var addthis_pub="tonyawad";
حذرت مصادر مصرية رفيعة قريبة فى صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، من تخريب مفاوضات الوساطة الرامية إلى إطلاق سراح الجندى الإسرائيلى الأسير "جلعاد شاليط"، واختفائه للأبد، فى حال تعنت تل أبيب على مواقفها وتوجهاتها فى هذا الشأن.
ونقلت صحيفة هاآرتس عن هذه المصادر، التى لم تكشف عن هويتها، تصريحات خاصة لها جاء فيها اتهام مباشر لإسرائيل بافتعال العراقيل المقصودة لوقف التقدم فى صفقة التبادل، مضيفة أن الإسرائيليين نفوا هذا الأمر بشدة واتهموا الذراع العسكرى التابع لحماس بعرقلة الصفقة والتصلب فى موقفها، فى حين أن مصادر ألمانية تتهم حركة حماس بعرقلة الصفقة.
ووجهت المصادر الأمنية المصرية القريبة من مفاوضات التبادل نهاية هذا الأسبوع، انتقادات لاذعة للجانب الإسرائيلى، وأكدوا لـ"هاآرتس" أن السياسية الإسرائيلية فى المفاوضات، والتى يقودها المبعوث الجديد "دافيد ميدان"، من الممكن أن تؤدى إلى انفجار المفاوضات واختفاء شاليط للأبد.
وأوضحت هاآرتس أنه، بحسب المصادر المصرية، فإنه خلال الحوار الذى دار الأسبوع الماضى بالقاهرة بين المبعوث الإسرائيلى "ميدان" وبين ممثلين فى المخابرات المصرية، أعلن المبعوث أنه إذا لم توافق حماس على الصيغة الأخيرة التى اقترحتها حكومة إسرائيل فإنه لن يكون هناك صفقة تبادل أسرى.
وأضافت المصادر المصرية للصحيفة العبرية، أن رد ممثلى حركة حماس، برئاسة قائد الذراع العسكرى "أحمد الجعبرى"، كان تهديداً واضحاً بوقف المفاوضات وشطبها من جدول أعمال الحركة.
وقال الجعبرى، إن التعنت الإسرائيلى وعدم طرح تسويات واقتراحات جديدة أكثر من السابق سيؤدى إلى اختفاء الجندى الإسرائيلى.
وأعربت المصادر المصرية عن اعتقادها لدى وصول المبعوث الإسرائيلى للقاهرة وإجراء حوارات معه، بأنه لا يوجد لدى الجانب الإسرائيلى استعدادات لتقديم تسويات تدفع باتجاه إنجاز الصفقة، مضيفة أن المطلوب هو الاستعداد لتحقيق خطوة واحدة أخرى إلى الأمام، مشيرة إلى أن الطرفين قادران على إنهاء المفاوضات خلال ساعات، كما أنه من الممكن أن تظل المحادثات عالقة لشهور طويلة.
وقالت هاآرتس، إن هناك قضيتين مركزيتين تشكلان عقبة أمام إنجاز الصفقة، الأولى مطالبة إسرائيل بطرد أكثر من نصف الواردين فى قائمة الأسرى التى قدمتها حركة حماس منذ سنوات "نحو 450 أسيرا"، مضيفة أنه، بحسب المصادر المصرية، فإن الحديث عن عدد غير معقول ولا يمكن الموافقة عليه، وأن حركة حماس كانت على استعداد للموافقة على إبعاد بضع عشرات من الأسرى من الضفة الغربية إلى قطاع غزة أو إلى الخارج، ولكنها لن توافق على إبعاد نحو 230 أسيراً.
وأوضحت هاآرتس أن العقبة الثانية هم الأسرى الذين وصفوا بأنهم فى درجة عالية من الأهمية، وهم قادة أسرى حماس، وقادة تنظيمات أخرى مثل "مروان البرغوثى" من حركة فتح و"أحمد سعدات" الأمين العام للجبهة الشعبية.
وحذرت مصر من أن الزمن لا يلعب فى صالح شاليط، مع مرور 5 سنوات على أسره، وأنه يجب الضغط على الطرفين لإنجاز الصفقة، فإن إسرائيل ترفض هذه الادعاءات، وتطلب من مصر أن تستمر فى جهود الوساطة.
جدير بالذكر أن المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" والرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، قد طالبا يوم الجمعة، الماضى بإطلاق سراح شاليط فورا.
وفى السياق نفسه، قالت هاآرتس، إن هذه التصريحات تأتى فى أعقاب مشاورات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتانياهو" ونقلت عن مصدر إسرائيلى قوله، ميركل وساركوزى حاولا فحص ما إذا كان إلقاء المسئولية عن عدم إنجاز الصفقة على حركة حماس سيمس بالمفاوضات، وكان رد نتانياهو مشجعا لإصدار البيان.
وأضافت مصادر إسرائيلية، أن تصريحات ميركل وساركوزى تعكس جهدا دوليا واسعا لإنجاز الصفقة.
وقال محللون سياسيون إسرائيليون، إن أحمد الجعبرى ومحمد ضيف القياديين بحماس لن يوافقا على أى صفقة لا ينظر إليها على أنها إذلال لإسرائيل واستجابة تامة لمطالب حركة حماس.
وأشارت هاآرتس إلى تصريحات مصادر فى مكتب المستشارة الألمانية ميركل لـوكالة "رويترز" للأنباء، التى جاء فيها، أنه تم عرض مسودة اتفاق على الطرفين لإطلاق سراح 1000 أسير فلسطينى، وأن الذراع العسكرى لحركة حماس هو الذى رفض المسودة.
وأضافت أن فرنسا وألمانيا معنيتان بأن تنطوى صفقة تبادل الأسرى على تحسين للعلاقات مع حركة حماس، وأنه بحسب الاقتراح الأوروبى فسوف يتم الاعتراف بسلطة حماس فى قطاع غزة مقابل إطلاق سراح شاليط، إضافة إلى تسهيلات فى المعابر وزيادة الاستثمارات الأجنبية فى القطاع.