كثفت أجهزة الأمن من إجراءاتها المشددة أمس، في عدد من المحافظات السياحية، خاصة أسوان وسيناء، بعد حادث اختطاف ١١ سائحاً، وشهدت جميع المزارات والمعابد السياحية والفنادق العائمة والثابتة في أسوان، إجراءات أمنية مكثفة، ووسعت أجهزة الأمن دائرة الاشتباه علي جميع مدخل ومخارج المحافظة وفي الميادين العامة.
كانت مجموعة سياحية تضم ١١ أجنبياً وعدداً من مرافقيهم المصريين، تعرضت لعملية اختطاف يوم الجمعة الماضي قرب الحدود السودانية، وطالب المختطفون بالحصول علي فدية ١٥ مليون دولار لإطلاق سراح الرهائن.
وكشف مصدر أمني مسؤول عن صدور تعليمات من اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية، إلي مديريات أمن الإسماعيلية وشمال وجنوب سيناء، باتخاذ إجراءات أمنية مشددة في جميع مناطق سيناء ومنافذ العبور عبر المعديات والكباري العاملة علي قناة السويس، عقب الإعلان عن اختطاف السياح.
وأعرب المصدر عن مخاوفه من أن تكون هناك علاقة بين المختطفين وأي من العناصر السودانية التي ألقي القبض عليها مؤخراً بتهمة محاولة التسلل إلي إسرائيل عبر سيناء، أو من متمردي دارفور.
وأوضح المصدر أن عناصر من جهاز أمن الدولة وأجهزة سيادية تشارك في تأمين قناة السويس والمنشآت السياحية في سيناء لضبط أي عناصر وصفها مشبوهة.
ونفي عبدالناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين في أسوان، وجود أعضاء في النقابة بين المختطفين، موضحاً أن المرافقين للسائحين ليسوا مرشدين سياحيين كما جاء في عدد من وكالات الأنباء وبعض الصحف، لكنهم أدلاء صحراء، مشيراً إلي أن الذي كان مرافقاً للمجموعة هو إبراهيم صالح إبراهيم، صاحب شركة «إيجبتوس» المتخصصة في سياحة السفاري.
وأوضح صابر أن منطقة الجلف الكبير التي وقع عندها الحادث علي الحدود المصرية السودانية، شديدة الوعورة وبها ندرة في البشر، مؤكداً أن أسوان زج بها في الحادث بطريق الخطأ.
وفي دمياط، قدم الدكتور جمال الزيني، عضو مجلس الشعب، سؤالاً عاجلاً إلي الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، وزهير جرانة، وزير السياحة، واللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية، حول الحادث، مطالباً بسرعة ضبط الجناة والكشف عن ملابسات الحادث الذي قال إنه يؤثر علي السياحة باعتبارها أحد مصادر الدخل القومي، متسائلاً عن كيفية تنفيذ الحادث رغم الإجراءات الأمنية التي تتخذها الوزارة، كما طالب بضرورة اتخاذ الضمانات التي تحول دون تكرار مثل هذه الحوادث.
وحذر الزيني الذي ينتمي إلي الحزب الوطني، الحكومة مما سماه «التصريحات المتضاربة» التي تسبب بلبلة في الشارع وتؤثر علي مصداقيتها أمام الرأي العام.
في السياق نفسه، تباينت أراء عدد من الخبراء حول تأثر الحركة السياحية في مصر بالحادث بين مؤيد ومعارض، ففيما استبعد الخبير السياحي كمال كردي، تأثر حركة السياحة الوافدة لمصر لوقوع الحادث في منطقة حدودية وخارج أراضيها، توقع الخبير السياحي محمد قناوي أن يلقي الحادث بظلاله علي حركة السياحة الوافدة، خاصة في سياحة السفاري، مشدداً علي ضرورة تطوير الخطط الأمنية لتتواكب مع التطور في أدوات الإرهاب ومخططاته، ووضع رؤي أمنية جديدة تحقق حماية حقيقية للمناطق السياحية، مؤكداً أن الحادث يستوجب تحركاً سريعاً وعاجلاً لعلاج آثاره.
وأكد ثروت عجمي، رئيس غرفة شركات السياحة في الأقصر، ثقة الفعاليات السياحية العالمية في نظم التأمين المتبعة في مصر، وقدرة المصريين علي حماية زوارهم، وأضاف أن السياحة لن تتأثر كلية بالحادث الذي ستقتصر آثاره علي سياحة السفاري.
وقال أحمد البارون، صاحب إحدي الشركات السياحية في المدينة، إن السياحة كما هو معروف تمرض ولا تموت، معرباً عن ثقته في القطاع السياحي المصري القادر علي تجاوز هذا الحادث، كما تجاوز غيره من الأزمات.
وتوقع الخبير السياحي معتز الحجاجي، أن تتأثر السياحة المصرية بالسلب بسبب الحادث الذي وصفه بأنه «ضربة موجعة لقطاع سياحة السفاري في مصر».
ونفي عبدالناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين في أسوان، تأثر السياحة بالحادث لأنه ليس إرهابياً لكنه مجرد حادث اختطاف يقع في كبريات دول العالم.
-----------------------------
المصرى اليوم
26/9/2008