بعد مرور 4 ساعات على فتح باب التصويت على تعديلات الدستور يبدو المصريون أمام مشهد اقتراع تحكمه معطيات مختلفة إذ تغيب عنه الشرطة مكتفيةٍ بالتواجد فقط خارج اللجان، فيما يُحكِم القضاة سيطرتهم على الصناديق لمنع تسويد البطاقات، أما الناخبون فيقبلون بكثافة للإدلاء بأصواتهم مع اختلاف الدوافع.
غير أن الساعات الأولى للاستفتاء كشفت أن التيارات الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، تحاول حشد الأصوات وتوجيهها نحو خانة "نعم"، لتبدو هذه التيارات وكأنها تملأ فراغ الحزب الوطنى الذى تخصص طوال الـ 30 عاماً الماضية فى توجيه الأصوات.
فى محافظة الجيزة تواجد الإخوان المسلمين بكثافة خاصة فى إمبابة والوراق وحذروا الأهالى من رفض التعديلات بدعوى ضرورة الحفاظ على المادة الثانية من الدستور، وفى المرج بالقليوبية تواجد أنصار الجماعة الإسلامية أمام اللجان ودعوا المواطنين إلى التصويت بـ"نعم"، لقطع الطريق على من وصفوهم برافضى إسلامية الدولة.
فى المقابل توضح المؤشرات الأولية أن القوى السياسية وأنصارها صوَّتوا بـ"لا"، اقتناعاً منهم بأن التعديلات هى بمثابة "ترقيع" لا يناسب مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، كما ذهب الأقباط إلى مقار التصويت، معلنين عن نيتهم التصويت بـ"لا" رغبةً فى وضع دستور جديد.
وفى منشأة ناصر بالقاهرة وقعت مشادات بين الشباب الرافض للتعديلات الدستورية وشباب الإخوان الذين حاولوا حشد الأصوات وتوجيهها للتصويت بـ"نعم"، لكن الشرطة تدخلت لإنهاء الاحتكاكات.
وشهدت مناطق الزاوية الحمراء والشرابية وشبرا إقبالا شديداً من قبل الأقباط للتصويت بـ"لا" على التعديلات الدستورية، وفقا للتعليمات الصادرة عن الكنائس المصرية أمس، وخرج الأقباط فى مجموعات من الكنائس ومناطق تجمع أخرى شوهد فيها قساوسة وراهبات.
وشهدت لجان حى شبرا الخيمة أول وثان إقبالاً ضعيفاً من قبل المواطنين، رغم انقسام المنطقة إلى جبهتين، الأولى حى شبرا الخيمة أول التى يقع بها عدد كبير من المؤيدين للتعديلات، بفضل وجود النائب الإخوانى السابق الدكتور محمد البلتاجى الذى التزم بما أعلنته الجماعة وحشد الآلاف من أنصاره للتصويت بـ"نعم "على التعديلات.
أما الجبهة الثانية فهى جبهة الرافضين للتعديلات وتقع بحى شبرا الخيمة ثان التى كان يمثلها فى السابق النائب جمال زهران والذى بذل جهودا كبيرة فى الأيام القليلة الماضية لإقناع الناخبين برفض التعديلات عبر تعليق العديد من اللافتات، تأكيداً على مطالب الثورة التى نادت بإعداد دستور جديد للبلاد، ورغبه فى إجراء إصلاح حقيقى شامل لن تفى به تلك التعديلات المحدودة.
ويتوقع المتابعون زيادة عدد المتدفقين على اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم مع تقدم ساعات النهار وخروج عمال المصانع وشركات القطاع الخاص التى لم تلتزم غالبيتها باعتبار اليوم السبت إجازة رسمية.
الحزب الوطنى الذى انحسرت عنه الأضواء، لم يغب تماماً عن المشهد، إذ أعلن الدكتور نبيل بباوى، عضو الحزب والمتحدث باسمه، إن "الوطنى" أصدر تعليمات لجميع أمناء الوحدات الحزبية وأمناء المحافظات، بحشد الأعضاء فى جميع المحافظات للمشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن التعليمات شملت حث المواطنين على التصويت بـ"نعم" وتأييد التعديلات الدستورية من أجل الاستقرار وحصد نتائج ثورة 25 يناير، وكذلك تعليق لافتات أمام مقرات لجان الاستفتاء تدعوهم للتأييد.
وحرص المواطنون فى منطقتى المعادى والبساتين على الحضور واصطحاب عائلاتهم بالكامل من أجل الإدلاء بأصواتهم على التعديلات الدستورية.
وذكر عدد كبير منهم أنهم لأول مرة سنوات طويلة يشاركون ويقومون بالتصويت، مؤكدين رغبتهم فى المشاركة فى الاستفتاء أو أى انتخابات مقبلة، وأوضح بعضهم أنه فى الفترات الماضية كانت الاستفتاءات معروفة النتيجة قبل إجرائها وفى الانتخابات لم يكن لأصواتهم أى قيمة، معتبرين أن الحال الآن.
وقام عدد من الشباب المشاركين فى اللجان الشعبية على رأسها رابطة شباب المعادى بتأمين مقار اللجان الانتخابية التى أعدت لإجراء الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وذلك بدائرتى المعادى والبساتين برفقة قوات من الجيش والشرطة لمنع أى اعتداءات أو أعمال تخريبية قد يتبعها بعض الخارجين عن القانون فى تلك اللجان.
وقامت رابطة شباب المعادى بتنظيم دخول المقار اللجان فى مدارس مصطفى كامل والأسماء وشجرة الدر للوقوف أمام باب اللجان وتوجيه المواطنين إلى لجانهم ومساعدتهم فى الإجابة عن أى أسئلة قد تطرأ على أذهانهم بجانب تجهيز مياه ومناديل