مصريون أمام إحدى لجان الاقتراع في الانتخابات الأخيرة -
نشرت جريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مقالاً تحت عنوان ''من يحتاج الديمقراطية؟'' تحدث كاتبه عن الانتخابات البرلمانية التي جرت في مصر مؤخراً وأسفرت عن سيطرة الحزب الوطني الحاكم على كافة مقاعد مجلس الشعب، إلا القليل من المستقلين وأحزاب المعارضة التي لم تنسحب من جولة الإعادة.
وقال كاتب المقال "جاي بخر" إن انتصار الحزب الوطني والمرشحين المستقلين المنتمين للحزب بأغلبية 95% من المقاعد، يأخذ الشرق الأوسط سنوات للوراء.
وأضاف الكاتب أن القادة في منطقة الشرق الأوسط لم يعودوا يخشوا الولايات المتحدة ولا الغرب بعد رحيل الرئيس الأمريكي جورج بوش ومجيء الرئيس باراك أوباما الذي وصفته يديعوت أحرونوت بـ ''الضعيف"، وأشار التقرير إلى عودة الوحشية، والاعتقالات وسوء معاملة المعارضة والبوليس السري.
وقال المقال إن بوادر الديمقراطية قد تبخرت تحت إشراف إسرائيل، جنباً إلى جنب مع حكومة سلام فياض التي فقدت شرعيتها والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي انتهت فترة ولايته منذ فترة طويلة.
وأشار إلى أن الديمقراطية في الوطن العربي غالباً ما تأتي بالقوة وتكون قصيرة الأجل ومُهينة وهى بعيدة عن تراث المنطقة والتقاليد الدينية، ودائماً ما تأتي بنتائج سلبية، وأن تتحول الدولة إلى حالة من الفوضى كما حدث في العراق، أو أن تتحول إلى دولة إسلامية كما في قطاع غزة.
وتحدث الكاتب عن الوضع في إيران قائلاً "رأينا شرارة - للديمقراطية - في الشوارع، منذ أكثر من عام ، ومع ذلك سمح الرئيس أوباما الذي يكرس للوضع الراهن، لهذه الشرارة أن تموت دون تقديم أي دعم لها، في إشارة واضحة للأنظمة – خاصة النظام الإيراني – بأن الرئيس أوباما يقف في صف هذه الأنظمة ولن يعمل على إسقاطها، وفقاً للكاتب.
أخبار جيدة لإسرائيل
وتطرق الكاتب في مقالته عن علاقة إسرائيل بانتشار الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، وما أسماه بـ "وحشية الأنظمة العربية"، مشيراً إلى أن هذا الأمر سلبي ويدعو للأسف، إلا أنه يحمل في طياته أثاراً إيجابية لإسرائيل".
وأوضح أن المعارضة في الدول الشرق أوسطية أكثر عداوة للدولة العبرية، لتبعيتهم للإسلام المتطرف، وأكد أن "زوال الديمقراطية في تلك الدول يجعلها تستعيد استقرارها، وتستعيد الأنظمة الحاكمة فيها كبريائها".
ولفت بخر في مقاله بالجريدة الإسرائيلية إلى أنه تم كبح جماح الإسلام السياسي الذي بزغ تحت ستار الديمقراطية التي تم تطبيقها بالقوة، ضارباً المثل بمصر حيث لم يتم انتخاب أياً من مرشحي جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات الأخيرة، وكذلك التضييق على حكومة حماس التي فازت في الانتخابات التي جرت في 2006، مشيراً إلى أن بعض أعضاء البرلمان الحمساويين حالياً بالسجن".
وحذر كاتب المقال إسرائيل من التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، مشيراً إلى أنه "إذا أرادت هذه الدول تطبيق الديمقراطية، فسيعملون على ذلك، وإذا لم تريد، فلتدع إسرائيل تلك الدول وشأنها".
وروى الكاتب ذكرياته عن محاولة إسرائيل تطبيق الديمقراطية بالقوة في الأراضي الفلسطينية خلال الانتخابات، التي جرت في أيام الرئيس ياسر عرفات الذي طالبت إسرائيل بألا يكون المرشح الأوحد في انتخابات الرئاسة؛ مشيراً إلى أن هذا ليس دور إسرائيل، ناصحاً الدولة العبرية بعدم الالتفات إلى اختيارات العرب؛ قائلاً "هذا مصيرهم وليس مصيرنا".
وأكد على تحقيق إسرائيل لاستفادة من عودة استقرار الأنظمة العربية، مشيرا إلى أن المنطقة كلها تخاف من الشيعة والإسلام السياسي، فالغالبية - على حد قوله - "لديها علاقات جيدة مع إسرائيل حتى ولو سراً".
وختم الكاتب مقالته بأن الدول الغربية تأسف لتبخر الديمقراطية في العالم العربي، ملفتاً إلى أن من يسعون "للاستقرار، والمسئولية، والتفاهمات الهادئة في الشرق الأوسط، يمكن أن يجدوه في العودة للماضي.