الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في صورة بصنعاء يوم 20 مايو ايار 2011. تصوير: عمار عواد
صنعاء (رويترز) - قال دبلوماسي غربي يوم الخميس ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يعالج في السعودية من إصابات شديدة تعرض لها في هجوم على قصره هذا الشهر لن يعود على الأرجح الى اليمن قريبا.
وتضغط الولايات المتحدة والسعودية على صالح لتسليم السلطة لنائبه بموجب مبادرة خليجية تهدف الى إنهاء الاضطرابات الممتدة منذ عدة أشهر والتي دفعت اليمن الى شفا حرب أهلية.
وقال الدبلوماسي لرويترز "نعتقد ان جروحه خطيرة. لن يأتي في الأيام القادمة.. لن يعود (لبلده) قريبا."
وتساعد الولايات المتحدة اليمن في التحقيق في الهجوم الذي قتل فيه عدة أشخاص كما أُصيب رئيس الوزراء واثنان من نوابه ورئيسا مجلسي البرلمان في الهجوم.
وقال الدبلوماسي لرويترز ان التحقيق الأولي أظهر ان الانفجار نتج عن شحنة من مادة تي.ان.تي زرعت في المسجد الذي كان يصلي فيه صالح داخل القصر في صنعاء في الثالث من يونيو حزيران.
وسُئل مصدر مقرب من التحقيق عن عدد العبوات الناسفة التي زُرعت في المسجد فقال "كان هناك ست عبوات انفجرت منها واحدة فقط."
كان مسؤولون يمنيون قد اتهموا اتحادا قبليا معارضا بقصف القصر وهو ما نفاه الاتحاد.
وتهز احتجاجات حاشدة اليمن منذ عدة أشهر تطالب بانهاء حكم صالح المستمر منذ 33 عاما وهو ما قاد اليمن الى حافة الانهيار المالي.
وتخشى الرياض الحليف الاقليمي وواشنطن ان يستغل جناح القاعدة في اليمن الفراغ في السلطة والحرب القبلية في شن هجمات في منطقة الخليج وخارجها.
وتدعو المبادرة الخليجية صالح الى تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي وهو القائم بأعمال الرئيس حاليا كخطوة نحو تشكيل حكومة جديدة والاعداد للانتخابات.
وأغضب صالح دول مجلس التعاون الخليجي حين تراجع ثلاث مرات في اللحظة الاخيرة عن توقيع اتفاق بشأن التنحي.
واجتمع جيفري فلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى مع هادي ومسؤولين يمنيين كبار اخرين في صنعاء يوم الاربعاء كما سيجري محادثات في السعودية عن الوضع في اليمن.
وقال فلتمان في مؤتمر صحفي بصنعاء يوم الخميس "حان الوقت كي يعمل الزعماء السياسيون اليمنيون معا من أجل انتقال فوري وسلمي للسلطة."
ولدى سؤاله عما اذا كانت هناك ضغوط على صالح حتى لا يعود الى اليمن قال فلتمان "نتوقع من الرئيس أن يتخذ قرارا في صالح الشعب اليمني. انه قرار يمني وليس قرارا أمريكيا."
وفي محاولة مبكرة لتهدئة المحتجين المطالبين باسقاطه اكد صالح انه لن يسلم السلطة لولده لكن العديد من اليمنيين يقولون ان افرادا مهمين من عائلة صالح ومن بينهم نجله احمد علي ما زالوا مسيطرين بقوة على مقاليد السلطة بما يمنع اي تسليم للحكم بدون موافقة صالح.
كما أصرت أحزاب المعارضة المتحالفة مع المحتجين الشبان على تسليم صالح السلطة رسميا الى هادي كخطوة نحو تشكيل حكومة جديدة وبناء الديمقراطية.
وقال مساعد لصالح يوم الأربعاء ان صحته في تحسن وانه يستقبل ضيوفا ويعطي تعليمات بشأن الشؤون اليومية في اليمن بما في ذلك بشأن معالجة انقطاع الكهرباء ونقص الوقود.
من محمد صدام