بدأت أجواء الكرنفال الانتخابى تلقى بظلالها على الدوائر الانتخابية التى قدر لها أن تكون، الأكثر منافسة فى مصر جراء حشد القوى السياسية والمستقلين جهودهم للفوز بمقعد داخل برلمان الثورة، حسبما يصف البعض البرلمان المقبل، خاصة فى ظل غياب النظام السابق الذين يلقى العديد منهم تهما بارتكاب جرائم فساد، الأمر الذى فتح الباب أمام كل من يداعبه حلم البرلمان وحصانته أن يستغل شهر رمضان ومن ورائه عيد الفطر فى الدعاية لنفسه من باب التهنئة بالمناسبات.." اليوم السابع" رصد مظاهر الدعاية الانتخابية فى خمس مناطق هى السيدة زينب وعابدين وباب الشعرية والظاهر وبولاق الدكرور.
البداية كانت مع "السيدة زينب" باعتبارها أكثر الدوائر الانتخابية التى تشهد صراعًا مبكرًا، خاصة عقب رحيل الدكتور فتحى سرور، مرشح الدائرة لأكثر من 30 عامًا، ورئيس مجلس الشعب المنحل، بعد تورطه فى قضايا فساد مع رموز النظام السابق، فميدان السيدة زينب، الذى ظل طيلة الـ 30 عامًا الماضية يعج بصور سرور، يمتلئ بصور مرشحين آخرين، اتخذوا من تهنئة رمضان فرصة للدعاية لأنفسهم، حيث برز على الساحة عدد من كبار رجال الأعمال وذوى النفوذ بالمنطقة، والذين لم يسبق لهم أن خاضوا الانتخابات البرلمانية من قبل؛ على رأسهم المستشار مرسى الشيخ وحسين النواوى، وسط غياب تام لأعضاء الحزب الوطنى المنحل، سيد فاروق أحد أهالى السيدة زينب، قال "طول عمرنا منعرفش إلا سرور.. رغم أنه مكنش بيخدم إلا اللى يهمه من أبناء الدائرة".
وأضاف سيد "بصراحة إحنا فى حالة تخبط وتوهان بعد سرور والدائرة مستقبلا للى يدفع أكثر طالما مفيش وعى ولا سياسة واضحة".
وعن المرشحين لانتخابات الدور المقبلة قال فاروق الدائرة يتنافس عليها عدد من المرشحين لم نسمع عنهم من قبل وهم المستشار مرسى الشيخ وحسين النواوى وأحمد مجدى أبو الحسن ومصطفى فؤاد الحاج وخالد الشيمى.. نافيًا أن يكون هناك مساع لأتباع الحزب الوطنى المنحل للترشيح للانتخابات المقبلة بدليل عدم ظهور لافتات لهم ولو على سبيل التهنئة لأهالى الدائرة، كما كانوا يفعلون فى الماضى، قائلا "حتى لو رشحوا نفسهم مش هننتخبهم لأنهم من حزب تسبب فى ضياعنا لمدة 30 سنة وإحنا مش هنعيد الكرة تانى".
أما منطقة "عابدين" صاحبة أكبر جدل سياسى فهى الدائرة التى كانت تحت إمرة رجب حميدة، المحبوس فى قضية موقعة الجمل، لفترة ليست بقصيرة، وحسبما قال بعض الأهالى فإن عابدين ليست أفضل حالا من "السيدة زينب"، فمن ينظرون إلى كرسى الدائرة بالبرلمان كثيرون، من بينهم كما يقول أحد أهالى عابدين – طلب عدم ذكر اسمه - مرشح جماعة الإخوان المسلمين جمال حنفى، والذى سبق وخاض الانتخابات البرلمانية سابقًا ومثل الدائرة دورة برلمانية واحدة، بالإضافة إلى كل من حسين أشرف وأحمد حسن أحمد وجمال سرايا وإبراهيم عبد الرحمن سعيد وحمدى عز الدين.
فى دائرة باب الشعرية والموسكى الأجواء الانتخابية مختلفة، حيث علق مرشحون سابقون للحزب الوطنى لافتات تهنئة للأهالى منهم داكر عبدالله، الذى لم يفز فى الانتخابات الأخيرة، كما بدأ تدعيم بعض الأهالى ليحيى وهدان مرشح الحزب الوطنى المنحل، والذى لم يعلن موقفه النهائى بعد، وذلك طبقا لكلام محمود عبد ربه أحد أهالى الدائرة، والذى قال "باب الشعرية والموسكى لا يصلح لها إلا يحيى وهدان، مرشح الحزب الوطنى المنحل، والذى أقصته الهيئة العليا للحزب خلال الدورة البرلمانية السابقة لصالح سعيد عبد الخالق– فئات- الذى لم يقدم لأهالى الدائرة أى خدمات بعكس وهدان الذى يتمتع بشرعية جارفة رغم أنه منتم للحزب الوطنى".
وقال عبد ربه إذا خاض أعضاء الوطنى الانتخابات سيبقى الوضع فى الدائرة خلال الانتخابات القادمة كما هو عليه، من حيث تقديم الرشاوى والعملات وشراء الأصوات الذى وصل 600 جنيه للصوت الواحد فى الانتخابات البرلمانية السابقة.
وأضاف عبد ربه أن الإخوان المسلمين تسعى للاستحواذ على كرسى باب الشعرية والموسكى فى البرلمان من خلال الانتخابات القادمة عن طريق كسب تأييد الناس من خلال الشنط الرمضانية والوعود بالمشروعات التنموية.
وخلال جولة "اليوم السابع" بمنطقة الظاهر لوحظ انتشار لافتات التهنئة الرمضانية التى ترفع اسم رامى لكح رجل الأعمال، وسط العديد من اللافتات التى تعج بها المنطقة، ويتوقع أهالى الظاهر أن ينافسه فى الانتخابات هانى سرور عضو الوطنى المنحل، والذى كان متهمًا فى قضية أكياس الدم الفاسدة، حيث قال م.ع أحد أهالى المنطقة إن لكح يسعى لترشح نفسه، وهو ما يظهر فى اللافتات الرمضانية التى يغرق بها المنطقة.
وأوضح أن "الظاهر" تلفظ كل من ينتمى للحزب الوطنى وأنهم لن يستطيعوا التقدم للانتخابات هذا العام نظرًا لرفض أهالى الدائرة لهم على غرار التزوير الذى حدث فى الدورة السابقة.
نفس الأمر ينطبق على محافظة الجيزة التى بدأت فيها الدعاية الانتخابية مبكرا على غير عادتها، حيث يريد بعض الأحزاب السيطرة على مقعد الدائرة بالبرلمان مستغلين كره الشارع للحزب الوطنى المنحل ومرشحيه، وهو ما يتضح فى لافتات حزب الوفد التى تجتاح المنطقة، ومن بينها لافتة عليها اسم وتهنئة إحدى أعضاء الحزب وهى صفاء عبد القوى.
عبد الحميد شندى، أحد أهالى الدائرة، قال الدائرة ترفض الوصاية السياسية عليهم فى الانتخابات وتقاطع بشكل أو بآخر أى مرشح ينتمى ولو اسما للحزب المنحل بسبب ما خلفه الحزب من عجز سياسى.
وفى منطقة بولاق الدكرور اتخذ المرشحون المحتملون نفس الأسلوب واستغلال رمضان للدعاية لأنفسهم، إما عن طريق التهانى أو توزيع شنط رمضان خاصة بعد اختفاء بدر الدين القاضى، مرشح الوطنى على مقعد الفئات وحسين إبراهيم مرشح الوطنى على مقعد العمال، حيث برز على الساحة كل من أحمد شاكر ناصر الذى يعد من أبرز المرشحين بالدائرة والذى أعلنها صراحة بأنه يريد المقعد ويسعى إليه، بالإضافة إلى رجل الأعمال عبد الغنى الجمال، والذى خسر الدورة السابقة.