أشرف مروان
- أنهت الشرطة الإسرائيلية التحقيق في قضية نشر اسم رجل الأعمال المصري اشرف مروان في وسائل الإعلام، وقامت بتحويل الملف إلى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية لدراسة تقديم لائحة اتهام ضد رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق، الجنرال في الاحتياط إيلي زعيرا، بتهمة الكشف عن اسم عميل للموساد الاسرائيلي، والتسبب بأضرار فادحة للأجهزة الأمنية في الدولة العبرية.
جاء ذلك عشية بدء التحقيق البريطاني في قضية موت الدكتور أشرف مروان في العاصمة البريطانية لندن في يونيو من العام 2007.
وقال محللون للشؤون الإستراتيجية في صحيفة "هآرتس" العبرية رئيس الموساد تسفي زامير آنذاك أكد على أنه كان عميلاً للمخابرات الإسرائيلية فقط.
وقالوا إن قاضي المحكمة العليا، تيئودور أور، الذي نظر في قضية أشرف مروان والاتهامات المتبادلة بين الاستخبارات العسكرية قرر بعد أن استمع إلى شهادات رجال الاستخبارات الإسرائيلية أنّ أشرف مروان لم يكن عميلاً مزدوجاً وأنّه عمل لصالح المخابرات الإسرائيلية فقط، وبالتالي جاء في قراره إن زعيرا ارتكب خطأً فادحاً عندما كشف عن اسمه واتهمه بأنّه لم يكن مخلصاً للموساد.
وعقب قرار قاضي المحكمة العليا الإسرائيلية، قدّم عدد من رجال الاستخبارات المتقاعدين شكوى في الشرطة ضدّ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق وطالبوا بمحاكمته.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية أيضاً إن مروان قام بتزويد المخابرات الإسرائيلية بمعلومات دقيقة ومفصلة عن قرار الرئيس المصري السابق، أنور السادات، في العام 1972 بتغيير الإستراتيجية وخوض الحرب ضدّ الدولة العبرية.
ولفتت المصادر عينها إلى أن المعلومات التي حصلت عليها المخابرات الإسرائيلية من مروان كانت ذات قيمة عالية للغاية، وأن فحصها أكد بشكل غير قابل للتأويل أنّها ذات مصداقية عالية جداً.
كما أكدت المصادر الإسرائيلية أن أشرف مروان قام بتزويد المخابرات في الدولة العبرية معلومة مهمة للغاية جاء فيها أن مصر وسورية ستهاجمان إسرائيل في السادس (أكتوبر) من العام 1973، ولكن شعبة الاستخبارات التي شكت في مصداقيته، لم تأخذ المعلومة على محمل الجد، الأمر الذي أدّى إلى المفاجأة الكبرى في حرب 1973، على حد تعبيرها.
وبحسب المصادر ذاتها فإن أشرف مروان حصل على مبلغ مليون دولار من المخابرات الإسرائيلية على المعلومات التي نقلها، وأن الاتصال معه قُطع بعد عدّة سنوات من حرب أكتوبر 1973، وبعدها انتقل للعيش في لندن.
وقبل فترة وجيزة، قال مصدر أمني رفيع في تل أبيب للصحيفة العبرية، ان الشرطة انهت التحقيق وقامت بتحويل الملف إلى المستشار القضائي للحكومة لاتخاذ قرار في هذه المسألة.
وجاء أيضاً من الناطق الرسمي بلسان وزارة القضاء الإسرائيلية أنّ المستشار القضائي تسلم مواد التحقيق وهو بصدد اتخاذ قرار في الشكوى، وفيما إذا كان سيُقدّم لائحة اتهام ضدّ زعيرا، وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنّ الجنرال زعيرا رفض التعقيب على هذه التطورات الحساسة في القضية، كما أكدت المصادر عينها.
ونقلت الصحيفة عن د. أوري بار يوسيف، من جامعة حيفا قوله إنّه متأكد من أنّ مروان كان من أهم العملاء للمخابرات في الدولة العبرية.
وزاد الدكتور الإسرائيلي قائلاً إنّ اليوم، أكثر من أيّ وقت مضى، بات واضحاً ومؤكداً أنّ مروان زود تل أبيب بمعلومات عن التغيير في مصر سنة قبل الحرب، ولكنّ شعبة الاستخبارات الإسرائيلية التي لم تُصدّقه، لا تحوله بأيّ شكل من الأشكال إلى عميل مزدوج، لأنّ المعلومات التي وصلت منه، كانت متساوقة ودقيقة مع معلومات حصلت عليها إسرائيل من أطراف أخرى.
المصدر: صحيفة "القدس العربي