مع اقتراب انتخابات مجلس الشعب وانتخابات الرئاسة دخلت الشبكة العنكبوتية وما تحتويها من مواقع تواصل اجتماعي، وتحديداً الفيس بوك
افي حلبة الدعاية الانتخابية، وبدء المرشحون يطلقون حملاتهم الدعائية مبكراً من خلال الفيس بوك الذي بات القاسم المشترك في كافة مناحي الحياة وخاصة الحياة السياسية.
وتتضمن الدعاية من خلال "الفيس بوك" نشر صور الزيارات المختلفة للمرشحين، تواصلهم مع الناس بشكل مباشر، بث قناة خاصة عن المرشح، وإنشاء جروبات للمرشحين.. كلها أشياء أصبحت مألوفة، الجديد أنها بدأت مبكراً هذا العام عن كل مرة.
تقول وفاء المندوه، مرشحة مجلس الشعب لعام 2010 وسكرتير عام مركز الزرقا، التي صممت جروب على "الفيس بوك"، كتبت فيه المراكز التي تقلدتها، ونشاطاتها السياسية، " كان وارداً حل البرلمان لظروف معينه فحرص الجميع على التواجد والظهور على الساحة، بالإضافة إلى إصرار الحزب الوطني الشديد على تقديم مرشحين أقوياء ليخوض بهم معركته الانتخابية على أسس علميه، ليستفيد من شعبيتهم وجماهيريتهم في الفترة القادمة".
وتضيف المندوه "وحتى يتم كل هذا يقوم الحزب بعمل تقييم للرأي العام، مما اجبر أصحاب الشعبيات الضعيفة والغير متواجدين أساسا بين الناس أن ينزلوا لينالوا قدر مقبول من استقصاءات الرأي العام، أما أصحاب التواجد المستمر فاعتمدوا على معرفة الناس بهم بالإضافة لتنشيط أعمالهم بصفة مستمرة".
وترى أن الإنسان لابد أن ينوع من أدواته الدعائية ولا يقف على نوع واحد من الدعاية وأن يوازن بين هذه الوسائل حتى لا يأتي الاهتمام بوسيلة ما على حساب أخرى.. والفيس بوك وغيره من مواقع التواصل الأخرى تعد من الوسائل الجديدة نسبياً حيث أن قطاع كبير من الشباب يستخدم الانترنت ويمكن الوصول لهم من خلال الدعاية التكنولوجية الحديثة.
وتشير إلى أن هناك قطاع آخر مهم من الناس لا صلة له تماماً بالانترنت أو الوسائل الحديثة، وهذا القطاع لا يمكن الوصول له سوى بالطريقة التقليدية، فالمهم هو الوصول للجميع بكل الطرق.
ويتوافق مع وفاء المندوه الدكتور حسن سند مرشح الفئات عن دائرة ملوي في أنه يجب الاهتمام بالحملات الإلكترونية كما التقليدية تماماً.. يقول أحمد شاغلهم مدير حملة الدكتور سند الانتخابية "نعمل منذ عام تقريباً لتلك الحملة، وكان هدف د.سند من هذا هو التواجد بقوة بين مستخدمي الانترنت، بنفس قوة التواجد في الشارع مع المواطن البسيط".
ويضيف شاغلهم "بدأنا في تكوين فريق العمل من مصمم جرافيك، مصمم للصفحة الخاصة والجروب على الفيس بوك، كما أنشأنا صفحة للحملة، قناة على اليوتيوب، وأقوم بإخراج الفيديوهات الخاصة بدكتور سند".
ويقول دكتور سند "المعنى الدقيق لما نقوم به في حملتنا هو التسويق، اينعم ليس تسويق منتجي ولكننا بصدد التسويق لشريحة أفضل طرق الوصول لها الانترنت، خاصة وان الانترنت أصبح أداة إعلامية مؤثرة في الشباب الذين نريد التفاعل معهم، كما أننا نتلقى دوماً الاقتراحات، لنتعرف على آراء الشباب وميوله".
ويعلق على قول البعض بعدم أهمية شريحة من تحت 18 قائلاً "إنها شريحة هامة جداً، تؤثر في المنزل نفسه وهذه فائدة عظيمة، قد يكون الأب غير مطلع على ما يحدث في الانترنت وحين يقتنع الابن بما نقوم به سيعرف الأب والأم، حتى انه جاءتنا مكالمات تعلق على حملتنا من شخصيات هامة وصل لهم جهودنا في الحملة من خلال الأبناء".
ويضيف "استخدام الانترنت ليس مقصوراً على المواقع الاجتماعية فحسب، وإنما جمع قاعدة من الايميلات لمراسلة الناس بالجديد، واستخدام خدمات المواقع كخدمات مصراوي، كما أن إدارة الحملة نفسها تتم من خلال خط ساخن على الويب بين فريق العمل الموجود في أكثر من محافظة بين شرم الشيخ، القاهرة، المنيا، سوهاج، أسيوط".
د.عيد بلبع، أستاذ البلاغة ووكيل كلية الآداب بجامعة المنوفية، مرشح في انتخابات مجلس شعب 2010 للمرة الأولى، عن دائرة كفر الدوار، محافظة البحيرة، ولكنه كان رئيساً للمجلس الشعبي المحلى مركز كفر الدوار، ويهتم بحملته الدعائية على الانترنت ابنه "محمد عيد"، مدير مكتب أمين عام صندوق تطوير التعليم برئاسة مجلس الوزراء.
ويقول محمد عن اشتعال الدعاية مبكراً هذا العام أنها بسبب إعلان الحزب الوطني أن مرشحيه سيتم اختيارهم من خلال استطلاعات الرأي، ولهذا بدأ المرشحين مبكراً ليتعرف عليهم رجل الشارع وتكون نتيجتهم ايجابية.
أما عن استخدام الفيس بوك في الدعاية فيرى محمد انه أصبح حقيقة مفروضة علينا، يهتم به الجميع بمختلف الأعمار، كما أن الانترنت أصبح الوسيلة الأساسية للحصول على المعلومة بالنسبة لشريحة كبيرة.
ويضيف "أي شخص مثقف وواعي مقبل على الانتخابات يجب أن يستعين بالفيس بوك لعدة أسباب منها: انتشاره بين الشباب، قدرته على توصيل المعلومة، سهولة تصميم الجروب عليه، سهولة التواصل بين المرشح والناخبين، كما يمكنك من قياس رد فعل الجمهور".
وتابع "ما لاشك فيه كون الشباب هم مستقبل الأمة، لذا نحاول إشراكهم في الحياة السياسية وتفعيل جهودهم، ثم اتفق مع المرشحين السابقين على كون الدعاية الالكترونية لازالت لا تغنى عن الدعاية التقليدية على الأقل في هذه المرحلة خاصة مع وجود طبقة لا صلة لها بالانترنت.
أما عن آراء المتخصصين فيقول د.عبد الله الأشعل، المتخصص في العلوم السياسية والسفير الأسبق "بدء الدعاية مبكراً ظاهرة جيدة، وتدل على عدم تسليم الناس بما يحدث من تزوير داخل لجان الانتخاب، ولم يتأثروا بما حدث في انتخابات مجلس الشورى، فتوزيع أعداد الكراسي مسبقاً اكبر دليل على ما يحدث من فساد".
ويضيف د.عبد الله، "انه تناقش مع عدد من المرشحين الذين حدثوه عن استحالة الترشح مستقل في ظل حالة التزوير التي تسود البلاد، وان هناك من المرشحين من رضخوا للأمر الواقع ودفعوا كما اخبروه حتى ينجحوا، ومنهم صديق له مرشح من إحدى قرى الشرقية وطُلب منه 5 ملايين مقابل النجاح".
ويسخر "هاني.أ" محاسب شاب من أساليب الدعاية الجديدة ويقول "واضح أن السادة النواب "استخسروا" أن الشعب يستفيد من اللافتات "القماشية" بعد نهاية فترة الانتخابات بخياطتها كملابس داخلية كما كان "عمرو عبد الجليل" في فيلم دكان شحاتة يفعل، فجعلوها بلاستيكية!!
وخالفته في الرأي مي محمد "لابد للفرد من التقدم في استخدام الوسائل المتاحة في شتى المجالات طالما لا تضر، واستخدام الانترنت أو المواقع الاجتماعية واللافتات البلاستيكية الخ.. كلها وسائل مشروعة بل أنها تزيد من معرفتنا بمرشحي المحافظات الأخرى أو الأماكن البعيدة، فتلك هي إحدى مميزات التكنولوجيا".