قريبا من البريقة (ليبيا) (ا ف ب) - بدأ الزعيم الليبي معمر القذافي البحث عن مخرج دبلوماسي للنزاع فيما قررت الولايات المتحدة الاثنين سحب مقاتلاتها من العملية في ليبيا والتي تباطأت بسبب سوء الاحوال الجوية بعد اكثر من اسبوعين على بدء التدخل الدولي.
وفي طرابلس، عرض التلفزيون الليبي صور ثلاث سيارات قال انها تظهر "القائد (معمر القذافي) وسط حشود الجماهير في مقره في باب العزيزية الان".
وظهر في الصور اشخاص ملتفون حول السيارات المتحركة التي قال التلفزيون ان القذافي بداخلها.
ودارت معارك جديدة الاثنين بالقرب من مرفأ البريقة النفطي على بعد 800 كلم شرق طرابلس، بين الثوار والقوات الموالية للقذافي، في حين شوهدت عائلات باكملها تنزح هربا من القصف، كما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وقالت بدوية عجوز "قصفوا وسط المدينة. لا احد يدافع عنا". واضاف زوجها "لم يعد لدينا ماء ولا كهرباء".
وتمكن الثوار من التقدم حتى الجهة الشرقية من المدينة، لكن قوات القذافي ارغمتهم على التراجع بنيران المدفعية. وقال المقاتل سعيد بوحليقة "عندما يسمع رجال القذافي هدير الطائرات يختبئون. عندما يهدأ الوضع، يهاجموننا".
وعلى الصعيد السياسي، واجه النظام الليبي نكسة جديدة مع استقالة علي التريكي مستشار العقيد القذافي وعميد الدبلوماسيين، بعد اربعة ايام على انشقاق وزير الخارجية موسى كوسا.
وهذه الضربة الجديدة للقذافي الذي تتزايد عزلته تأتي فيما افادت صحيفة نيويورك تايمز الاحد ان اثنين من ابناء القذافي على الاقل، هما سيف الاسلام والساعدي، اقترحا الانتقال الى ديموقراطية دستورية ورحيل والدهما عن السلطة وتولي احدهما المرحلة الانتقالية.
لكن الثوار سارعوا الى رفض ذلك.
واكد المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين الاثنين انه يرفض فكرة مرحلة انتقالية يقودها احد ابناء القذافي.
وقال المتحدث باسم المجلس شمس الدين عبد المولى متحدثا من بنغازي معقل الثوار في شرق ليبيا ان هذه الفكرة "يرفضها المجلس بشكل تام". واضاف "على القذافي وابنائه ان يرحلوا قبل اي مفاوضات دبلوماسية".
من جهة اخرى، التقى نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي الاثنين وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في انقرة، بعد لقائه الاحد رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو في اثينا. والتقى العبيدي، مساء الاثنين رئيس الوزراء المالطي لورانس غونزي.
ونقل موفد القذافي الى اثينا رسالة تظهر ان النظام "يبحث عن حل" للنزاع في ليبيا بحسب "الكلمات التي استخدمها المبعوث الليبي" كما قال وزير الخارجية اليوناني ديميتريس دروتساس.
وفي انقرة، قال مسؤولون اتراك ان العبيدي طلب من تركيا العمل على وقف اطلاق النار.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية لفرانس برس طالبا عدم كشف انه تحدث مع اعضاء في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار في بنغازي شرق ليبيا، مشيرا الى "اننا سنستقبلهم في الايام المقبلة".
واضاف ان "الطرفين ابلغانا امتلاكهما بعض الاراء حول وقف لاطلاق النار. سنتكلم مع الطرفين لرؤية ما اذا كان هناك مجال للتفاهم".
واعتبر وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان مقترحات النظام الليبي للخروج من الازمة "غير جديرة بالثقة". ثم قال ان على معمر القذافي وعائلته التخلي عن السلطة كما يتوجب على الاسرة الدولية ان تبقى موحدة ضد المحاولات الدبلوماسية التي يقوم بها نظام القذافي للخروج من الازمة.
واعترفت ايطاليا بالمجلس الانتقالي المعارض ممثلا شرعيا وحيدا لليبيا، بعد فرنسا وقطر.
واعلنت وزارتا الخارجية والخزانة الاميركيتان الاثنين ان وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا الذي انشق الاسبوع الماضي عن نظام معمر القذافي لم يعد يخضع للعقوبات الاقتصادية الاميركية المفروضة على المسؤولين الليبيين.
من ناحية ثانية، اعلنت اليونان الاثنين انها اغلقت سفارتها في طرابس واوكلت تمثيل مصالحها للمجر التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، من دون تقديم سبب لذلك.
وبدأت حركة الاحتجاج على نظام القذافي (68 عاما) الذي يحكم البلاد منذ حوالى 42 عاما في 15 شباط/فبراير بانتفاضة شعبية تحولت الى حرب بين الثوار والقوات الموالية للزعيم الليبي.
وبدأ تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، تدخلا في ليبيا في 19 اذار/مارس بعد يومين على اعتماد قرار في الامم المتحدة يجيز القيام بعمل عسكري لحماية المدنيين وفرض حظر جوي. وتولى حلف شمال الاطلسي الخميس قيادة العمليات.
ومن المقرر ان تجتمع مجموعة الاتصال حول ليبيا التي تتولى تسيير الشق السياسي في التدخل العسكري الاسبوع المقبل في الدوحة، كما اعلن وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ.
وسحب الجيش الاميركي الاثنين المقاتلات التي تشارك في الحملة الدولية في ليبيا، حسب ما اعلنت وزارة الدفاع بعد ان كانت واشنطن قد وافقت نهاية الاسبوع على تمديد ضرباتها لمدة 48 ساعة.
وفي البدء، قررت الولايات المتحدة سحب مقاتلاتها وصواريخ من طراز توماهوك من مسرح العمليات اعتبارا من نهاية الاسبوع بعد ان تولى الحلف الاطلسي مهمة العمليات اعتبارا من الخميس.
ولكن وافقت واشنطن الاحد على طلب الحلف الاطلسي بشن ضربات في ليبيا حتى الاثنين بسبب "سوء الاحوال الجوية مؤخرا".
لن يقدم الجيش الاميركي من الان وصاعدا سوى طائرات تموين في الجو والقيام بمهمات تشويش ومراقبة.
واعلنت بريطانيا تعزيز اسطولها الجوي المشارك في العملية العسكرية مع نشر اربع طائرات اضافية الايام المقبلة، كما قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
ميدانيا، استمرت المعارك في الجبل الغربي، جنوب غرب طرابلس، وفي مصراتة، على بعد 200 كلم من طرابلس شرقا. وتحاصر قوات القذافي مصراته التي تتعرض للقصف منذ 40 يوما. ويطالب الثوار بدعم جوي دولي.
وقال متحدث باسم الثوار ان قوات القذافي تقصف مصراته بصورة عشوائية، في حين ان طائرات حلف الاطلسي لا تحلق فوق المنطقة "رغم ان مهمتها هي حماية المدنيين".
وفي منطقة الجبل الغربي الخاضعة لسيطرة الثوار افاد سكان ان القصف اوقع "الكثير" من الضحايا، وان قوات القذافي سيطرت على مدينة كتلة بعد قصف مكثف، وهي تسعى للسيطرة على نالوت.
وقال احد الاهالي "اليوم اطلقت كتائب القذافي قذائف غراد على مدينة نالوت" التي تبعد 230 كلم جنوب غرب طرابلس.
وعلى الصعيد الانساني غادرت سفينة استاجرتها منظمة اطباء بلا حدود غير الحكومية بعد ظهر الاحد مصراته متوجهة الى صفاقس في تونس وعلى متنها 60 جريحا.
من جهة اخرى، قالت الصحف التركية الاثنين ان مقاتلات وسفينة حربية تركية شاركت في عملية قامت بها تركيا لاجلاء 460 جريحا ولاجئا من ليبيا على متن سفينة مستشفى.
ونقلت طائرة عسكرية اردنية تابعة لسلاح الجو الملكي الاثنين عشرة اطنان من المساعدات الطبية والانسانية الى مدينة بنغازي.
واتهم الثوار قوات القذافي باحداث اضرار في خزانات لوقود الديزل في مصلح، في الجنوب.
وسجلت اسعار النفط ارقاما قياسية جديدة الاثنين حيث تجاوز في لندن سعر البرميل 120 دولارا للمرة الاولى منذ اب/اغسطس 2008 امام احتدام النزاع في ليبيا.
وفي سوق نيويورك، انهى سعر برميل النفط المرجعي الخفيف، تسليم ايار/مايو، الجلسة على 108,47 دولارات بزيادة 53 سنتا مقارنة بسعر الاقفال الجمعة.