رغم عمله في المجال الفني منذ ١٨ عامًا فإنه لم يلفت النظر له بشدة إلا مؤخرًا في دور الرئيس الراحل أنور السادات، الذي يظهر به ضمن أحداث مسلس «ناصر»، عاصم نجاتي خريج كلية الهندسة، ودرس التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعمل مدرسًا بالمعهد، ومثل في عدد من الأعمال المسرحية وأخرج بعضها،
وكانت أولي مشاركاته التليفزيونية في مسلسل «أم كلثوم» حيث لعب فيه دور «حافظ عبدالوهاب»، ثم أتبعه بعدد من المسلسلات وهي: «قاسم أمين» و«طرح البحر» و«الحرافيش» و«من أطلق الرصاص علي هند علام»، كما قام بدور «محمد كامل إبراهيم» في فيلم «أيام السادات» مع أحمد زكي، وحول دوره يتحدث نجاتي لـ«المصري اليوم».
* كيف جاء ترشيحك لهذا الدور؟
- أنا من رشحت نفسي وأهتممت بأن أقوم بدور السادات، ففي الشخصيات التاريخية شغلتني شخصية السادات كثيرًا وحضرت اغتياله، وكنت وقتها في الثالثة عشرة من عمري، ووجدت والدي الناصري يلطم وينتحب عندما رأي مشهد الاغتيال، فزاد اهتمامي أكثر في هذه المرحلة بمعرفة هذه الشخصية، فجمعت كل ما كتب عنها في الصحف، وعندما دخلت الجامعة كنت قد أنهيت كتابي «خريف الغضب» و«البحث عن الذات»، واكتشفت أن السادات علي المستوي الدرامي نموذج للبطل التراجيدي، الذي تدرج كثيرًا وتمنيت أن أؤدي دوره.
وعندما قرأت خبر استعداد الكاتب يسري الجندي للمسلسل كلمته، وطلبت منه أن أقوم بدور السادات، فلم يقتنع بي في البداية، وقال لي إني مش شبه السادات لا علي مستوي الحركة أو الصوت، وطلب مني الانتظار حتي يأتي المخرج باسل الخطيب إلي مصر، لكنني لم أنتظر طلبت صديقًا «ماكيير»، وطلبت منه أن يغير في شكلي، حتي أصبح شديد الشبه من السادات، وصورت نفسي وبعثت بالصور لباسل الخطيب علي بريده الإلكتروني دون أن أعرفه فأبلغني بعدها بموافقته.
* ألم ير باسل الخطيب أداءك حين وافق؟
- نعم لم ير أدائي ووافق بمجرد رؤية الصور فقط.
* وكيف دربت نفسك علي الوصول للشخصية الخارجية من السادات علي مستوي الصوت والشكل؟
- أستطيع أن أستعير بصوتي طبقات عديدة، وقبلها استمعت كثيرًا إلي خطب السادات وإلي بعض مقلديه، حتي لا أقع في فخ تقليد صوته أو طريقة حواره، وإنما أن أجيد تجسيده شخصيا.
* مثلت في فيلم «أيام السادات» ٦ مشاهد مع الراحل أحمد زكي.. هل فكرت أثناء تأديتك الشخصية في الممثلين الذين قدموا تلك الشخصية من قبل؟
- لم أضع في ذهني صورة أي ممثل أدي الدور مسبقًا، ولم أر صورتي بعد تأدية أي مشهد واكتفيت برأي المخرج، كما أنه لا يمكن أن نقارن بين ما أقدمه وما قدمه الراحل أحمد زكي، لأنه أولاً في نظري رئيس جمهورية التمثيل، ولو كان أحمد زكي لسة عايش كنت كلمته وطلبت منه أن يتفرج علي أدائي، ويقول لي ملحوظاته خصوصاً أنني مثلت معه من قبل ورأيته بعيني وهو يتقمص شخصية السادات،
وفي رأيي أن أحمد زكي أفضل من قدم الدور علي الإطلاق، أما ثاني أسباب عدم المقارنة فهو أن الورق والإخراج مختلفان مع كل منا، ففي بعض المشاهد التي كنت أؤديها كانت تحمل طابعاً ساخراً في شخصية السادات وهو ما كنت أؤديه بإحساسي فكان باسل الخطيب يصر علي أن نخفف هذه المشاهد حتي لا تظهر صورة معكوسة عن الشخصية.
* وما أصعب المشاهد التي واجهتها؟
- مشهدان: الأول هو مشهد تحالف السادات مع الجواسيس الألمان لطرد الإنجليز ورفض عبدالناصر لذلك، والمشهد يحتد فيه السادات وكنت أردت أن يظهر الانفعال دفاعاً عن الفكرة وليس علي شخص عبدالناصر حتي لا يفهم الجمهور بشكل خاطئ أننا نشوه من صورة السادات،
والمشهد الثاني: هو موت عبدالناصر لأن الأقاويل اختلفت حول موقف السادات، وكنت في حيرة من فهم موقف الرجل الذي أصبح نائباً للرئيس قبل ٤ أشهر من وفاته، وهو يحضر احتضار هذا الرجل، هل كان يفكر فيه أم في البلد؟ وهو موقف صعب كنت خائفاً من أن تظهر فيه صورة السادات الفلاح الحريص علي العيش والملح، الذي أكله مع صديقه عبدالناصر.
----------------------------
المصرى اليوم
26/9/2008