عمل المرأة من المواضيع التي تستحق التمعن قبل الخوض فيه وخاصة فيما يتعلق بالوظائق المختلطة ..
وهنا
لن أتحدث بصفة شخصية .. فأنا بالأساس لدي فكر متطرف فيما يخص عمل المرأة
.. لكن سأتحدث من ثلاث نواحي الاقتصادية والدينية والاجتماعية .. وأقول لن
اعمم الشواذ على العموم .. فلكل رخصة ولكل مبرر .. ولكن سأتحدث بالعموم .
الناحية الاقتصادية :
هل الدخل الذي تحققه المرأة يستغل استغلالا أمثلا ؟
هل تستحق المرأة أجرها ؟
أين تنفق دخلها ؟
هل تؤثر المرأة فعليا على النشاط الاقتصادي ؟
الجواب :
دلت الدراسات المتعلقة بعمل المراة على ما يلي :
1 - إن الدخل الذي تأخذه المراة لا يتناسب مع ما تقدمه من جهد ( فكري او بدني ) ، والسبب في ذلك ما يلي :
--
هي اكثر من يبحث عن الاعذار بغرض تبرير الغياب .. والغياب مرتبط بالتركيب
الفيزيولوجي لها من جهة ، ومرتبط بواقعها الاجتماعي ، ومرتبط بوسطها المحيط
.
-- هي اكثر من يتعرض للاستغلال .. فرواتب النساء أقل الرواتب .. وعملهما ينحصر في مجمله في الأعمال التي يأنف الرجل عملها .
2 - إن معدلات تشغيل المرأة في العالم بأسره تفوق معدلات تشغيل الرجال ، وهذا مرتبط بانخفاض الدخل .
3
- معدلات دوران العمالة الانثوية يفوق معدلات دوران العمالة الذكورية ..
أي ان الاستقالات والإقالات والتسريح التعسفي والاستغناء عن الخدمات ثم
التوظيف ثانية والتعيين من جديد تكون نسبته عالية في الإناث منه في الرجال
..
4
- تعمل المرأة في شروط مهنية قاسية ، فلا تأمين ، ولا علاوات ، ولا مكافآت
، ولا أمن صناعي ، ومع ذلك تقبل بالذل والهوان وربما يدفعها ذلك لكثير من
التنازلات بهدف تسين وضعها الوظيفي .
5
- المراة أكثر اضطهادا من أرباب العمل .. فهي في نهاية المطاف امرأة يسهل
التنازل عليها لأن العرض من العمالة الأنثوية مرتفع .. وكما يقولون
بالعامية : على قفا مين يشيل .
6
- المراة الموظفة تكون عرضة للانتهاكات والاعتداءات الجنسية والعنف الجسدي
والاضطهاد الفكري مما ينعكس سلبا على واقعها الاجتماعي وشخصيتها .
7
- الدخل الذي تحصل عليه المرأة هو من ادنى الدخول ، لكنه مع ذلك يذهب في
الاستهلاك غير الرشيد ، فكثير من النساء ينفقن دخولهن على التجميل وأدواته ،
وعلى اللباس ومشتقاته ، وعلى العلاج وتبعاته .. بينما نلحظ انخفاضا واضحا
في المدخرات الانثوية والاستثمارات الانثوية ، وانخفاض واضح في مساهمتها
الفاعلة في الأنشطة الاسرية والانفاق الأسري الهادف .
8
- تؤثر المراة سلبا في الاقتصاد الوطني لانها تفتح سوقا حقيقية للمنتجات
الكمالية وخاصة ما يتعلق بأدوات التجميل والانفاق غير الموجه والاعتباطي
على خطوط الموضة ..
من الناحية الاجتماعية :
إن
عمل المرأة له انعكاسات خطيرة على البناء الاجتماعي وخصوصا إن كانت متزوجة
ولديها التزامات أسرية .. فتربية الأبناء ، والاتزامات الاسرية ، معرضة في
اي لحظة للانهيار ، وخصوصا إن تركت تربية الاطفال للخدم ، فسنحصل على جيل
مشوه بسلوك وأخلاق غريبة عن البيئة ، وهذه النتيجة ليست مجرد كلام ، بل أن
هناك دراسات كثيرة اثبتت أن المجتمع الخليجي على سبيل المثال يعاني من
مشكلة تربية الاطفال ، حيث ظهر جيل جديد مشوه فكريا ويعاني من انخفاض
الوازع الديني ناهيك عن الأخلاق التي تنمو بداخله بعيدا عن عادات وتقاليد
المجتمع ، بالاضافة للانحلال الخلقي والتيه في مهاوي الظلام والمخدرات
والجنس ..
كما
ان اكثر حالات الطلاق في المجتمع العربي كانت في شريحة النساء العاملات ..
حيث أن المرأة تشعر بالاستقلالية واللامبالاة ، وتصبح مسؤولة عن نفسها من
ناحية الانفاق وهذا يسبب ازمة أسرية تنتقل ولأبسط الاسباب للطلاق .. حتى أن
الشعور بالعلاقات الزوجية يصبح هشا وتظهر بوادر الخلل الاجتماعي وهذا من
أكثر الأسباب لظهور الفساد والتمزق ..
من الناحية الشرعية :
جاء
في سورة الأحزاب الآية / 33 / : وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية
.. إلى آخر الآية .. من هنا سأبدأ .. أمر الله المرأة ان تقر في بيتها لان
في ذلك صلاح لها وللمجتمع .. فقد جاء في فتوى للعلامة الشيخ بن باز : ان
الدعوة الى نزول المراة للعمل فى ميدان الرجل المؤدى الى الاختلاط سواء كان
بالتصريح او بالتلويح بحجة ان ذلك من مقتضيات العصرالحديث ومتطلبات
الحضارة امر خطير جدا له تبعاته الخطيرة وثمراته المرة رغم مصادمته للنصوص
الشرعية التى تامر المراة بالقرار فى بيتها والقيام بالاعمال التى تخصها فى
بيتها ونحوهوالرجل يقوم بالنفقة والكسب والمراة تققوم بتربية الابناء
والعطف والحنان والرضاعة والحضانة والاعمال التى تناسبها تعليم البنات
وادارة مدارسهن والتطبيب والتمريض لهن ونحو ذلك من الاعمال المختصة بالنساء
فترك واجبات من قبل المراة يعتبر ضياعا للبيت بمن فيه ويترتب عليه تفكك
الاسرة حسيا ومعنويا وعندئذ يصبح المجتمع شكلا وصورة لا حقيقة ومعنى .
هنا
لدي وقفة مهمة جدا .. استقرار المراة في بيت اهلها أو زوجها له كثير من
الايجابيات أهمها الرعاية .. فهي مسؤولة مباشرة عن بنائها الجتماعي إن كانت
متزوجة فالمراة راعية فى بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ، وهي سكن للزوج ..
هي مصدر الراحة والاستقرار للزوج هي مستودع الأمن والامان والثقة .. قال
تعالى : ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنو اليها وجعل بينكم
مودة ورحمة ان فى ذلك لايات لقوم يتفكرون ، ،، لقوم يتفكرون .. أي يحكمون
فكرهم وعقلهم في أمور حيواتهم لما فيه مصلحتهم ، وبالتالي يشعر الزوج أن
على عاتقه مسؤولية أهمها مسؤولية رعاية الزوجة والابناء ، يقول تعالى :
الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من
اموالهم ,, الى آخر الآية ..
أخلص للقول :
المراة
تعمل في مواطن محددة قبل أن تتزوج .. فإن تزوجت فلها بيتها وكفى . أما قبل
ذلك فمجال عملها ينحصر في الوظائف التي لا يمكن ان تقوم بها إلا الأنثى ..
كالتمريض في المجال النسائي والتدريس أيضا في المجال النسائي .. وعليها
الحذر في تعاطي المحرمات .. لأن في ذلك بلاء لها ولمجتمعها .
أما المراة المتزوجة التي تضطر للعمل فهي بحاجة لرخصة شرعية .. وهذا له حديث آخر تماما .