المجني عليه خالد محمد سعيد
- اعتقلت الشرطة بالإسكندرية عددا من النشطاء مساء الخميس بعد أن قاموا بوقفة احتجاجية أمام قسم شرطة سيدي جابر للمطالبة بمحاسبة اثنين من المخبرين قاما بضرب شاب وسحله حتى الموت بعد أن رفض تفتيشه دون وجه حق.
وكان ما يقرب من 70 متظاهرا قد تجمعوا على الرصيف المقابل لقسم سيدي جابر مساء الخميس ورددوا هتافات تدين اعتداءات الشرطهعلى الشاب خالد محمد سعيد (28 سنة) الذي أصبح يعرف بـ (شهيد الطوارئ)، مطالبين بمحاسبة المسئولين عن ذلك.
وعند منتصف الليل أغلقت أنوار القسم وبعدها بقليل ظهر مأمور القسم وهو يخرج من سيارة بيجو.
ويقول شهود عيان أن الشرطة أتت بكلاب مربوطة كنوع من التهديد ولكن لم تطلقها.
وحاصرت أعداد كبير من قوات الشرطة التابعة لمديرية أمن الإسكندرية المتظاهرين وقامت بالاعتداء عليهم بالضرب، وقامت باعتقال 12 ناشطا منهم واحتجازهم داخل قسم شرطة سيدي جابر، وقامت بالإفراج عن بعضهم فيما بعد.
وقال شهود عيان إن أفراد من الشرطة اعتقلت وتعدت بالضرب على ماهينور المصري وكسرت نظارتها، والطالبة ايمان عبدالله، وهادي محمود، وأحمد كامل وغيرهم، واعتقلت البعض منهم ضمنهم ماهينور.
كما اعتدوا على إبنة خالة القتيل التي كانت ضمن المتظاهرين واقتادتها غصبا إلي داخل قسم سيدي جابر وقاموا بضربها -بحسب شهود العيان-.
كما قامت بسحل أحد المتظاهرين وجره على الأرض أمام بعض القيادات الأمنية التي كانت متواجدة دون تدخل منها.
وأصدر بعض النشاطاء بيانا بأسماء المعتقلين وهم: ابنة خالة شهيد الطوارئ، ماهينور المصري، أحمد جابر، إيمان إبرهيم، إسلام العبيسي المحامي، حسن مصطفى عبد الفتاح، خالد محمد رفيق، محمود الهادي، أحمد رمضان صحفي بالدستور وأخذت منه الكاميرا، وفيق عامر صحفي بصوت الأمة ومعد ببرنامج الحقيقة، مهدي محمد مهدي، وأحمد محمد يوسف.
ضرب المتظاهرين أمام القسم
وسيتم عرض بقية المحتجزين السبت على النيابة المسائية.
ودعى عددا من النشطاء المتضامنين إلى تنظيم وقفة احتجاجية السبت أمام النيابة المسائية الساعة 6 مساءا في المحكمة الكلية بمنطقة المنشية على البحر للتضامن مع الشاب الذي قتل على أيدي الشرطة والناشطين المعتقلين.
كما دعت حركة 6 ابريل إلى وقفة احتجاجية أخرى يوم 13 يونيو الساعة الخامسة في لاظوغلي لمطالبة وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي بمحاسبة المسئولين عن مقتل الشاب.
وقامت أسرة الشاب الذي أصبح يعرف بـ "شهيد الطوارئ" بتعليق نعي على باب الشقة التي يعيشون بها جاء فيه:
"البقاء لله .. توفى إلى رحمة الله خالد سعيد صبحي شقيق كلا من يحي سعيد صبحي، أحمد سعيد صبحي الشهير ب "أحمد ويف"، وعمه ممدوح سعيد صبحي الشهير بـ "دادي".. وستشيع الجنازة بعد صلاة العصر المنارة الباب الأول، والعزاء مساء بالسرادق المقام أمام المنزل 37 بوباستس .. وإنا لله وإنا إليه راجعون".
وسيقوم المتضامنون مع شهيد الطوارئ بجنازة شعبية وصلاة الغائب يوم السبت على الشهيد خالد سعيد في مسجد سيدي جلبر بحضور كافة القوى الوطنية والنشطاء.
وكان قسم سيدي جابر قد شهد وقائع مشابهة كان أبرزها تعذيب مواطن عمره 60 عاماً وتكسير قدميه ويديه وكيه بالنار وجرجرته في الشارع لمسافة 150 متراً بسبب تشابه في الأسماء.
وتعود وقائع مقتل الشاب خالد محمد سعيد (28 سنة) إلى يوم الثلاثاء عندما كان المجني عليه يجلس داخل إحدى محلات الإنترنت الكائن بشارع بوباست بمنطقة كيلوباترا، حيث فوجئ بالمتهمين يقتحمان "الكافية نت" ويدخلان ويطلبان من المتواجدين إبراز تحقيق الشخصية وتفتيشهم بدون وجه حق تحت مسمى قانون الطوارئ، وعندما اعترض المجني عليه على طريقة تعامل المخبرين الهمجية والوحشية، قام المتهم الأول بتقييده من الخلف لشل حركته، وعندما حاول المجني عليه الخلاص منهما قاما بطرحه على الأرض وركله في البطن والصدر، واصطحابه إلى أحد المنازل المجاورة لمحل الإنترنت.
وواصل المتهمان الاعتداء عليه بالضرب المبرح والركل بأقدامهما في مختلف أنحاء جسده، مما جعله يفقد الوعي ونزف سيلا من الدماء من أنفه، واعتقد المتهمان أن هذه هي تمثيلية من المجني عليه، ثم حاول الثاني إفاقته بضرب رأسه في ترابزين سلالم العقار المشار إليه ما أدى لحدوث كسور بالجمجمة التي أودت بحياته.
ومن جانبهم روى عددا من شهود العيان الواقعة حيث قال صاحب السيبر الذي شهد الواقعة: "خل خالد الي السيبر ثلاث خطوات وبعدها هجم علييه اثنين مجهولين من الخلف ولم يتبين انهم مخبرين في اول الامر لللك لم يتم بينهم اي حوار، وقاموا بالتعدي عليه بالضرب".
ويضيف صاحب السيبر: "قمت بطردهم خارج المحل وفوجئت بأنهم يقومون بالاعتداء على خالد بوحشية، وسمعت صوت ارتطام رأسه بالحديد الموجود بجانب باب المحل، وتجمع الناس ليجدوا خالد قد فارق الحياة".
وأوضح أن المخبرين قاما بحمل جثة خالد الي عربه البوكس وذهبوا به بعيدا لدقائق ثم عادوا مع مجموعه كبيره من الضباط وقاموا باإلقاء الجثه في مدخل العماره واتصلوا بالاسعاف.
وقال: "عندما جاءت الاسعاف ورفعت الجثه بالامر ذهبت به الي المستشفي الميري، حيث قاموا بعمل تقرير ابتدائي لوفاته بسبب تعاطيه أقراص مخدره علي حسب الاوامر التي صدرت من الضباط لهم".
يذكر أن نيابة سيدي جابر برئاسة المستشار هاني شرف، تجري حاليا تحقيقاتها الموسعة بشأن البلاغ المقدم من وليد سعيد محامي المجني عليه خالد محمد سعيد صبحي قاسم 28 سنة "صاحب شركة استيراد وتصدير"، يتهم فيه اثنين من "مساعدي قسم شرطة سيدي جابر"، بالتسبب في وفاته بسبب الاعتداء عليه بالضرب وسحله إلى القسم.