول وضخه علي سطح القناة ثم اشعاله لتصبح القناة في لحظات درجة الحرارة فيها ألف درجة كما الجحيم أمام قواتنا في الغرب كرسالة إذا فكرتم يوماً في العبور للضفة الشرقية.
أضاف أن رجال الحرب الكيماوية قاموا بتجميع المعلومات عن خطة الإسرائيليين وتحليلها والقضاء عليها وإبطال مفعولها حتي يتم العبور في أمان واتخذنا مجموعة من الاجراءات التي تؤمن السفن المصرية بتزويدها بطفايات مضادة للحريق ومزودة بمواد كيماوية تعمل ضد درجات الحرارة بالإضافة إلي دهانها بمواد خاصة تتحمل الحرارة العالية وتحافظ علي أرواح من بداخلها إلي جانب تدريب جنودنا علي العبور وكيفية مواجهة مثل هذه الحالات.
كما عبرت الضفادع البشرية المصرية إلي الضفة الشرقية وقامت بسد منافذ النابالم وبالفعل نجحت الخطة وتم العبور دون أن يستطيع العدو استخدام هذه الوسيلة لتعطيل تدفق القوات المصرية إلي الشرق لتحقيق أهدافها.
خداع وتضليل
كما قامت القوات المسلحة بتنفيذ عملية خداع وتضليل للعدو علي أعلي مستوي فقد قمنا بتمثيل حالة الاسترخاء والكسل باتقان لنظهر أمام العالم وكأننا لا نبالي بما يحدث للإيحاء بأننا لا نفكر في الهجوم ولن نخوض معركة وأننا غير قادرين علي ذلك في ظل حالة اللامبالاة والتبلد التي نعيشها وهي الخطة التي ابتلعها العدو وركن إليها فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير.
هناك وسائل أخري نفذناها لخداع العدو وتضليله غير خطة الكسل والاسترخاء وقواتنا الفعلية تتدرب وتنفذ تدريباتها مع مهام الحرب مثل بث شائعات أن الرئيس السادات سوف يسافر للعلاج في الخارج بالإضافة إلي فتح باب الحجز لأداء العمرة ونشر الأسماء الأمر الذي صدقته أجهزة العدو ومخابراته التي زعمت قدرتها كالعادة علي معرفة مايدور داخل حجرات المصريين ونجحت هذه الخطة ليس علي المستوي الإسرائيلي فحسب بل علي أكبر أجهزة المخابرات في العالم مثل أمريكا وانجلترا وفرنسا.
الحدود الآمنة
أشار اللواء ممدوح عطية إلي أن القضاء علي أسطورة القوات الجوية الإسرائيلية يعتبر أحد أهم الدروس والانجازات التي حققتها القوات المصرية في حرب أكتوبر كما استطعنا القضاء علي نظرية الحدود الآمنة لإسرائيل بل أصبح العرب بفضل اكتوبر سادس قوة علي مستوي العالم وأصبحت كلمتهم مسموعة عالمياً ورسخ نظرة لا شك فيها أن المقاتل المصري لا يقهر وانه رجل المعجزات وأكدت علي مقولة انه ليس المهم هو السلاح ولكن المهم من يحمله في اشارة إلي مهارة وكفاءة المقاتل التي تحسم الحرب وترجح الكفة.
يضيف اللواء عطية أن النتائج والآثار التي ترتبت لا تعد ولا تحصي ولم تقتصر فقط علي النواحي العسكرية بل امتدت إلي جميع مناحي الحياة وخاصة التنمية الشاملة حيث حدثت نهضة إنشائية وتنموية في القوات المسلحة إلي جانب مهمتها العسكرية من خلال بناء المنشآت والطرق والكباري والمدارس العسكرية ونحصد الآن هذه النتائج علي سبيل المثال.
قامت القوات المسلحة بحل مشكلة الخبز وشاركت في ازالة الكوارث التي تعرضت لها البلاد وعلينا أن نغرس في شبابنا روح أكتوبر حتي نوجد بداخلهم القوة علي مواجهة مشاكلهم والعقبات التي تقابلهم في حياتهم نذكرهم بما حدث وهذا هو دور الإعلام.. كما لابد من غرس مصلحة الوطن فوق كل شيء في نفوسهم واعتقد أن مايحدث الآن من أزمات عارضة السبب الرئيسي فيه هو الاستسلام للإحباط واليأس وطغيان مفاهيم الأنانية وعدم انكار الذات تسبب كل ذلك في خلق حالة من الشعور بالسلبيات أكثر من الايجابيات وهي مسألة تراكمية والحل في الخروج من هذه الحالة هو رفع درجة الانتماء والولاء لدي الشباب وغرس مفاهيم العطاء والفداء دون انتظار المقابل.
------------------------------------------------------
المساء