- أكد الدكتور مصطفي مراد الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر أن صدقة الفطر واجبة علي الفقير الذي لديه من المال ما يزيد عن حاجته وحاجة من تلزمه نفقته يوم العيد وليلته.. وأنها حق الله سبحانه وتعالي لا تسقط بفوات وقتها، وإنما تستمر دينا في رقبة من لم يؤدها.
وأضاف مراد في تصريحات لجريدة الأهرام نشرتها في عددها الصادر يوم الجمعة، أن زكاة الفطر فرضها الله عز وجل طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين وفيها معني الفرح والسرور والتآخي والمحبة والرحمة.. فإن إحساس المسلم بأخيه من أعظم الكربات فإذا كان هذا في يوم العيد كان أولي وأعظم.
وتابع مراد: في الحديث فرض رسول الله صلي الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو صاعا من شعير علي العبد والحر، والذكر والأنثي، والصغير والكبير، من المسلمين. واستنبط العلماء من هذا المعني أن زكاة الفطر علي كل من كان حيا من المسلمين.. فمن ولد قبل فجر يوم العيد بلحظة واحدة فهو من أهل الزكاة.. ويدخل في ذلك الكبار والصغار والشباب والشيوخ.
وبعض العلماء استحب أن تدفع عن الجنين الذي قارب أن يولد عند الجمهور.. والزكاة واجبة عند الجمهور علي من لديه من المال ما يزيد عن حاجته وحاجة من تلزمه نفقته يوم العيد وليلته.. وقد يقول قائل شخص بهذا المستوي من الفقر يدفع زكاة الفطر.. نقول يدفع قليلا ويأخذ أكثر منه ليتعود علي العطاء وليحس بالعزة وليعتبر نفسه من أبناء اليد العليا.. ويجب أن يخرج زكاة الفطر عن كل من تلزمه نفقته من ذكر وأنثي.. فإذا تزوج أحد أولاده فلا يخرج عنه لأنه استقل بذاته.
وأشار مراد إلى أن زكاة الفطر مقدارها صاعا من تمر أو صاعا من شعير أو غير ذلك من الحبوب والبقول وتساوي2 كيلو جرام تقريبا وإن زاد فهو أفضل.. والأولي أن يكون إخراج الحبوب مماثل لغني الإنسان.. فمن كان ثريا فليأخذ بصاع الزبيب مثلا.. وبعض أهل العلم أجاز خروجها قيمة والعبرة بحال الفقير فإن كان الفقير أحوج إلي المال أعطيناه مالا.. وإن كان أحوج إلي الحبوب أعطيناه حبوبا.
وأوضح أن زكاة الفطر يجوز نقلها من بلد لآخر إذا كانت البلد المنقول إليها أشد فقر وحاجة أو كان المزكي لا يعلم فقراء إلا في هذه الديار لأن من شروط الزكاة أن تعطي للفقير والمسكين.. والمسكين يملك ولكن لا يكفيه.. والفقير الذي لا يملك شيئا.. ولذلك في الحديث قال النبي صلي الله عليه وسلم
ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة و اللقمتان إن المسكين المتعفف اقرءوا إن شئتم
لا يسألون الناس إلحافا). وهذه الطبقة أري أن نهتم بها ونقدرها ونبحث عنها لأنها هي الطبقة السائدة في معظم المجتمعات الإسلامية والتي تستحق الزكاة.
وطالب المزكي أن يكون في غاية الحرص علي شعور الفقير وألا يحرجه بأي أسلوب أو طريقة.. ومن باب أولي أن يقدمها له في صورة هدية أو نحو ذلك لأن كسر القلوب من أعظم الذنوب لاسيما أن كان قريبا أو جارا أو عزيزا.
وأشار إلي أن الوقت المستحب لإخراج زكاة الفطر بعد غروب شمس آخر يوم في رمضان إلي قبل صلاة العيد وبعض العلماء قال قبل العيد بيومين بل وجعلها البعض في رمضان كله.. ومن أخرها حتى صلي للعيد كره ذلك وقيل يحرم.. فعن ابن عباس رضي الله عنه قال
فرض رسول الله صلي الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللهو والرفث وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات).. وعليه أن يؤديها لأن ذلك حق الله وليعلم أن هذه الزكاة لا تسقط بحال من الأحوال علي علي العبد إلي أن يموت فإن لم يدفعها ومات أخذت من ماله قبل تقسيم الميراث ومن لم يخرجها عامدا متعمدا فقد أتي آثما عظيم وذنبا كبير