أصعب عقاب لمسئول أن يري صفحة جرائمه تحيط به من كل جانب وهو لايزال علي كرسي الحكم والقيادة!.وهو ماحدث بالضبط للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الذي أوقع بلاده في مستنقع من سياسته الوحشية التي اتخذها بأكاذيبه التي برر بها الحرب علي العراق.. وعلي افغانستان وأسقط أي مصداقية له عندما حصد ما زرع.. خراب بعد انتعاش.. واقتصاد يتردي في بؤر الانهيار مما اضطره الي ان يستنجد عبر شمس الرئاسة ب"باراك وماكين".. ويستنجد بالكونجرس ليخصص 700 مليار دولار من أجل الخلاص من المأزق المدمر الذي أوقع شعبه فيه!
** والغريب وسط هذا الانهيار الاقتصادي الأمريكي وملامح الخراب التي تطل عليه لم يجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الا هذا الوقت الذي تزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ليجتمع به .. أي بالرئيس الامريكي لكي يبحث الدور الأمريكي في عملية السلام!
** وكأن الدور الأمريكي لم يتضح ويكشف اوراقه التي تطايرت ودفعت اسرائيل لأن تحرق الأرض والزرع وأن تمارس حرب ابادة وحشية لم تحدث من قبل في ظل رعاية أمريكية نجحت أيضا فيما سعت اليه إسرائيل خلال عقود كثيرة.. احداث انقسام بين الفلسطينيين وصنع شرخ بين فلسطيني الضفة وقطاع غزة واصبحت العداوة التي بينهما أقوي واشد من عداوتهما لاسرائيل!
** ماذا يستطيع الرئيس الجريح الذي يقرأ صفحة جرائمه وهو مازال في كرسي القيادة.. يقرأ نتيجة اندفاعه الاعمي نحو اهداف عدوانية ليس لمنطقة الشرق الأوسط فقط ولكن للأمريكيين أنفسهم الذين أفاقوا علي ظلمة تحيط بهم وعلي سحابة سوداء من الفقر والخراب تخترق حياتهم وعلي انهيار غير مسبوق لاقتصادهم!
** ماذا يستطيع مثل هذا الرئيس ان يفعل شيئا وهو غارق حتي أذنيه في مستنقع صنعه بسياسته وعجز المحيطون به علي أن يقولوا له لا.. وأن يتوقف رغم استقالة عدد منهم.
** ماذا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية فعله الآن -وأيام ويرحل عن مقعد قيادتها الرئيس بوش. للقضية الفلسطينية؟.. ولماذا لايدرك قادة فلسطين ان كان هناك سلطة حقيقية ان الحل بأيديهم هم وليس بأيدي غيرهم وأن بوش صانع انقسامهم بخريطة طريق رحل.. وربما يكون من يأتي ليس أفضل حالا.. فلماذا لايعودون الي منطق الحق بدلا من غطرسة الباطل التي سقط فيها بعضهم!؟ بعد ان شاهدوا وشاهد العالم كله نهاية رئيس! لعله يكون عبرة ودرساً؟.. ------------------
المساء