طرحت عملية اختطاف المجموعة السياحية في منطقة الجلف الكبير الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي للأراضي المصرية بالقرب من الحدود السودانية والتي تم إعلانها محمية طبيعية بموجب قرار رئيس الوزراء رقم ٧ لسنة ٢٠٠٧ عدة أسئلة عن الأسباب التي تدفع السياح للقيام بهذه الرحلات للمناطق الوعرة والتي تتكلف مبالغ كبيرة تصل إلي ١٠ آلاف دولار للفرد الواحد.
وأكد الدكتور محمود القيسوني، رئيس لجنة السياحة الصحراوية بغرفة الشركات ومستشار وزير السياحة، أن السياح الذين يرغبون في القيام بهذه الرحلات هم فئة قليلة تستهويهم المغامرة، موضحاً أن الإغراءات في هذه المنطقة كثيرة خاصة بعد الاكتشافات التي تمت بها والتي تعود إلي آثار إنسان ما قبل التاريخ.
وقال إن أول من وصل إلي هذه المنطقة هو الرحالة المصري الكبير أحمد باشا حسنين، موضحاً أن المنطقة قبل ٨٠ عاماً كان يوجد بها بعض من قبائل «التبو» التشادية التي تعيش علي حرفة الرعي والتشييد ولم تعد موجودة.
وأضاف القيسوني أن بداية السياحة في المنطقة كانت مع عام ١٩٨٠ بعد توقيع الرئيس السادات لاتفاق السلام مع إسرائيل، موضحاً أن هناك بعض القرارات حالت دون القيام برحلات في هذه المناطق بسبب الخلافات مع دول الجوار مثل السودان وليبيا أيام حكم الرئيس السادات، موضحاً أن الصحراء الغربية مليئة بالكنوز التي تستهوي السائحين في مقدمتها أن بها العديد من كهوف إنسان ما قبل التاريخ أي قبل الدولة الفرعونية القديمة.
وأشار إلي أن الإحصائيات الحالية تؤكد أن إجمالي عدد السياح الذين قاموا برحلات لهذه المنطقة بلغ ٢٥ ألف سائح، موضحاً أن موسم هذه الرحلات يبدأ في العادة من منتصف شهر أكتوبر بعد انكسار درجة الحرارة، موضحاً أن بعض السائحين تعودوا علي تحمل درجة الحرارة المرتفعة في هذه المنطقة التي تعتبر أشد المناطق قحولة علي مستوي العالم إلا أن قيام بعض الشركات بتوفير استعدادات لمواجهة درجة الحرارة جعل الموسم يبدأ مبكراً في منتصف سبتمبر.
وذكر القيسوني أن المنطقة لا توجد بها قبائل تعيش علي أي حرفة، موضحاً أن الخاطفين وهم عبارة عن عصابات انتشرت في المنطقة بعد تفاقم الصحراء هناك واستطاعت السيطرة علي المختطفين وسحب جميع أجهزة الاتصال الموجودة معهم والاستيلاء علي الأوراق والأموال الموجودة معهم وتم أخذ المختطفين إلي منطقة في دارفور تسمي «طلح مر» حيث لايزالون هناك حتي الآن.
وقال إن وزارة السياحة أجرت اتصالات مع الشركة المنظمة للرحلات إلي المنطقة في الوقت الحالي وطلبت منهم تغيير جهتهم والعودة بالسائحين، مشيراً إلي أن بعض المجموعات رفضت ذلك بل رفضت تزويدها بمجموعات إضافية للحراسة.
وأشار إلي أن هناك سبباً آخر لشغف السياح بهذه المنطقة والمناطق الأخري الواقعة في الصحراء الغربية وفي مقدمتها البحث عن واحة زرزوة التي طمست في الصحراء وأيضاً البحث عن جيش قمبيز الغازي الفارسي لمصر من ناحية الجنوب إضافة إلي حقل السدم النيزكية والسلكا وكهوف ما قبل التاريخ وغيرها من الأشياء التي يصعب وجودها في أي مكان علي وجه الأرض.
--------------------------
المصرى اليوم
26/9/2008