قال الدكتور سعد الفتيانى، رئيس لجنة التحقيق بالنقابة العامة، إن لجنة "تحديد الجنس" بالنقابة لم يرد إليها أى معلومات أو تقارير عن تحول 3 فتيات إلى ذكور، بمركز بلقاس محافظة الدقهلية.
وفى أول رد فعل لنقابة أطباء مصر، حول حالات التحول، أكد الفتيانى فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن أى جراحات من هذا النوع، تتطلب أن يتقدم صاحب الحالة إلى لجنة" تحديد الجنس "بالنقابة، بطلب يتضمن شرحاً لحالته، ويتم فحصه من قبل مجموعة من الأخصائيين فى مجال الصحة النفسية وأمراض الذكورة والوراثة، لإقرار أحقية تحول الحالة من عدمها بعد عرضها على الأزهر، تمهيداً لتقديم هذه الأوراق والفحوصات للطبيب المختص لإجراء الجراحة.
وأشار الفتيانى، إلى تعرض الطبيب المختص إلى عقوبة الشطب من سجلات النقابة، وإسقاط عضويته، ومنعه من مزاولة المهنة، فى حال مخالفته لهذه القواعد، لأن هذه العملية تشكل اعتداء على القيم والأخلاق، إذا لم يكن لها أى مبرر طبى.
وتابع الفتيانى، لا يجوز إجراء هذه الجراحة لمجرد الرغبة فى التغيير، دون دواع جسدية صريحة غالبة، وإلا دخل فى حكم الحديث الشريف الذى رواه البخارى عن أنس قال "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء".
حالة من الدهشة أصابت سكان قرية الملعب مركز بلقاس بالدقهلية، عندما خرجت عليهم بعد سنوات من العذاب عاشتها ثلاث شقيقات ( هبة وسعدية وبوسى)، يحملن فى داخلهن جينات الذكورة، وهن أمام المجتمع فتيات مكتملات الأنوثة ويخفونها بحجاب يزين رؤوسهن، إلا أن سرهن ظل حبيسا حتى يوم الجمعة الماضية، عندما قامت سعدية (17 سنة بالصف الثالث بالمعهد الفنى الثانوى للتمريض ببلقاس)، بقص شعرها وارتدت ثياب الشباب ووقفت أمام أهالى قريتها، لتعلن أنها من اليوم اسمها محمد، وشقيقتها الكبرى هبة (23 سنةـ حاصلة على بكالوريوس العلوم جامعة الأزهر دفعة 2010) أصبح اسمها أحمد، بينما رفضت بوسى اختيار اسم لها ولا تزال متمسكة بأنوثتها.
كان رد الفعل قويا بين أهالى القرية، ورحبوا بهم وسط الشباب، وكانت مفاجأة كبيرة بين الأهل والجيران، ومن وقتها والأهالى يباركون لأسرتهم قيامهن بإعلان رجولتهن.
ويقول محمد (سعدية سابقا): "ولدنا ذكورا، إلا أن مجرى البول كان تحت المكان المتعارف عليه، وعندما شاهدنا أهلونا بهذا الوضع عاملونا على أننا إناث، رغم اختلاف أعمارنا، وظل الأمر هكذا إلى أن أصبحت هبة فى الصف الثانى الثانوى ولم تظهر عليها علامات الأنوثة، وكنت أنا فى الصف الرابع الابتدائى، وعندما كشف الطبيب علينا أكد لوالدنا أننا ذكور ولن نتمكن من الزواج لا ذكور ولا إناث، فأصيب بجلطة ومن وقتها وهو مصاب بالشلل الرعاش".
ويضيف محمد: "قررت الأسرة وقتها أن تجرى عملية جراحية لبوسى لأن عمرها يسمح بذلك، إلا أنها هربت من المستشفى ولم تجر العملية، ومن وقتها لم يتم فتح الموضوع من جديد".
وأكد محمد (سعدية): "أننى درست فى الأزهر وحفظت أجزاء من القرآن الكريم وأعلم جيدا حقوقى الشرعية والفرق بين الذكر والأنثى، وكنت أتمزق من داخلى عندما أذهب إلى المعهد وكل من فيه فتيات، فكنت اصطنع المشاكل حتى لا تقترب منى أى طالبة، وكذلك فى القرية كنت معزولا تماما أرفض أن أتعامل مع الفتيات من سنى، وكذلك أرفض أن تكون لى علاقة بالشباب حتى لا أكون محل شبهة، لذلك فإن معظم أهل القرية لا يعرفوننى وفكرت كثيرا فى إعلان أننى رجل على الناس، إلا أن شقيقى أحمد (هبة) كان دائما يرفض، ويؤكد لى أننا سنعيش بنات ونموت بنات".
ويكشف محمد (سعدية) أن أحد الشباب تقدم لخطبته، إلا أنه أعلن رفضه وأنه لا يصلح للزواج، حتى فاض به الكيل وقام بإعلان أنهم ذكور على أهالى القرية، ومن وقتها وظهر له أصدقاء كثيرون.
وأضاف محمد: "أننى ولدت من جديد، ويومان فى الرجولة بعمرى كله، أنا كنت فى السجن وكنت محروما من الحياة، وكل القرية سعيدة بنا، فقد كنت محبوسا فى زى الأنوثة طوال 17 سنة".
وأشار محمد إلى أنه قام باستلام كتب معهد التمريض، إلا أنه لا يستطيع الذهاب إليه الآن، لأنه خاص بالطالبات فقط، ويسعى حاليا إلى إنهاء إجراءات تغيير اسمه إلى محمد فى شهادة الميلاد، وبعدها سيقدم فى معهد طنطا للتمريض وهو خاص بالطلبة.
ويقول أحمد (هبة): "حصلت على بكالوريوس علوم قسم فيزياء خاصة من جامعة الأزهر بتقدير عام جيد جدا، وكان ترتيبى الرابع على الدفعة، ونظرا لتوقف التعيين فى الجامعة منذ سنوات تقدمت لأعمل مدرسا، وأتمنى أن انتهى من إجراء العملية الجراحية فى أقرب وقت بعد أن حدد الدكتور حسن أبو العنين، رئيس مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، إجراء فحوصات لنا فى أول يناير القادم، وبعدها سأسعى إلى تغيير اسمى إلى أحمد وأمارس حياتى بشكل طبيعى.
وأكد أحمد (هبة) أن ما حدث لهم نتيجة ثقافات معينة فى القرية وللأسف قبلوا بها طوال 23 سنة مرت من حياته، وكان يظن أن تستمر حياته وهو أمام الناس فتاة وأمام نفسه رجل، لذلك فقد اعتزل الطلاب والطالبات طوال حياته، وكان يقوم بتحفيظ القرآن الكريم بمسجد القرية، ويتمنى أحمد أن يجند وأن يكون ضابطا بالجيش أسوة بباقى زملائه فى تلك المرحلة.
وترفض بوسى (20 سنة ـ حاصلة على دبلوم صنايع)، إلى الآن الاعتراف بأنها شاب وليست فتاة، وتحتفظ بشعرها الطويل وزيها، وتمارس حياتها بشكل طبيعى كأنثى وتذهب للعمل بأحد مصانع جمصة على أنها فتاة.
ويبذل أشقاؤها وأعمامها إقناعها بالاعتراف بأنها ذكر إلا أنها ترفض الاستجابة لهم، ويقول الشحات السعيد الشرقاوى (والد الأبناء الثلاثة): "إننى متزوج من ابنة خالتى وأنجبنا 5 أبناء، وكانت الداية تؤكد لنا فى كل مولود أنها أنثى، وكنا نطلق عليهم الأسماء ونعاملهم على أنهم بنات، إلى أن كشف لنا طبيب أن البنات الثلاث ذكور ولا يمكنهم الزواج على أنهم إناث فأصبت بصدمة عصيبة وبالشلل الرعاش، ومن وقتها وأنا لا أقدر على العمل".