شخصيات عامة تدعو لتبني وثيقة مصرية من أجل العدل والحرية أعلن خبراء وناشطون الجمعة عن وثيقة تحت عنوان ''الإعلان المصري
للعدل والحرية والإنسانية'' تؤكد على حد أدنى من القيم التي يجب الإتفاق عليها والرجوع إليها عند الإختلاف بين القوى السياسية، أو الحاكم والمواطنون، حسبما رأى صائغوها.
وتم الإحتفال بالإعلان عنها بحديقة الأزهر، بدعوة من مبادرة التيار المصري الرئيسي، في حضور الدكتور مصطفى حجازي الخبير
الإستراتيجي - صاحب المبادرة - والدكتور المعتز بالله عبد الفتاح استاذ العلوم السياسية، والمستشار السياسي لرئيس مجلس الوزراء، والدكتور سيف الدين عبد الفتاح استاذ العلوم السياسية، والدكتور سمير مرقص الكاتب والمفكر، والمفكران نبيل مرقص، وحنا جريس.
وتركز الوثيقة مبدأ الحرية كجزء اصيل من اهلية الشعوب التي لها الحق في حكم نفسها بنفسها، وتضمن العدالة والكرامة، وترفض الاستبداد بنوعيه، استبداد الأقلية بالأغلبية، أو الأغلبية بالأقلية، وتشدد على مبدأ الكفاءة في تقدم الصفوف دون التحيز لأبناء دين أو جنس أو سن، والوحدة القائمة على التنوع، والقوية بالإختلاف.
وأعلن الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، في مداخلة هاتفية مقتضبة، خلال الإحتفال، عن دعمه للوثيقة، والتيار الرئيسي
المصري الذي يجب أن يجمع المصريين كلهم تحت قيم واحدة معتبرا ''أن هذا التيار سيجيب على عدة اسئلة، تخلق خط تماس ما بين الحكومة والشعب، وأنه لا يمكن أن نجتمع على مجموعة من القيم السامية إلا وأن ننجح''.
ودعا الدكتور مصطفى حجازي، صاحب الفكرة، إلى التوقيع على هذا الإعلان من الشعب، لتصبح الوثيقة ملزمة للحاكم فيما بعد، أو لتتحول إلى مبادئ فوق دستورية لا يمكن الاختلاف عليها، كما ناشد المبادرات ومنظمات المجتمع المدني التي تؤمن بمادئ هذه الوثيقة وتدعمها، أن تضعها على رأس مبادئها ونظامها.
واوضح حجازي أن التيار الرئيسي ليس بديلا للحكومة، أو للاحزاب التي تسعى للسلطة، وإنما هو تيار يجمع كل المصريين تحت هدف واحد، مشيرا إلى أن هناك من أختزل الوطن في جامع أو كنيسة أو مصالح شخصية، وأن بعد الخامس والعشرين من يناير، تم كسر هذه الروافد، لنجتمع كلنا حول هدف واحد.
واعتبر الدكتور المعتز بالله عبد الفتاح، أن الوثيقة هي خطوة أولى واجبة لتكون حاكمة للاتفاق حين نختلف، وقاعدة للتوافق حول كيفية الأختلاف، وأضاف أن الجهل والأمية ليست هي اعداء لهذا التيار أو الوثيقة، وإنما هو التطرف، وكل من يجعل التطرف مساويا للدين، مضيفا أن المجتمع المصري قوي يستطيع أن يلفظ السيء، لكن المشكلة أن التيار يحتاج إلى وقت حتى يصل إلى المجتمع.
قال الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، أن اللإعلان هو عقد اجتماعي وسياسي يشكل الحد الأدنى الذي نستطيع البناء علي، موضحا أن التيار الرئيسي هو عبارة عن قواسم مشتركة للخروج من حال الأحتقان والتشرذم، وهو العيش المشترك الذي عايشناه الاف السنين، وروح 25 يناير التي تجسدت في المدينة الفاضلة بميدان التحرير.
من جانبه، عرف المفكر حنا جريس، التيار الرئيسي بأنه ميراث من التعايش يعاد استكشافه في هذه اللحظة من جديد، بعد عقود من التشتت، ونحن بحاجة إلى استعادة هذا الميراث، كما نحن بحاجة إلى استعادة حلم ميدان التحرير الذي توحدنا خلفه.
وأكدت الدكتورة هبة رؤوف، على أن من حق كل فرد أو فئة أن تبحث عن حقها، كما هو الحال بعد ثورة 25 يناير، إلا أنها طالبت بضرورة التفكير في المصلحة العامة أولا، التي ستعود على الافراد والفئات بالنفع ايضا.
وتضيف رؤوف، أن التيار الرئيسي يجب أن يذكرنا بالبعد الروحي، وليس المقصود به البعد الديني فقط، بل الأخلاقي، مؤكدة على أنه إذا لم نجتمع على قيم وفضائل عامة، لن نحقق المرجو من إيماننا بادياننا.
الدكتور سمير مرقص، يجد في التيار الرئيسس المجال الحقيقي للمصالحات التي نحن في حاجة إليها، وهو مساحة للتافهمات والتفكير الحر، كما يعتقد أن الوثيقة هي إعادة لصياغة الحاكم والمواطنين، وحد أدنى من الرضى العام بي الحاكم والمواطنين، مطالبا بإطلاق حرية حركة المواطنين في العمل العام بشكل مطلق.
وأشار دكتور نبيل مرقص، قوة التيار الرئيسي ليست فقط في آلياته، بل في قوة أخلاقياته التي تعيد لمصر وجهتها التي افتقدتها منذ زمن، وأن مسؤليتنا كنخبة الخروج بافكارنا والوثيقة إلى خارج القاهرة، حتى تصبح جسرا بدلا من حالة التفكك والتشرذم التي نعيشها.