أكد القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى على أن تماسك الجبهة الداخلية وصلابتها ضرورة وطنية لمواجهة التحديات والصعاب التى تعترى مسيرة الوطن، وشدد على الالتفاف حول هدف واحد وهو أن مصر أولا نضعها فى قلوبنا وعقولنا ونفتديها بكل عزيز وغال.
وقال المشير طنطاوى - فى كلمة وجهها إلى الشعب عبر التليفزيون اليوم، السبت، بمناسبة ثورة 23 يوليو المجيدة - "إن الشعب الذى رفض الهزيمة فى عام 67 وحقق نصر أكتوبر المجيد عام 73 قادر على تخطى الصعاب وصنع التاريخ بتكاتفه وتآلفه وتعاونه والتفافه حول راية الوطن".
وأكد العزم فى المضى قدما فى بناء مصر، دولة مدنية حديثة، قوية بشعبها وجيشها ومؤسساتها الأمنية والقضائية الساهرة على مصلحة الوطن والشعب، وعلى المضى على طريق ترسيخ أركان الدولة الديمقراطية التى تعزز الحريات وحقوق المواطنين من خلال انتخابات برلمانية حرة ونزيهة ووضع دستور جديد للبلاد وانتخاب رئيس جمهورية يختاره الشعب، طبقا لما سبق وأعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وأضاف "إنه من هذا المنطلق فإن المصريين جميعا شركاء فى وطن واحد، يعيشون آلامه وأماله، تجمعه مبادئ وقيم وتقاليد عريقة ومصير واحد وهدف واحد، إيمانا منهم بأن الدين لله والوطن للجميع.
وأشار المشير طنطاوى إلى أنه أمكن خلال الأشهر الماضية رغم الأزمات التى كادت تعصف بنا، مواجهة تلك الأزمات بإجراءات متعددة وبإمكانات وطنية خالصة وموارد وجهود ذاتية.
وتطرق المشير طنطاوى فى كلمته إلى الحديث عن عملية السلام وعلاقات مصر العربية والأفريقية ودول العالم، مؤكدا حرصه على علاقات قوية مع كافة دول العالم وعلى الالتزام الكامل بكافة المعاهدات والمواثيق الإقليمية والدولية والتمسك بالحفاظ على إرادتنا الحرة، وعلى مواصلة الجهود والدعم لعملية السلام وأن التحرك على الصعيد العربى على رأس أولويات السياسة الخارجية جنبا إلى جنب على الصعيد الأفريقى وخاصة مع دول حوض النيل فى علاقات تقوم على التعاون وتحقيق المصالح المشتركة.
وشدد على العزم على مواجهة التحديات فى الداخل والخارج بقوة لا تلين، واثقين فى قدرتنا على التغلب عليها بروح أكتوبر، التى قويت فى مواجهة الصعاب وحققت النصر التاريخى المجيد.
واختتم كلامه بالدعوة إلى العمل على مواصلة تطوير القوات المسلحة لتظل الدرع الواقى للوطن والحصن المنيع للشعب، ووجه التحية لرجال القوات المسلحة لدورهم الوطنى الذى يضطلعون به وهم يرابطون على الحدود وفى كل المواقع، لحماية مصر أرضا وشعبا، مؤكدين أن كرامة مصر من كرامة مواطنيها.
وفيما يلى نص كلمة القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى:
أبناء شعب مصر العظيم، تمر هذه الأيام تسعة وخمسون عاما على قيام ثورة يوليو المجيدة، التى توجت بها القوات المسلحة كفاح ونضال شعب مصر عبر العصور، فى سبيل الحرية والاستقلال والقضاء على الاستغلال والإقطاع ، وتحكم رأس المال فى الحكم. انطلقت تلك الثورة المجيدة، ليلة الثالث والعشرين من يوليو عام 52، من مبادئ سامية ونبيلة، استهدفت تحرير الإرادة وإعلاء الكلمة، واستقلال القرار وتحقيق العدالة الاجتماعية فى غير تمييز أو تفرقة، وإرساء حياة ديمقراطية سليمة، وإقامة الجيش الوطنى القوى.
رعت ثورة يوليو المجيدة صالح الوطن والمواطن، فالتف الشعب حولها، وأيدها وناصرها، وحظيت بتقديره واحترامه.
ساندت ثورة يوليو الأحرار فى كل بقاع الأرض، والشعوب المتطلعة إلى الحرية والاستقلال، فدعمت نضالها وكفاحها حتى تهاوت حصون الاستعمار على كل بقعة عربية، فى المغرب والمشرق، وعلى امتداد القارة الأفريقية، ونالت تلك الدول حريتها واستقلالها، واستعادت عزتها وكرامتها، فتحية إعزاز وتقدير من شعب مصر العظيم وقواته المسلحة، لرجال ثورة يوليو الأحرار، الذين خرجوا فى تلك الليلة المباركة، حاملين رؤوسهم على أكفهم فداء للوطن وإعلاء لشأنه. ويتواكب احتفالنا بذكرى ثورة يوليو المجيدة، التى حملت القوات المسلحة لواءها، وحظيت بتأييد شعب مصر العظيم ومساندته، مع مرور ستة أشهر على انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير، التى حمل لواءها الشعب، وحظيت بحماية القوات المسلحة وتأييدها.
وإن هذا الجيل من شباب الوطن، الذين خرجوا يوم الخامس والعشرين من يناير مطلع هذا العام، نبت طيب من أرض مصر، ينتمون لشعب عريق، تبنوا مبادئ سامية ونبيلة أكدت إحساسهم الوطنى وإدراكهم بمسئوليات شباب الوطن فى تقدمه وصنع تاريخه، تحية إجلال وإكبار لشهداء ثورة الخامس العشرين من يناير وتضحياتهم ولكل الشهداء من أبناء الوطن الذين ضحوا من أجل مصر وعزة شعبها.
وأضاف المشير طنطاوى: أبناء شعب مصر العظيم، لقد شهدت مصر خلال الأشهر الست الماضية أحداثا كبارا، وتحولات ضخمة فى مسيرتها الوطنية، شكلت مرحلة فاصلة فى تاريخ شعبنا، تحتاج لجهد كل المصريين، لتزيد من قدرتنا على مواجهة تحدياتها وصعابها الطارئة، التى لا تحتمل التردد أو أنصاف الحلول.
إن تماسك جبهتنا الداخلية وصلابتها ضرورة وطنية، كى نواجه التحديات والصعاب التى تعترى مسيرة الوطن، ولندرك إلى أين نتجه، وكيف نمضى نحو المستقبل الآمن المطمئن، بعطاء وطنى متواصل، تحققه سواعد المصريين جميعا على اختلاف فئاتهم وتوجهاتهم، دون تفرقة أو تمييز لنعمل جميعا من أجل مصر، فى تكاتف وتعاون، وتوجه جاد نحو مواقع العمل والإنتاج، والتفاف حول هدف واحد، وهو أن مصر أولا، نضعها فى قلوبنا وعقولنا، ونفتديها بكل عزيز وغال، فى وعى كامل لما تواجهه من تحديات تستهدف النيل منها، ومن وحدة شعبها، إن الشعب الذى رفض الهزيمة فى عام 1967، وحقق نصر أكتوبر المجيد عام 73 قادر على تخطى الصعاب وصنع التاريخ، بتكاتفه وتآلفه وتعاونه، والتفافه حول راية الوطن.
ومن هذا المنطلق فإن المصريين جميعا شركاء فى وطن واحد، يعيشون آلامه وآماله، تجمعهم مبادئ وقيم وتقاليد عريقة، ومصير "وهدف" واحد، إيمانا منهم بأن الدين لله والوطن للجميع.
إننا عازمون على المضى قدما فى بناء مصر، دولة مدنية حديثة، قوية بشعبها وجيشها ومؤسساتها الأمنية والقضائية الساهرة على مصلحة الوطن والشعب، مدركين لركائز بناء القدرة القادرة على حماية الوطن وصون مصالح شعبه، ركائز يخطئ من يستهين بها أو يتجاهلها.
كما أننا ماضون على طريق ترسيخ أركان الدولة الديمقراطية، التى تعزز الحريات وحقوق المواطنين، من خلال انتخابات برلمانية حرة ونزيهة، ووضع دستور للبلاد، وانتخاب رئيس للجمهورية يختاره الشعب، طبقا لما سبق وأعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
إن الاقتصاد المصرى يشكل ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومى ولقد استطعنا خلال الأشهر القليلة الماضية تجنيبه المحن والأزمات التى كادت أن تعصف به وأثبتنا قدرتنا على مواجهة تلك الأزمات بإجراءات متعددة وبإمكانات وطنية خالصة وموارد وجهود ذاتية.
وإننا حريصون على إقامة علاقات متوازنة مع كافة دول العالم نبادلها احتراما باحترام وتعاونا مشتركا لصالح شعبنا وشعوبهم فى التزام كامل بكافة المعاهدات والمواثيق الإقليمية والدولية، وتمسك بالحفاظ على إرادتنا الحرة ولسوف تظل مصر تضطلع بدورها التاريخى فى منطقتها والعالم، وهو دور يستمد قوته من مكانتها وتاريخها وموقعها وحضارة شعبها.
وقال المشير طنطاوى فى كلمته: سوف نواصل جهودنا ودعمنا لعملية سلام الشرق الأوسط واضعين تحركنا على الصعيد العربى على رأس أولويات سياستنا الخارجية، ولن نتردد فى اتخاذ مواقف تدعم التعاون بين مصر وشقيقاتها العربيات، نساند قضايا أمتنا فى كافة المحافل الدولية، ونحمى أملها القومى وندافع عنه فى مواجهة أية محاولات للنيل منه.
كما أننا نضع تحركنا على الصعيد الأفريقى فى مقدمة اهتمامات سياستنا الخارجية ونولى اهتماما كبيرا بعلاقات مصر بدول حوض النيل تقوم على التعاون وتحقيق المصالح المشتركة، وإننا واثقون فى قدرتنا على التوصل إلى رؤى مشتركة تحقق أهدفنا الوطنية.
إننا عاقدون العزم على مواجهة تحديات الداخل والخارج بقوة لاتلين، واثقين فى قدرتنا على التغلب عليها بروح أكتوبر التى قويت على الصعاب وحققت النصر التاريخى المجيد.
كما أننا مواصلون تطوير وتحديث قواتنا المسلحة لتظل الدرع الواقى للوطن والحصن المنيع للشعب، ولرجالها، أوجه تحية الإعزاز والتقدير، لدورهم الوطنى الذى يضطلعون به وهم يرابطون على الحدود وفى كل المواقع يحمون مصر أرضا وشعبا، مؤكدين أن كرامة مصر من كرامة مواطنيها، ولدورهم فى تقديم الحماية الكاملة للشعب خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير وحفاظهم على الممتلكات العامة والخاصة فى إيمان كامل بأنه لاتفريط فى أمن الوطن واستقراره.
حمى الله مصر ووقاها شر الفتن، ورعى شعبها العريق، وأيده دوما بنصره.