حبيب العادلي وزير
القاهرة- "ما أحلكها تلك اللحظات التي يقضيها برئ بين جدران السجن، وما أصعبه ذلك الإحساس بالظلم الذي يعتصر قلب المظلوم، وما افظعها الكلمات عندما تتدافع من إنسان باحث عن حقه ولا تجد أذن صاغية، وقاتلة نظرات الاتهام عندما تملئ عيون المحيطين، ورائعة تلك اللحظة التي ينطلق شعاع النور ليحطم قيود الظلمة معلنا عن ظهور الحق"، ذلك كان حال الدكتور طارق عبد الغفار استشاري أمراض القلب المتهم البريء من تهمة تسهيل ممارسة الدعارة بعيادته.
بداية القصة كما رواها الطبيب لبرنامج "مانشيت" على قناة " أون تي في" والذي يقدمه الصحفي جابر القرموطي البريء كانت في 6 مارس الماضي بتلقيه مكالمة تليفونية من احد الصحفيين تطلب منه الانتظار بعيادته لوجود حالة خطيرة في تمام الحادية عشر والنصف مساء وبمجرد نزول المساعد الخاص بي، وجدت بعض الأشخاص يمسكون فتاة ويجذبونها بقوة إلى العيادة.
واكتشفت أنها فتاة سبق وعملت معي منذ فترة، وأن من يقتادوها ضباط وعدد من المخبرين ، وبعدها اقتادوني إلى مديرية أمن الجيزة "مكلبش بالحديد" وكأني إرهابي وفي مباحث الآداب بمديرية أمن الجيزة حددوا لي عدد من أسماء لسيدات محترمات، وطالبوا مني أن أكلمهن ليحضرن لي في العيادة بعد الإفراج عني ويقبضوا عليهن باتهامات أخلاقية، لكنى رفضت لان بعض هذه الأسماء كانت معروفة لي وبعضهن إما عملن معي أو كن مريضات لدي .
وأضاف عبد الغفار أنه تم تحويله إلى سجن طره بعد احتجازه 15 يوما في مديرية الأمن بعد تفريغ الشرائط التي كانت مسجلة لمكالماته التليفونية، وطالب نقيب الأطباء أن يحمي أعضاء نقابته عل الأقل أن يرسل محامى من النقابة مع الطبيب الذي يتم التحقيق معه.
طبيب الدقي
وكشف عبد الغفار أنه بصدد تقديم بلاغ في هيئة التفتيش بوزارة الداخلية لطلب التحقيق مع الضابط الذي ورطه في القضية ، كاشفا انه تلقي مكالمة من احد الأشخاص تحذره من نفس الضابط أن يعود وينتقم منه ويورطه في قضية مماثلة ليثبت انه كان على صواب واصفا ما حدث بأنه يشبه "الفجر في الخصومة واستخدام مصطلحات، وأساليب قذرة في حرب غير معروف أسبابها من الأساس.
وأشار إلى أنه لا يعرف ما يريد هذا الضابط منه خاصة بعدما علم انه أرسل المصورين الصحفيين لتصويره وهو محتجز في النيابة وانه كلما ذهب إلى مكان في الداخلية يعلمه الموظفين انه "متوصي" عليه من هذا الضابط .
وقال عبد الغفار انه حقق معه قرابة 10 ساعات متواصلة بالنيابة ، مؤكدا انه شعر بالمهانة والاغتيال منذ بداية القبض عليه داخل عيادته وتوسله للضباط ألا ينزل معهم وهو "مكلبش بالحديد" وسط جيرانه واحتجازه في حجرة المخبرين بمديرية الأمن لمدة 3 أيام متواصلة ، مؤكدا أن الصحافة أكملت الاغتيال وتحولت إلى منزله وأسرته وفى الوقت نفسه كانت النيابة العامة تقوم بالدور الايجابي المحترم في التحقيق معه حيث شعر بآدميته واحترامه أثناء التحقيق معه من قبل وكيل النيابة والذي أكد له أنه لن يستجيب للضغوط الإعلامية لكن العدل وحده هو الذي سيتم تنفيذه .
وقال عبد الغفار: "سأتقدم ببلاغ ضد أي ضابط أساء لي ، وأحترم جهاز الشرطة ، وأرى في النائب العام ورجاله ( محامى الشعب )، ومصر ستظل بخير".
ومن جانبها، أكدت الدكتورة وفاء خالد الأخصائي الأول بجامعة القاهرة وزوجة الطبيب أن الهدف من هذه القضية، كان الإساءة لسمعة زوجها لأنه كان مرشح لمركز كبير في معهد القلب ، وأكدت أن وزير الصحة طلبه لمنصب ما ووصلتها المعلومة من خلال العديد من زملائه بالمعهد فكان الهدف واضحا في القضاء عليه مهنيا، نافية أن يكون زوجها تورط في هذه القضية قائلة : " لا يستطيع تحايل ضابط شرطة أن يهدم قيمة الرحل الذي عشت معه 25 عاما كان فيه مثالا للزوج الصالح الذي يحرص على أداء الصلاة".
يذكر أن مكتب النائب العام المستشار عبد المجيد محمود تلقى مذكرة من النيابة العامة بمنطقة الدقي بمحافظة الجيزة ينفي ما جاء في القضية المتهم فيها الدكتور طارق "طبيب الأوعية الدموية" باستقطاب النسوة الساقطات إلى عيادته بمنطقة الدقي لممارسة الرذيلة معهن مقابل أجر مادي والترويج لهن بين أصدقائه ، وأكدت تحقيقات النيابة في القضية عدم صحة رواية رجال الشرطة وعدم تورط الطبيب في القضية، وأنه لم يتم القبض على أي فتيات في عيادة الطبيب.