''لو كان الفقر رجلا لقتلته''.. مقولة خالدة قالها رابع الخلفاء الراشدين.. سيدنا علي بن أبي طالب.. فلا يعرف الفقر إلا من عايشه.. ورافقه كظله.. وتجرع مرارته.. لا يعرف الفقر إلا من كسرت نفسه.. وامتهنت كرامته.. وذاق ذله.. لا يعرف الفقر إلا من فقد السيطرة على نفسه.. حتى ألقاها في التهلكة.. وأقدم على الانتحار بغير إرادته.
هذا ما حدث مع فتاة صعيدية تسكن بالأقصر ذات 16 ربيعًا .. كانت تحلم باليوم الذي ستصبح فيه طبيبة، لتداوي جروح من عاشوا في نفس ظروفها، إلا أنها أقدمت على الانتحار بتناولها ''سم فئران'' بسبب رفض والديها التام دخولها الثانوية العامة لظروف الأسرة المادية.
فما كان من النيابه العامة إلا حفظ التحقيق في الحادث نظرا لعدم وجود شبهة جنائية .
القصة تعود إلى تلقي اللواء حسن محمد حسن مدير أمن الأقصر إخطارا يفيد بوصول فتاة تدعى سحر سهري "16 سنة" طالبة بالشهادة الإعدادية في حالة إعياء شديد إلى مستشفى الأقصر الدولي، وتبين من خلال تحريات المباحث أن الطالبة كانت تريد الدخول الثانوية العامة لكي تصبح طبيبة ولكن رفض والديها دفعها للإقدام على الانتحار.
وأثبت تقرير الطب الشرعي أن الطالبة تناولت كمية كبيرة من مادة سامة "سم الفئران" مما أدى إلى وفاتها في الحال.