ا أستطيع أن أصافحك باليد .. لكني قد أطلب منك أن تضمنى .. نمر أحيانا
بأيام حلوة وأخرى سيئة .. لكن عندما يستهزء بنا الناس لا يجب أن نقلق
أنفسنا بما يقولون فالمشكلة ليست في مظهرى لكن المهم هو جوهري .. .. قد
أكون بلا يدين أو ساقين .. لكنى أحب الحياه ، ومؤمن بإرادة الله وبأن
النجاح لا حدود له طالما هناك أمل فى الله وقدرته .. فالخوف يمكن أن يكون
إعاقه كبيره فى حياتنا إذا تمكن منا ، فلا تجعله ينال منك وتأكد أن الله
معك فى كل وقت وفي كل الأحوال ".
بهذه العبارات أبهر " نيكولاس
فوجيسيك " الحضور برسائل الأمل والمحبة التى بعثها فى نفوس المعاقين ،
واستطاع بها أن يحظى باحترام الجميع في مؤتمر " بالإرداة نتحدى الإعاقة "
الذى نظمته قرية الأمل للتنمية والتأهيل الاجتماعى للمعاقين بالتعاون مع
مكتبة الإسكندريه أكتوبر2008 .
من هو نيكولاس فوجيسيك
........
شاب
استرالى عمره 24 عاما ولد بدون ذراعين ورجلين ، كان يعانى من الاكتئاب فى
طفولته لشعوره بالوحده ، وإيمانه بأنه ليس هناك شخص يعيش معاناته التي
صنعتها طبيعة إعاقته ، لذا فقد حاول الانتحار مرارا .. إلا أن أبويه تمكنا
من تشجيعه وغرس الأمل بداخله ونجحا في إعادته إلى حب الحياه مرة أخرى
والتمسك بها ، حيث أكمل تعليمه المدرسى والجامعى حتى حصل على ثلاث شهادات
فى الاقتصاد وإدراة الأعمال عام 2003 .
فبالإضافة لإجادته للسباحه
وركوب الخيل والجولف وكرة القدم .. فقد استطاع التغلب على إعاقته حتى أصبح
رئيسا لواحده من أكبر المؤسسات الأهلية فى أمريكا التى ترعى الإعاقة وهى
attitudeisaltitude"" ، ورئيسا لشركتين من أكبر الشركات المعنية بمجال
الاقتصاد فى استراليا .
كان نيكولاس يتحلى بإرادة صلبة إذ يقول:
جميع
الأطباء الذين تابعوا حالي أكدوا أنني لن أستطيع المشي، ولكني أصررت على
ذلك
وكنت أملك الحزم الذي جعلني أنتسب الى المدارس مع كل الأطفال الذين
ليس لديهم أي إعاقة
فلم ألتزم بما نهاني عنه الأطباء. وبالإرادة فعلت
ذلك. وعندما كنت طفلاً صغيراً كنت أحلم بدخول
الجامعة وأن أسافر حول
العالم.
وبفضل الله نلت شهادتين جامعيتين خلال 3 سنوات، في الاقتصاد
وإدارة الأعمال والعقارات.
وبفضل هذا العلم، حافظت على كل ما أعطاه الله
لي. وأنا الآن رئيس لشركتين كبيرتين ولم
أتجاوز الـ25 من عمري.
وعن
سبب عدم قيامه بتركيب أرجل وأذرع اصطناعية، يقول:
عندما كنت في السادسة
فكرت عائلتي في تركيب رجلين وذراعين اصطناعية لي، وكانت
الذراع تتحرك
بسهولة ويسر، وكذلك كانت رجلي تتحرك والأطراف أقفلها وأفتحها
ولكن كانت
المشكلة الأولى هي أن وزني كان 12 كيلوغراماً في ذلك الوقت.
تخيل ان لك
ذراعاً اصطناعية وزنها من 2 إلى 3 كيلوغرامات، ولك أن تتخيل 6 كيلوغرامات
أضعها
على ذراعي. هذا لم يسهّل كثيراً، ووجدت نفسي لا أقدر على الحركة.
وبعد 5
أشهر تعلمت كيف أكتب برجلي وكنت مسروراً، فقررت ألا استعمل الأيدي
والأرجل
الاصطناعية.
ولدي الآن كرسي كهربائي وفي العام المقبل سأقود سيارة
لماذا
فعل الله بي هذا ؟
يشير نيكولاس إلى أنه شعر باليأس عندما كان عمره 8
سنوات.
إذ كان يتمنى أن يجد واحداً في هذا العالم بظروفه ذاتها يلعب معه
ويسبح معه. ويقول :
أنا شخص عادي، ولكني مليء بحب الله، وعندما كنت في
سن 8 سنوات حتى 12 سنة حاولت
الانتحار لأنني كنت يائساً من الحياة. ولكن
إرادة الله دفعتني الى التفكير في هذا الأمر الكريه
وبدأت أنظر الى
الحياة بإيجابية إذ ولدت وتربيت وأنا أؤمن بالله.
وفي صغري كنت أتساءل
لماذا فعل الله بي هذا، وعلمت بعد ذلك أن الله لا ينسى عباده حتى
وإن
كانوا بلا أيدٍ أو أرجل. فالله أعطاني الإيمان هدية وأدركت قيمتها في هذا
الوقت.
قدمته منى الشاذلي أمام المشاهدين لبرنامج " العاشرة مساءا "
مؤكدة على مدى إصرار هذا الشاب على المحاولة والإستمرار الدائم ، فأذاعت
تقرير يوضح مدى حماسته ... ممارسته للرياضة ... إبتسامته التى يطلقها ليملأ
الدنيا فرحا خاصة مع الأشخاص الذي يعانوا من إحتياجات خاصة ...
ويقدم
نيكولاس بضع نصائح لأصحاب الاعاقات بكافة أنواعها فيقول:
إنكم ترون
رجلاً بلا ذراعين ولا رجلين يعيش حياة طبيعية ولا ييأس، وأعلم أن الألم
الذي
تشعرون به - أياً كان - فإنه أقل من آلام الكثيرين. والفرصة أمامكم
دائماً.
أحبّوا عائلاتكم، واعلموا أن قيمة الإنسان ليست في شكله ولا
في جسده وإنما في ذاته
وكل واحد جميل بذاته.
ولا تقلقوا على ما
لا تملكونه، وأعطوا الله حقه وآمنوا أن الله معكم دائماً.
وأينما
تجدون الحياة تجدون الأمل، والأمل لا يمكن شراؤه وكذلك الثقة بالنفس.
والله
هو الذي يهبهما لمن يشاء، وكل ما تستطيعون تملكه هو الهدف في الحياة
الحمد
لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً ممن خلق، وفضلنا تفضيلاً.