إخوان كاذبون
تصور أن يكون على رأس مصر رئيس لا يدين بالولاء لشعب مصر، بقدر ما يدين بالولاء للمرشد العام للإخوان المسلمين، رجل يقبل يد «المرشد» ويسعى لمنصب القائد العام للقوات المسلحة فى نفس الوقت، إنه المهندس «خيرت الشاطر» الذى شارك جماعته فى تكوين وتدريب «المليشيات العسكرية»، كما شاركهم كذبهم على الشعب المصرى بقرار عدم الدفع بأحد الأعضاء كمرشح للرئاسة.
لقد تنبأ بعض المحللين السياسيين بظهور «المرشح التوافقى» فى اللحظات الأخيرة لماراثون الرئاسة، وتوقع البعض أن يكون مرشحا للمؤسسة العسكرية، وترددت أسماء كثيرة منها الفريق «سامى عنان» بل المشير «طنطاوى» نفسه، فهل عثر المجلس العسكرى - أخيرا - على مرشحه، فمنح «الشاطر» العفو الذى يمكنه من دخول الانتخابات؟
لسذاجتى الشديدة تصورت أن الدفع بالشاطر لانتخابات الرئاسة «حالة عناد» بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى الذى يرفض تغيير حكومة «الجنزورى»، على أساس أن «الشاطر» لم ينل «رد الاعتبار» لأنه لم يكمل مدة العقوبة داخل السجن، ولم يمض على خروجه 6 سنوات حسبما يقتضى العفو قانونا، لكن منذ متى ينظر العسكر إلى القانون أو الدستور فى انحيازهم للجماعة التى تتناوب موقعى «الخصم» و«الحليف» فى مواجهة المجلس العسكرى، لقد سمح العسكر بإنشاء أحزاب ذات مرجعية دينية لتذهب الأغلبية للإخوان والسلفيين، وتركوهم يستأثرون باللجنة التأسيسية للدستور، ويطعنون فى «نزاهة الانتخابات الرئاسية» فى بيان علنى، وكلما تقدموا خطوة تراجع العسكر ألف خطوة، فهل تمت «صفقة» بينهما توافق بموجبها الجماعة على ما ورد فى وثيقة «السلمى» مقابل تسليم كرسى الرئاسة للجماعة؟ ربما!
شباب الإخوان أطلقوا «صيحة إخوانية» ضد قرار ترشح «الشاطر»، لأنه فى رأيهم «مشوب بالعوار الشرعى والقيمى والسياسى، ويفقد الإخوان مصداقيتهم أمام أنفسهم والشعب والتاريخ»، لكن المجلس العسكرى لا يرى ذلك العوار.
لقد تراجع المؤشر العام فى البورصة المصرية، عقب الإعلان عن ترشح «الشاطر» للرئاسة بنسبة 1.42%، وخسر رأس المال السوقى للأسهم المقيدة فى البورصة 4.01 مليار جنيه، فى أول رد فعل يترجم خوف المستثمرين من تلك الخطوة، لكن لا الاقتصاد ولا الشعب المصرى فى حسابات «جماعة» أشبه بقوات الاحتلال تسطو على البلد وتصفى ثورة شعبه، المهم أن «الشاطر» هو مهندس العلاقات الاقتصادية مع الغرب، وربما يصبح رجل أمريكا القادم، بعدما طمأن أمريكا وأعلن التزامه بعملية السلام «أى باتفاقية كامب ديفيد»، كما التزم أمام وفد الكونجرس بحقوق الإنسان وتمكين المرأة، قطعا يقصد «امرأة الجماعة».
الآن، رغم ضبابية الصورة، يمكن أن يكون «الشاطر» هو «العباءة السياسية» التى تكفل الخروج الآمن للعسكر، كما أنه مرشح أعلى كتلة تصويتية فى البلد، الذى يمكنه تصفية فرصة الشيخ «حازم أبوإسماعيل» ومحاصرة الفلول، ولا مانع من رشوة التيارين السلفى والليبرالى، بتمثيلهم فى مناصب «نائب الرئيس»، لقد جاء موعد «التمكين فى الأرض».. واستولى الإخوان المسلمون على الوطن.. ولن يوقفهم أحد.