الرئيسا لمخلوع حسني مبارك
هل كان مبارك يحتاج إلى معاش؟.. سؤال شغل كل الذين تابعوا إنهاء الحكومة إجراءات معاش الرئيس المخلوع.. وهناك عدة ملاحظات فى هذا الشأن.. أولاً: أن الرئيس مبارك لا يحتاج إلى معاش أصلاً.. ثانياً: أن إجراءات المعاش تمت بسرعة شديدة، وكانت إجراءات رئاسية.. ثالثاً: أن مبلغ 2000 جنيه أقل من الحقيقة بكثير.. رابعاً: أنه مازال يعامل كرئيس للبلاد، وليس مجرماً!
أما الذين يقولون إنه لا يستحق المعاش فهؤلاء يرون أن مبارك وعائلته سرقوا البلاد بما فيه الكفاية، وعندهم المليارات التى تكفى للأجيال القادمة.. هؤلاء أيضاً يرون أنه يعيش على قفانا حتى الآن، فى قصور ومنتجعات رئاسية، لا يدفع فيها مليماً واحداً.. كما أنه لا يمسك جنيهاً فى يده، ولا يتكلف شيئاً.. وبالتالى فلا حاجة له بالمعاش.. هؤلاء أيضاً يطالبونه برد المليارات، لا أن يأخذ من جديد!
الملاحظة التى تتعلق بالإجراءات مفادها أن السرعة التى تم بها إنهاء معاش مبارك.. تدل على أنه رئيس يتمتع بجميع حقوق الرئاسة.. سواء فى الإجراء أو الوقت المحدد لإنهاء المعاش.. مقارنة بالمصريين الذين يموتون قبل إنهاء إجراءات المعاش.. مع أنهم أحوج ما يكونون للوقت والمعاش معاً.. فضلاً عن الإحساس بأن المعاش المحدد فيه تضليل وضحك على الذقون!
لا يصدق الكثيرون، وأنا منهم، أن معاش الرئيس لمدة 30 سنة كان عند 2000 جنيه فقط.. يبقى كان لازم يسرق.. لو كان يعرف هذا المصير.. فالمبلغ لا يكفى شغالة الرئيس.. ولا يكفى ماكياج الهانم.. ولا يكفى لدواء مرحلة المعاش.. معنى هذا أن الناس لا تصدق.. ربما لأنها أول مرة تعرف معاش رئيس.. ولأنها أول مرة تكون المعلومات على البحرى، فيما يتعلق بشأن رئاسى!
هناك مسألة تتعلق بمعاشه العسكرى، وقد قيل إنه يقع تحت بند «سرى».. أى أننا لا نعرفه ولن نعرفه.. وقد قيل إنه معاش من القوات المسلحة، باعتباره قائداً سابقاً للقوات الجوية.. ونتوقف هنا لنقول إن آخر عمله بالقوات المسلحة كان قائداً للقوات الجوية.. ولكنه كان أيضاً قائداً أعلى للقوات المسلحة، بحكم عمله رئيساً للجمهورية.. فهل سينزل درجات أقل من المشير ورئيس الأركان؟!
هل كانت هذه السرعة لإنهاء الإجراءات سببها أن مبارك لا يملك الآن قوت يومه؟.. وهل كان لها معنى آخر بمفهوم المخالفة، أنه ليس لديه أموال فى البنوك؟.. وهو ما يعطى انطباعاً بأن الكلام عن ثروة الرئيس والعائلة لا محل له من الإعراب.. أم أنه كان مجرد إجراء روتينى كان لابد أن يتم؟.. ولماذا كان مجلس وزراء الثورة حريصاً على إنجاز هذه الخطوة، بالسرعة اللازمة؟!
الانطباع السائد حالياً بعد الكشف عن معاش الرئيس السابق يؤكد أنه يحتاج إلى الصدقة.. فى ظل هذه الظروف البائسة وغلاء الأسعار.. ويعطى انطباعاً بأنه لا يملك من حطام الدنيا شيئاً.. ويعطى الانطباع الأهم بأن الحديث عن الـ70 مليار دولار مجرد كلام تتناوله الصحف والفضائيات.. دون أن يكون له أصل.. هذا المعنى هو الذى تسرب إلينا.. فهل كان المجلس العسكرى يريد أن يبعث بهذه الرسالة؟!
لا أخفى شعورى بالقلق.. لأن هناك تحديات رهيبة أمام عودة المليارات المنهوبة.. وقد تحدثت بشأنها بعد محاضرة للدكتور على الغتيت.. ولا أخفى شعورى بالقلق من الرسائل الخفية وراء إنهاء معاش مبارك.. ولا أخفى شعورى بالقلق من تأخير ملفات كثيرة.. لم تنجزها الثورة حتى الآن!