الرئيس الامريكي باراك اوباما بعد القاء خطاب عن الشرق الاوسط يوم الخميس في واشنطن. تصوير: جيم
واشنطن (رويترز) - ربما لم يكن دعاية انتخابية لكن خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الخميس بخصوص السياسة الخارجية بعث بسلسلة من الرسائل السياسية التي قد يكون لها صدى في مسعاه عام 2012 للبقاء في البيت الابيض.
وفي الخطاب الذي ألقاه بوزارة الخارجية وجه أوباما تصريحاته عن السياسة الامريكية الى شعوب الشرق الاوسط وشمال أفريقيا عارضا دعما اقتصاديا وسياسيا للاصلاح الديمقراطي.
لكن الرئيس كان لديه جمهور مستهدف اخر.. الناخبون الامريكيون.
فبتوضيحه المواقف الامريكية بشأن الحرب في ليبيا والعنف في سوريا والعقبات التي تعترض عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية خاطب اوباما جماعات مصالح معينة وناخبين مستقلين حاسمين يستخدمون السياسة الخارجية معيارا للتصويت.
وفيما يلي نظرة على المضامين السياسية في خطاب اوباما.
1- دفع عملية السلام للامام.
وجه اوباما اشارة لكتلة مهمة من الناخبين المسيحيين واليهود الذين يتابعون العلاقات مع المنطقة عن كثب باعادة بتأكيده على الدعم الامريكي القوي لامن اسرائيل في حين ضغط على القادة الفلسطينيين والاسرائيليين للعودة للمحادثات.
لكن لغته الصريحة لاسرائيل بشأن "احتلالها" للاراضي العربية قد تكون لها نتائج سلبية لدى بعض الناخبين الذين قد يرون رسالته قاسية اكثر مما ينبغي بالنسبة لحليف رئيسي.
2- اظهار قدرة على القيادة بشأن ليبيا--وسوريا.
يواجه البيت الابيض تساؤلات مستمرة بشأن المشاركة الامريكية في الحرب في ليبيا والتناقض الواضح مع ممانعتها في المشاركة في صراعات اخرى افرزها "الربيع العربي".
واستغل اوباما كلمته ليذكر الامريكيين بأن العمل العسكري كان ضروريا لمنع وقوع مذبحة في ليبيا.
وفيما يتعلق بسوريا لم يدع اوباما الى التدخل لكنه مضى الى ما هو ابعد من ذلك بابلاغ الرئيس بشار الاسد بأنه يتعين عليه قيادة الانتقال السياسي لبلاده أو "افساح الطريق".
استهدفت هذه التصريحات الرد على اتهامات منتقديه بأن الرئيس لا يكون دائما واضحا او سريعا في وضع سياسة امريكية متسقة تجاه دول تشهد انتفاضات مماثلة.
3- استخدام المؤثر البصري.
من السهل ان "تظهر بمظهر الرئيس" عندما تكون بالفعل رئيس الولايات المتحدة لكن استخدام ذلك سيلعب دورا يزداد اهمية مع زيادة سخونة الحملة السياسية.
وباستخدام منبر الرئاسة للدفاع عن اهدافه المتعلقة بالسياسة الخارجية في بث تلفزيوني حي عزز صورته كزعيم عالمي يسمو فوق المعمعة الانتخابية في حين يتقاتل منافسوه الجمهوريون المحتملون لنيل ترشيح حزبهم.
كما عزز اوباما من وضعه كزعيم قوي بالاشارة الى العملية الناجحة لقتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن.
4-جعل الربيع العربي مهما لامريكا.
ربما يسأل بعض الناخبين عن سبب انفاق اوباما كل هذا الوقت الكبير في التركيز على السياسة الخارجية في حين تهيمن مخاوف داخلية مثل ارتفاع اسعار البنزين وزيادة معدل البطالة على قلق الناخبين الامريكيين.
وتعامل اوباما على ما يبدو مع هذا التصور بايجاد صلة بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي قائلا ان مستقبل الولايات المتحدة مرتبط بالشرق الاوسط وشمال افريقيا.
كما شبه الثورة في تونس بالكفاح من اجل المساواة في الجنوب الامريكي وسلط الضوء على حقيقة ان موظفا من شركة امريكية كبرى -- جوجل--كان فعالا في الثورة التي اطاحت بزعيم يمارس حكم الفرد في مصر.
من جيف ميسون