لا أعرف كيف أبدأ لك رسالتي.. فهذه هي المرة الأولي التي سأكتب لك فيها وقد كنت أتصور ان أكتب لك مشكلة عاطفية تخص قلبي.. لكني أكتب لك اليوم مشكلة قد تدمر حياتي كلها وليس قلبي فقط.
عمري 18 عاما مشكلتي هي والداي أمي التي قامت بخلع أبي وطرده من شقتها التي نسكنها في بيت جدي وليس هذا فحسب بل تفكر في الزواج مرة ثانية ولا نستطيع حتي الكلام معها.. فكلما حاولنا الحديث اليها صرخت في وجهي أنا وأختي قائلة من منكما سينفعني لقد أصبحت محطمة تماما بعد ان كنت مثل الزهرة الجميلة والسبب والدنا فهو كما تقول رجل "بصباص" يحب النساء ويتعرف كل يوم بواحدة.. وكشفته أخيرا وعندما تشاجرت معه حيث قال انه سيتزوج ويأتي لها بضرة.. فطلبت أمي الطلاق لكنه رفض ولم يكن أمامها الا رفع قضية خلع وبالفعل حكم لها وأصبحت مطلقة من زوجها وبالتالي فتحت الباب لمن يطلب يدها فهي جميلة وتريد الرد علي أبي الذي لم يهمه حتي شكلنا أمام الناس واعتبر نفسه رجلا من حقه أن يغازل ويحب ويقيم علاقات فقد نسينا أنا وأختي ونسي مشاعر أمي التي دمرتنا فلم يكن أمامنا الا الدموع.. وهي لا تقاوم ظلما ولا ترفعه ولا نعرف سواك نتحدث اليه انني في الثانوية العامة واعتقد ان مستقبلي يضيع بسبب والداي اللذين قررا الحرب والعناد مع بعضهما دون التفكير فينا.. أرجوك يا سيدتي أخبريني من سيقبلني عروسا وأمي خالعة لزوجها ومن سيحترمنا بعد الآن من زملائي وأولياء أمورهم انني كثيرا. أفكر في الانتحار. لكنني لا أستطيع دفع أختي لذلك حتي لا أكون قاتلة.. أرجوك ساعديني.
الصديقة ل
** ابنتي الصغيرة تخافين علي تحريض أختك علي الانتحار حتي لا تكوني قاتلة ولا تخافين من الموت كافرة ومحرضة علي الكفر.. ان الانتحار يأس من رحمة الله.. كما ان هناك نوعا من المشاكل لا يقدر عليه الصغار.. لكن عليهم ألا يقفوا أمام المشاكل وان يكونوا مرنين أكثر من هذا وبشكل أفضل خاصة عندما تتعلق المشاكل بأولياء الأمور.. ليس ذنبك ان والدك رجل كثير العلاقات وبالتالي لن يحاسبك الناس بذنبه.. فقد قال الله تعالي في كتابه العزيز "ولا تزر وازرة وزر أخري" فمادمت لا تحاولين التفكير بعقل أفضل.. فأنت في منطقة وسطي بين الطفولة والشباب.. ووالدتك لم ترتكب جريمة.. لذا عليك تفهم موقفها لقد دافعت عن نفسها وكرامتها بعد طول عذاب مع والدكم.. أما تهديدها بالزواج الثاني فليس مؤكدا وان حدث فهو حق شرعي لها ولا يحق لكما التدخل فيه.. وتعالي نفكر بشكل مختلف لماذا لا تفكرين كما لو كنت في مكان والدتك هل كنت تقبلين بتدخل الآخرين في حياتك؟! إننا لا نمتلك أولياء أمورنا ببنوتنا لهم.. فكل له حياته وحريته ونحن كأسرة مصرية تعودنا التضحية دائما من الأم.. ولكنها تعيش بعد تلك التضحية تعسة حزينة لذلك فكري فيها كانسانة ولا تكوني أنانية فهي لن تقصر في حقكما فلا شيء أقوي لدي المرأة من أمومتها.. فلا تحزني وفكري ثانية واعلمي ان موقفك سينعكس علي موقف أختك الصغيرة ودعمكما للأم سيكون عنصر قوة لها بدلا من أن تكونا مصدر ضعفها.. فكري يا ابنتي في والدتك كانسان من حقه الحياة وكما تقولين هي جميلة ومؤكد صغيرة في السن مادمت ابنتها البكرية.. كوني لها صديقة ولا تكوني جلادا صغيرا يدمي قلبها بالحزن وكفاها ما حدث من والدكما هداه الله ولاتنسي ود والدك.. ولاتنسي وصية الله.
"ولاتقل لهما أفي ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما" صدق الله العظيم
--------------------------------------------------------
المساء