الضابط ياسر جمعة ومحمد ابراهيم وزير الداخلية
ما بين مطرقة ''سُنة'' إطلاق اللحية.. وسندان فتاوى ''عدم إعفائها''.. يشتد الصراع داخل نفوس ضباط قرروا إعفاء لحاهم من أجل هدف واحد - كما يقولون - ''هو الأسمى والأرفع ألا وهو حب الله والنبي محمد''.
القصة التي بدأت بـ ''طلب مكتوب لمساعد وزير الداخلية لأمن كفر الشيخ، اللواء صلاح عكاشة، للسماح للعاملين في مديريات الأمن وهيئات الشرطة بإعفاء لحيتهم''، تطورت لينشأ أحد الضباط الملتحين - صفحة على موقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك''، حتى تنتشر الدعوة وتُحدث ارتباكًا داخل هيكل وزارة الداخلية، التي تحبو مرة أخرة في سبيل استعادة الأمن.
وكانت وزارة الداخلية قامت بإحالة عقيد شرطة، يدعى ''ياسر جمعة'' يعمل في شرطة الاتصالات بمديرية أمن القاهرة إلى التحقيقات على خلفية قيامه بإطلاق لحيته.
وأكد اللواء محمد ابراهيم، وزير الداخلية، على أن أي ضابط سيطلق لحيته سيعرض نفسه إلى المساءلة القانونية، إذ أن ذلك يعد مخالفة تتنافى ''مع تقاليد الوزراة''، مضيفاً ان إطلاق اللحية ''عادة وليس سنّة''.
فى الوقت نفسه، قال حزب النور السلفي - على لسان متحدثه نادر بكار، ''لابد من مساءلة وزير الداخلية قانونيا وتشريعيا حول موقفه الذي وصفه بالمتعنت من معاقبة وإيقاف الضباط الملتحين بالشرطة''، مشيرا إلى أن إطلاق اللحية من حقهم وهو اتباع من جانبهم للسنة النبوية الشريفة ولشرع الله عز وجل.
التصريحات المتتالية، أشاعت التردد بين نفوس الضباط، فما بين خوف من إطلاق اللحية، وبين رغبة فى إرضاء الله وتطبيق سُنة الرسول محمد، عن طريق إطلاقها.. هذا فى الوقت الذي يحتاج الشارع المصري إلى كل فرد شرطة من أجل عودة الأمن والأمان إلى الشارع.
بعد تصريحات وزير الداخلية حول عقوبة إطلاق الضباط لحاهم؛ جاءت فتوى من شيخ الأزهر الدكتور على جمعه، لتخذل الضباط الملتحون، حيث أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى بإلزام الضباط الملتحين في وزارة الداخلية بحلق اللحى، لافتةً إلى ضرورة التزام المنتسبين للوزارة بقوانين العمل فيها، ومشددةً على مراعاة أن تراجع الوزارة تلك القوانين خروجًا من الخلاف.
ويقول الضباط الملتحون - وفقًا لما ورد في تعريفهم على صفحة ''أنا ضابط ملتحي'' على موقع الـ ''فيس بوك'': ''نحن مجموعة من ضباط وأمناء وافراد شرطة.. تعرضنا لظلم بالغ من إجبارنا على حلق اللحى يوميا بصورة مخالفة لتعاليم ديننا والتى نتجرع المر يوميا من جراء المخالفة الصريحة لشرع الله سبحانه وتعالى ونتردد يوميا فى ترك العمل كلية، و لولا حاجة الوطن، وحاجتنا للعمل، ومن أجل ألا نترك أماكننا فارغة لضباط وافراد آخرين لا يبالون بظلم عباد الله.. نحن وزملائنا من الرافضين لجميع القوانين المخالفة لشرع الله راجين من الله مصراً جديدة وحياة كريمة تحت راية الشريعة ومصر الإسلامية فلا يبخل أحد من المحبين بالاشتراك معنا أو توجيه الناس إلينا فهذا أملنا فى كل مسلم وجزاكم الله خيراً''.