المعارض المصري سعد الدين إبراهيم -
القاهرة - صرحت جماعة الإخوان المسلمين بأنها لم تطلع على البيان الذي وقع عليه المعارض المصري سعد الدين ابراهيم لدعم جمال مبارك فى انتخابات الرئاسة المقبلة، مضيفة أن من حق الجميع الترشح في انتخابات حرة.
ومن جانبه، قال عضو الجماعة محمد البلتاجي " تأييد ترشح جمال مبارك يعني القبول بالعيوب الموجودة في الدستور" .
كان أكثر معارضي "التوريث" فى مصرسعد الدين قد نفى مبايعة جمال مبارك لرئاسة الجمهورية، وجدد مطالبته للرئيس مبارك بتعديل الدستور وإجراء انتخابات نزيهة إلا أن توقيعه على بيان دعم جمال مبارك للترشيح للرئاسة اثار حالة من الإحباط والغضب في أوساط المعارضة المصرية.
وقال إبراهيم في بيان رسمي :" إن نضالي من أجل انتخابات حرة ونزيهة، قبل عشرين عاما كان السبب المباشر لكيل الاتهامات الجزافية، ومحاكمتي والزج بي وراء القضبان تارة ونفيي خارج البلاد تارة أخرى .. فكيف يصدق عاقل أنني بهذه الخفة والسذاجة أؤيد دعم شخص لم يعلن ترشيحه، ولم يفصح عن برنامجه، وفوق هذا وذاك فهو محدود أو مُنعدم الخبرة التنفيذية العملية؟ " .
وأضاف المعارض المصري "أنه لا ينبغي خلط تأييده لمبدأ ترشيح أي مواطن تنطبق عليه الشروط لذلك الموقع، مع تفضيله الشخصي أو دعمه لانتخابه " .
مشيراً إلى أنه إذا تعمد أي من العاملين فى حملة''جمال مبارك" الخلط بين إعلاني لدعم "لمبدأ"من ناحية، ودعمه لشخص جمال مبارك من ناحية أخرى، فإنه يعني وجود سوء نية مُبيت على تضليل كامل للرأي العام، ونذير سوء لاحتمالات تزوير قادمة لكل من الانتخابات النيابية 2010 والرئاسية 2011 على حد قوله.
وتابع فى بيانه الذي حمل عنوان "بيان إلى الأمة عن بدايات التزوير والتضليل" "أنه كان من باب أولى بهؤلاء المُتحمسين للسيد جمال مبارك أن يحثوه هو ووالده، للانضمام لصفوف المُنادين بإلغاء المواد المعيبة في الدستور (أرقام 88،77،76) حتى تكون أي انتخابات قادمة أكثر نزاهة وأكثر شفافية، مما عاهدناه في الثلاثين عاماً الأخيرة".
وأوضح مدير مركز ابن خلدون أنه صرح لوفد الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك بأنه مع حقه الترشح للرئاسة كغيره من المواطنين، خاصة الذين ترددت أسماؤهم في الفترة الأخيرة كمرشحين محتملين للرئاسة، ومن بينهم الدكتور محمد البرادعي والدكتور أيمن نور والدكتور السيد البدوي وحمدين صباحي والدكتور أسامة الغزالي حرب والدكتور أحمد زويل والدكتور حسن نافعة والفريق عمر سليمان والدكتور عصام العريان والدكتور حسام البدراوي والدكتورة نوال السعداوي والمستشار هشام البسطويسي والمستشار محمود الخضيري والمهندس رامي لكح.
مشدداً على أنهم جميعاً وربما عشرات غيرهم، شغلوا مواقع مرموقة في العمل العام، ومؤهلون للتنافس على موقع رئاسة جمهورية مصر العربية، 'وبعد مُقارنة برامج المُرشحين وأدائهم في الحملة الرئاسية المُرتقبة، يمكن لي ولغيري أن يختار من هو أفضل لشغل هذا المنصب الهام .
وفى سياق متصل، قال المعارض البارز حسن نافعة "إما أن سعد الدين إبراهيم تعب من سنوات النفي في الخارج بعد قمع الدولة له أو أن هناك صفقة مع الحكومة قبلها ليتجنب المزيد من المضايقات" .
وقالت المعارضة البارزة كريمة الحفناوي "لو كان معارضا حقيقيا ما أيد جمال أبدا... جمال من الحزب الحاكم وليس هناك انتخابات نزيهة في مصر وبالتالي فإن الكفة تميل لمصلحة جمال".
ويقول معارضون ومحللون إن الرئيس مبارك أجرى تعديلات دستورية عامي 2005 و2007 أتاحت للحزب الوطني الفرصة لشغل منصب رئيس الدولة في الوقت الذي لا يوجد فيه منافسون أقوياء محتملون من الأحزاب الأخرى.
وفرضت التعديلات قيودا تجعل من الصعب ترشح مستقلين مثل البرادعي وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين المعارضة.
وينفي الحزب الوطني أنه وراء حملة جمع التوقيعات المؤيدة لترشح جمال مبارك الذي انتشرت صوره على الجدران في الأحياء الفقيرة في القاهرة ومدن مصرية أخرى.
وقالت باربره زوجة المعارض المصري "إنه وقع على بيان تأييد لترشح جمال مبارك يوم الأحد قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة".
وقال أحمد شقيق إبراهيم "منطقه أنه أيد حق البرادعي و(المعارض البارز) أيمن نور في خوض الانتخابات ما دامت حرة ونزيهة،وهو الآن يؤيد جمال ما دام يخوض الانتخابات عبر القنوات الصحيحة" .
يذكر أن المعارض المصري سعد الدين إبراهيم الذي يحمل الجنسية الأمريكية قد عاش في الخارج منذ عام 2007 لتجنب احتمال سجنه في مصر.
وصدر عليه عام 2008 حكم غيابي بالسجن لمدة عامين في قضية أقامها محاميان مؤيدان للحزب الوطني اتهماه فيها بالإضرار بسمعة مصر وهو حكم ألغته محكمة استئنافية قالت إن هذه التهم يمكن أن توجهها النيابة العامة وليس الأفراد.
وكانت تلك القضية واحدة من عدة قضايا أقامها ضده ساسة وغيرهم بعضهم مقربون من السلطات المصرية.
المصدر : القدس العربي ،