08/06/2008
«هو أنا مت ولا ايه».. هذه الجملة ليست إيفيها يردده «عادل إمام» فى فيلمه القادم «حسن ومرقص» والذى يعتبره نقلة فنية وتاريخية هامة فى مشواره السينمائى وإنما جملة قالها باستغراب وانزعاج لا يخلو من روح الدعابة للمقربين منه الذين اتصلوا به تليفونيا للاطمئنان عليه بعد شائعة وفاته التى انطلقت الأربعاء الماضى،
الشائعة الغريبة وصل مداها إلى مختلف الأقطار العربية ومازال مصدرها حتى الآن مجهولاً، الغريب أن «عادل إمام» نفسه لم يتوقف كثيراً عند شائعة الوفاة واكتفى بأن قال لأصدقائه بسخرية «كويس أن الواحد يقرا نعيه وهو لسه عايش». روزاليوسف اتصلت بالزعيم والذى كان رده علينا بعد إغلاقه لهاتفه لفترة، مبعث اطمئنان عليه ويبدو أنه كان متأثرا من الشائعة حيث إنه اكتفى بتأكيده لنا أنه بخير ومفيش حاجة.
ظروف وملابسات مختلفة -كما علمنا- ساهمت فى انتشار هذه الشائعة منها أن عادل استيقظ فى هذا اليوم مبكراً وأنه تناول إفطاره وواصل نومه وأغلق هاتفه فى الوقت نفسه الذى كانت فيه تليفونات أبنائه والسائق الخاص به مغلقة أيضاً مما جعل الوصول إليه أمر صعبا. المقربون من «عادل» اضطروا للاتصال بزوجته التى أبدت انزعاجها الشديد مما يقال «وقالت: «أنا مش عارفة مين اللى بيقول الكلام ده» ثم طمأنت الجميع على صحة عادل وأنه بخير. المعروف أن أحفاد «عادل إمام» هم الذين يقومون بإيقاظه وخاصة «عادل» حفيده المدلل وابن نجله «رامى»، وعندما استيقظ عادل فتح عينيه ورأى عادل الصغير أمامه سأله: «فين طاقية إنديانا جونز» ثم قام من سريره ليفاجأ بشائعة وفاته حيث قام بالرد على التليفونات وترك هاتفه مفتوحا لمدة 3 أو 4 ساعات قبل أن يغلقه مثلما يفعل كل يوم فى فترة الظهيرة لينام ويستريح.
فى المقابل شهدت ليلة الثلاثاء الماضى التى سبقت يوم إطلاق الشائعة أحداثا وتفاصيل تدخل ضمن عاداته العادية ولكن من الممكن أن تدخل طرفاً فى إطلاق الشائعة حيث كان فى مكتبه حتى وقت متأخر وانصرف مجهداً وربما ساهم ذلك فى إطلاق الشائعة، ولكن ما لا يعرفه البعض أن عادل استغل الأيام التى سبقت إطلاق الشائعة للقيام بمجموعة مهام من الصعب القيام بها أثناء التصوير مثل الزيارة التى قام بها قبل أيام إلى فيلا الكاتب «يوسف معاطى» الجديدة بـ«6 أكتوبر» حيث تصادف وجود عدد من الفنانين هناك فى مقدمتهم محمد هنيدى الذى يكتب له يوسف فيلمه القادم، عادل داعب هنيدى وهنأه على فيلمه الجديد. عادل أيضاً استغل انتهاء تصوير فيلمه «حسن ومرقص» فى نفس اليوم للسهر مع أصدقائه فى مقهى «بنت السلطان» بالمهندسين، وهو المكان المفضل عنده مع أصدقائه منذ فترة طويلة بحكم أنه يقع بالقرب من مكتبه ولارتباطه بالمكان نفسه فضلا عن أنه قضى أوقاتا طويلة خلال الأيام الماضية فى منزله بالمنصورية مع أحفاده وأسرته بعيداً عن أجواء التصوير. جدول «عادل إمام» سيكون مزدحماً للغاية خلال الأيام القادمة، حاليا فى سوريا للقيام بعرض مسرحيته «بودى جارد» فى دمشق لعدة أيام فى نفس الوقت هو مشغول بتجهيز حملة إعلامية قوية من أجل يوم اللاجئ العالمى الذى يشرف عليه باعتباره سفير النوايا الحسنة. ربما تكون المفارقة العجيبة التى لم ينتبه إليها كثيرون هى أنه خلال الشهر الماضى تم إطلاق ما يقرب من ثلاث شائعات عن وفاة «عادل إمام». أولى هذه الشائعات انطلقت أثناء فعاليات مهرجان «كان» حيث فوجئ الفنانون المصريون هناك باتصالات من أشخاص يتأكدون من صحة الخبر، وحينها سارعت القنوات الفضائية العربية للتأكد من صحة الخبر.
بعد هذه الشائعة بأسبوع أطلقت شائعة أخرى عن وفاته ولكن لم ينتبه إليها كثيرون، بينما تظل هذه الشائعة هى الأقوى والأكثر جدلاً حيث انهالت اتصالات عليه من شخصيات عربية مسئولة ورؤساء تحرير فى الصحف المصرية على «الزعيم» للتأكد من صحة الخبر وللاطمئنان عليه. والمثير للدهشة أنه حتى المقربين من «عادل إمام» كانوا على وشك تصديق الشائعة لتصادف أنه أغلق تليفونه المحمول لفترات متباعدة. الشائعة الأخيرة تحديدا ليست السابقة الأولى التى يتعرض فيها عادل إمام، بل سبقتها شائعات تتعلق بوفاته، فأثناء تزايد نشاط الجماعات المتطرفة فى التسعينيات كان المناخ وقتها مهيأ لإطلاق هذا النوع من الشائعات، حيث تردد أكثر من مرة أنه تم اغتياله، خاصة بعد عرض فيلم «الإرهابى» وقيامه بالذهاب إلى الصعيد لعرض مسرحية هناك، بالإضافة لما يتردد دائما حول أن عادل إمام مستهدف طوال الوقت من قوى ظلامية. وفى مثل هذا التوقيت من العام الماضى أيضا وقبل انتهاء تصوير فيلم «مرجان أحمد مرجان» تسربت شائعات مجهولة المصدر عن «وفاته».
فى يناير 2008 سافر عادل إمام إلى باريس لإجراء فحوصات طبية دورية، ولكن تلك الزيارة تحولت إلى منصة لإطلاق الشائعات عليه، وأنه أصيب بمرض خطير فى القلب وأن سفره إلى باريس للعلاج، وقتها اضطر عادل إمام إلى تكذيبها بنفسه. اللافت أن عادل إمام ظل دائما بمثابة مادة خصبة للشائعات، حتى وإن كانت غير منطقية مثل شائعة كانت تروج لفترة ما عن أنه يقوم بإطعام كلابه الخاصة «حمام»، بالإضافة إلى الشائعات التى ربطت عاطفيا بينه وبين فنانات عمل معهن لأكثر من فيلم. عادل إمام ليس هو الفنان الوحيد الذى لاحقته شائعات حول وفاته أو مرضه، ففى عام 2007 قامت إحدى المجلات العربية بنشر خبر غير حقيقى عن وفاة الفنانة المعتزلة «شادية» وادعت أن رحيلها مازال محل سرية تنفيذا لوصيتها بعدم نشر خبر رحيلها فى أى وسيلة من وسائل الإعلام.
شائعة وفاة «شادية» لاحقتها منذ اعتزالها ومازالت تتجدد كل عام فى التوقيت الذى يصادف عيد ميلادها. ومن أكثر الفنانات اللائى عانين كثيرا من هذه النوعية من الشائعات نبيلة عبيد التى كانت فى رحلة إلى أمريكا العام الماضى وعندما عادت فوجئت بمكالمات أصدقائها ومعارفها للتأكد من صحة خبر وفاتها التى انطلقت فجأة دون سابق إنذار وأصابتها بضيق وانزعاج شديدين.
عمرو دياب أيضا من الفنانين الذين تلاحقهم شائعات غريبة من هذه النوعية مثل الشائعة التى تسربت فى عز انطلاقته الفنية حول إصابته بمرض «الإيدز» وأخرى حول اعتزاله وتصوفه بعد وفاة صديقه المقرب المفاجئة. وفى الوسط الغنائى أيضا تكررت مع محمد فؤاد الذى عانى بسبب غيابه المستمر عن جمهوره من هذه النوعية من الشائعات، بل تكاد تكون شائعة وفاته هى الأشهر والأقوى، حيث تردد وقتها أن مجهولين أطلقوا الرصاص عليه وخرج هو على شاشة التليفزيون لنفى تلك الشائعة التى خلفت حالة من القلق بين جمهوره. الشائعات السوداء لم ينج منها حتى الفنانين الذين فضلوا الابتعاد عن الأضواء مثل فاتن حمامة وماجدة الصباحى. د.منى توفيق رئيس قسم الأمراض النفسية بمستشفى أحمد ماهر تفسر إطلاق شائعات كهذه بأنها حالة من «الإسقاط» النفسى. وأضافت: هناك حالة حقد طبقى نستطيع أن نستشعرها فى مجتمعنا الآن، واللافت للانتباه أنه فى ظل ما ينشر على صفحات الجرائد حول الأرقام الفلكية التى يحصل عليها الفنانون تتلاشى قشرة النجومية التى تغلف عالمهم ويشعر المواطن العادى بالعجز أمامهم فيشعر برضاء نفسى عندما ينسج من خياله شائعة تتسبب فى زوال النعمة التى يتطلع إليها لدى فنان بعينه، مثل تلك الشائعة التى روجت فى فترة من الفترات حول إصابة عمرو دياب بالإيدز، فهذه الشائعات تعبير عن عملية إسقاط نفسى.
د.منى تلفت الانتباه إلى جزئية أخرى وهى أن الشائعات السلبية الخاصة بالوفاة أو المرض التى تطلق على الفنانين هى الأكثر قابلية للتصديق من الجمهور وليس الإيجابية، فإذا تم تسريب شائعة الآن عن تشويه وجه هيفاء وهبى -على سبيل المثال- ستنتشر هذه الشائعة فى أقل من 30 دقيقة لأن كثيرات من النساء يشعرن نفسيا بأن هيفاء غريمتهن.
المصدر : روز اليوسف