لو سألتنى عن موضوع فيلم "محمد سعد" الذى عرض فى الموسم الصيفى وعنوانه "اللمبى 8جيجا" لما استطعت أن أجد إجابة رغم أننى ركزت كثيراً فيما أراه على الشاشة من خيالات متحركة يفترض أنها عن قصة كتبها "محمد سعد" نفسه، وأعد لها السيناريو "نادر صلاح الدين" وأخرجها "أشرف فايق".
بدون مبالغة لا معنى لأى شئ فى الفيلم الذى يعيد بعث شخصية اللمبى من جديد ولكن فى صورة تخلو من تلقائيتها وعشوائيتها وتعليقاتها اللاذعة، مجرد صورة باهتة تثير الرثاء والالم على موهبة أظن أنها حقيقية اسمها "محمد سعد" الذى يتراجع من فيلم إلى آخر بدرجة تتجاوز توقعات أكثر المتشائمين!
"اللمبى 8 جيجا" يحول - دون أى مقدمات - شخصيه اللمبي المواطن العشوائى إلى محام أمام محاكم النقض مرة واحدة وذلك من خلال كارنيه مزور.
شئ مثل ذلك كان يكفى تماماً لتقديم مفارقات ناتجة عن وجود شخصية خارج المجتمع فى قلب المجتمع ومشاكله وناتجة أيضاً من التناقض بين شخص يتعثر الكلمات على لسانه ولكن صناع الفيلم قرروا أن يخترعوا حكاية لا يمكن أن تراها يسقط اللمبى على الأرض بعد تزحلقه فى قشرة موز، وفجأة يقع فى يد طبيب يلعب دوره "يوسف فوزى" هو بالمصادفة صاحب تجربة يريد تطبيقها وهى أن ينقل إلى عقل "اللمبى" كميات ضخمة من المعلومات التى تشمل كل بيانات السجل المدنى وكل القوانين والدساتير.
ولأن الحكاية بأكملها ساذجة وعبثية وتستهدف الاستخفاف بالعقول، فإن هذا يكسب آلاف الجنيهات لينتقل مع زوجته المدّرسة نجلاء "مى عز الدين" إلى قصر فاخر، ويشعر صناع الفيلم بمأزق حقيقى لأنهم يبحثون عن مشكلة يعانى منها بطلهم العشوائى الذى يشكو أحياناً من عدم إنجاب زوجته للأطفال، وأحياناً يتنكر لماضيه الفقير، وأحياناً يتحدى الطبيب المعالج الذى يريد الإعلان عن اختراعه والحقيقة حالة من العبث واللا معقول الذى يؤكد أن الفيلم خرج تواً من مطبخ الفبركة والفهلوة واللامعنى.
ويزيد من مشكلة "اللمبى 8 جيجا" أيضاً إنه فشل فى رسم الكثير من المواقف التى يفترض أن تكون ضاحكة، بل بدا أحياناً أننا أمام إفيهات لم تعد جديدة، كما لم يكن جديداً ولا مدهشاً ان يغنى محمد سعد فى احتفال شعبى هو هنا سبوع لطفل مولود، ولم يعد جديداً أيضاً أن يظهر حسن حسنى ليقول أى كلام عل لسان رجل صعيدى اسمه "هريدى حلقوله زيرو زلْط ملط"!
لم أكن فى الحقيقة أنتظر الكثير من إعادة بعث شخصية "اللمبى" القادمة من أعماق الحارة، والتىتحتاج إلى موضوع ودراما تجعل عودتها مختلفة عما سبق، ولكن ما شاهدته أسوأ بكثير مما تصورته مما يشير إلى أن "محمد سعد" فى مأزق حقيقى قد يؤدى إلى تراجعه لنقطة الصفر!.