جانب من الاحتجاجات في سوريا
StoreDocumentLink();
برغم الاصلاحات الإضافية التي أعلن عنها الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن آلاف المحتجين خرجوا يوم السبت في كافة شوارع مدينتي درعا اللاذقية السوريتين، ومطلبهم الرئيسي ''إسقاط النظام''، على غرار معظم الشعوب العربية التي نجحت في مبتغاها كالتونسي والمصري، والتي هي في سبيلها لتحقيق مآربها كالليبي واليمني.
وأفيد أن قتلى وجرحى وقعو جراء العنف والقوة المفرطة التي تستخدمها قوات الأمن السورية ضد المتظاهرين المناوئين لنظام بشار الأسد في درعا والصنمين واللاذقية.
ونقلت وكالات الأنباء أن القيادة السورية بصدد إصدار حزمة من القرارات الإصلاحية، تشمل تعديلات وزارية، بتغيير عدد من الوزراء وربما تطال رئيس الحكومة نفسه، وأخرى متعلقة بحزب البعث الحاكم منذ بداية ستينات القرن الماضي.
وقال التلفزيون السوري الرسمي إن قادة حزب ''البعث'' اجتمعوا يوم السبت للمرة الثانية في مدة لا تزيد على ثلاثة أيام، مشيرا إلى أن ''عدداًَ من القرارات المهمة ستتخذ''.
ونقلت رويترز عن مصادر، لم تسمها، أن الأسماء التي جرى التداول حول إقالتها وزير الإعلام محسن بلال، فضلاً عن قرارات تخص دور ''حزب البعث'' في الحياة السورية.
وقال مصدر حقوق، في اتصال مع مصراوي، ظهر السبت أن السلطات السورية أطلقت سراح نحو 200 معتقلاً سياسياً من المحسوبين على التيارات الإسلامية المتشددة، مضيفاً أن نحو 14 معتقلاً كردياً تم الإفراج عنهم ايضاً.
وكان الرئيس بشار الأسد أمر بإطلاق سراح كل من جرى اعتقاله خلال الاضطرابات الأخيرة في إطار حزمة إصلاحات وعدت بها الحكومة امس الاول الخميس .
وقالت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان إن الأرقام المعلن عنها بها كثير من المبالغة وتساءلت من أين تأتي الجماعات الحقوقية بهذه الأرقام.
وقالت بثينة شعبان في وقت متأخر اليوم السبت إن خمسة لبنانيين ومصري واحد وجزائري كانوا من بين المعتقلين للمشاركة في إثارة أعمال الشغب، وقالت لـ''بي بي سي'' ''إن ما يحدث في سورية حاليا هو مشروع فتنة''، مؤكدة أن هناك قصورا في إدارة الأزمة من قبل الإدارات الحكومية.
كما نفت ما تردد من تقارير أشارت إلى أن قوات الأمن أطلقت النار صوب المحتجين خلال الأيام القليلة الماضية ، وقالت إن ''جماعات مسلحة'' هاجمت مراكز الشرطة وسرقت الأسلحة ما أثار حفيظة قوات الامن ودفعها للانتقام.
وقام محتجون بإضرام النيران في مكاتب حزب البعث الحاكم في درعا وفق ما أوردته صفحة ''شباب سورية من أجل الحرية'' على فيسبوك، مضيفة أن بعض ضباط الجيش ومعظمهم من درعا قدموا استقالاتهم احتجاجاً على أعمال العنف التي ترتكب بحق المحتجين.
ويعتقد أن ما لا يقل عن 55 شخصاًُ قتلوا خلال أسبوع من الاضطرابات التي اندلعت في درعا والمناطق المحيطة بها، بحسب منظمة العفو الدولية، غير أن ظروف مقتل معظم الضحايا لا تزال غامضة، فيما قالت ''العربية''، نقلاً عن طبيب في درعا، إن نحو 150 شخصا قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية.
وحاول مفتي الديار السورية الشيخ أحمد حسون الذهاب بالانتقادات بعيداً عن الحكومة، وقال لفضائية ''الجزيرة'' إن الحكومة ستثبت في غضون ساعات أن إراقة الدماء يقف ورائها أناس من خارج سوريا.
وبالرغم من جهود الأسد للتهدئة، فإن الدعوات للإطاحة به آخذة في التزايد، فالاحتجاجات تتواصل في كل أنحاء البلاد مع رفض المعارضة لكل الخطوات التي يقوم بها الأسد.
وكتب نشطاء على صفحة ''ثورة سورية 2011 ''على فيسبوك :''وأين الستة عشر ألف سجين المعتقلين منذ ما يزيد على ثلاثين عاما؟ إن وعودكم الفارغة لن تخدع الشعب.. سنواصل (احتجاجاتنا)حتى تتحقق مطالبنا''.
وحذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي السبت السلطات السورية من مغبة الاستمرار في قمع المتظاهرين المطالبين بالحريات وبالاصلاح، وذلك بعد سقوط عشرات القتلى في التظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت الاسبوع الماضي.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي سورية إنه ينبغي على سورية أن '' تتعلم دروسا من الأحداث التي شهدها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مؤخرا والتي أوضحت أن قمع الاحتجاج السلمي بالعنف لا يخفف شكوى أولئك الذين خرجوا للشوارع، بل ويتمخض عنه خطر آخر يتمثل في خلق دوامة غضب وعنف وقتل وفوضى''.
بدورها دانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون السبت بتعابير شديدة اللهجة الرد ''القاسي'' الذي اعتمدته السلطات السورية على ''المطالب المشروعة'' للمحتجين.
واعربت اشتون في بيان يوم السبت عن ''صدمتها لمواصلة القمع العنيف للمتظاهرين''، ودعت النظام الى ''الاستجابة للمطالب والطموحات المشروعة للشعب عبر الحوار والاصلاحات السياسية والاجتماعية-الاقتصادية العاجلة''.
من جهة أخرى، قالت وكالة رويترز إن مكتب الأمن القومي الذي يديره اللواء هشام البختيار أصدر أمراً لوزارة الإعلام السورية بإنهاء اعتماد مدير مكتب الوكالة بدمشق، الإعلامي الأردني خالد يعقوب عويس ''فوراً وبأسرع وقت'' .
وزعمت مصادر في وزارة الإعلام السورية أن ''الأمر يعود لقلة مهنيته ونشره لأنباء عارية عن الصحة في التظاهرات التي تنهض في سوريا مطالبة بالحرية والكرامة ومحاربة الفساد''، تم ترحيل عويس في وقت متأخر الجمعة.
وقالت جريدة ''الإندبندنت'' البريطانية يوم السبت إن:'' القوات السورية فتحت النار على المتظاهرين الجمعة، حيث إن الاحتجاجات اجتاحت البلاد على نطاق لم يسبق له مثيل، وفي جنوب مدينة درعا، حيث بدأت حركة الاحتجاج قبل أسبوع، فتح الجنود النار على المتظاهرين الذين أضرموا النار في تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد، الذي يحكم ابنه سوريا منذ عام 2000، مطالبين في أول الأمر بإصلاح النظام، ولكن الدعوة تتزايد من أجل الثورة''.
وانتفض الشعب السوري ثائراً الأسبوع الماضي بعد أن اعتقلت الشرطة عشرات من الأطفال في محافظة درعا لكتابة الشعارات المناهضة للحكومة على الحائط، وحاولت الأجهزة الأمنية سحق المتظاهرين بالقوة مما أدى إلى مقتل 37 منهم في المسجد الأربعاء الماضي.
والاحتجاجات هي أكبر تحد محلي لعائلة الأسد منذ أوائل 1980، عندما قام الرئيس حافظ الأسد بسحق انتفاضة سنية في حماة حيث قتل نحو 10 آلاف شخص عام 1982، إلا أن الاحتجاجات الحالية تحمل صبغة علمانية.
وعرض الأسد تنازلات للمحتجين مثل إنهاء حالة الطوارئ التي كانت موجودة منذ عام 1963، وزيادة حرية الصحافة واعدا بزيادة الأجور لموظفي الحكومة، وقال إنه سبق وأعرب عن ثقته بأن الاحتجاجات لن تمتد إلى سوريا من تونس ومصر، اعتقادا منه بأن وثائق التفويض القومية لعائلته والمواجهات مع إسرائيل والولايات المتحدة سوف تحصن سوريا من الاضطرابات. وتولى حزب البعث السلطة في سوريا منذ عام 1963.