هل سألت نفسك يوما كيف تتصرف اذا داهمك ألم الأسنان أو تعرض أحد ما لمشكلة طارئه لها علاقة بالأسنان؟
كيف تتصرف واين تذهب وكيف سيعالجك طبيب الأسنان؟
كل هذه أسئلة مهمه جدا نحاول اليوم الاجابة عليها هنا، فالحالات الطارئه في طب الأسنان متعدده منها الآلام المتعلقه بتسوس الأسنان أو التهاب العصب ومنها ماهو متعلق بالتهابات اللثه ومنها ماهو متعلق بمفصل الفك الصدغي.
على الجانب الأخر هناك إصابات الوجه والفكين والتي تتفاوت من بليغة ككسور عظام الفكين أو عظام الوجه إلى بسيطة محددة في الأسنان أو اللثة المحيطة، أما بالنسبة للأسباب المتعلقة فهي متنوعة فقد تكون حوادث السيارات، المشاجرات، السقوط و الارتطام، أو مضغ الأطعمة الصلبة جدا، وسنستعرض هذه الحالات الطارئه.
تتفاوت شدة ألم الأسنان من تحسس بسيط إلى ألم شديد وانتفاخ، وقد يكون الألم بسبب نخر الأسنان (تسوس الأسنان) أو بسبب أمراض في اللثة أو من تحسس من حشوات سابقة أو من تآكل الأسنان وعادة ما يكون ألم الأسنان محيرا ولا يمكن تحديد مصدره تماما.
ولكن قد يستطيع الانسان التنبؤ بسببه، فمثلا الألم الناجم عن التسوس عادة ما يحصل عند تناول أي نوع من السكريات ويختفي بزوال المؤثر وفي الحالات الأكثر تقدما تزداد الحساسية أيضا عند التعرض لأي مؤثر بارد أو حار.
وفي الحالات المتقدمه جدا وذلك عند وصول التسوس الى لب السن والتهابه فان الألم يصبح مستمرا وشديدا لا يستجيب حتى الى المسكنات العاديه، و قد يصاحب النخر في الأسنان انتفاخ في اللثة والأنسجة الداعمة وهذا يدل على وجود خراج في السن وقد يمتد الخراج مسببا انتفاخا في أنسجة الوجه.
أما ألم اللثه فهو مختلف تماما، فغالبا ما يكون ألما خفيفا الى متوسط ويكون مستمرا ويمكن تحديد مكانه وينتج في معظم الأحيان من التهابات اللثه والأنسجه المحيطه بالأسنان وخاصة عند وجود جيوب لثويه عميقه أو خراج لثوي.
وأحيانا قد يكون الما حادا ينتج من اصابة اللثه بمؤثر اثناء الأكل مثل الاصابة بشوك السمك والذي يؤدي الى تكون خراج لثوي مؤلم .
وأحيانا يكون سبب الألم تآكل طبقة المينا أو انكشاف جذور الأسنان والذي يسبب ألما حادا خاصة عند التعرض لمؤثر حار أو بارد وفي بعض الحالات المتقدمه فان ذلك قد يؤدي الى الم مستمر سببه التهاب عصب السن والذي قد يحتاج أحيانا الى علاج العصب للتخلص من الألم.
وفي جميع الحالات يجب على المريض ان يزور طبيب الأسنان لمعرفة سبب الألم الحقيقي ومن ثم علاجه الفوري و لا يحبذ استخدام أدوية غير مسكنات الألم كالباراسيتامول Paracetamol من غير استشارة الطبيب، اذ من الشائع لدى بعض المرضى استخدام المضادات الحيوية من غير استشارة الطبيب وكذلك يقدم آخرون على شراء بخاخ البنج الموضعي ويكثرون من استخدامه وهذا خاطئ جدا لأنه يزيل الألم بصورة مؤقتة فقط من غير علاج السبب في الألم.
ومن الأخطاء الشائعة أيضا هي وضع حبوب البارسيتامول Paracetamol أو الأسبرين Aspirin أو القرنفل في موضع الألم والتي من آثارها الحروق في اللثة التي تؤثر على الأنسجة الداعمة للسن المصاب.
وقبل الوصول الى مثل هذه المراحل المتقدمه فيجب اتباع مبدأ الوقاية خير من العلاج لذا يجب زيارة طبيب الأأسنان بانتظام واتباع طرق نظافة الفم الصحيه والقضاء على أي التهاب أو تسوس في مراحله الأوليه.
خطوات علاج آلام الأسنانغالبا ما يقوم طبيب الأسنان بطرح مجموعة من الأسئله والكشف السريري واجراء بعض الفحوصات مثل أخذ أشعه للأسنان وذلك للتعرف على مصدر الألم.
فاذا كان السبب تسوس الأسنان عادة ما يقوم الطبيب بازالة السوس وحشو السن.
واذا كان هناك التهاب لعصب سن ما فانه يقوم بعلاج العصب وتنظيفه ومن ثم حشوه وقد يستغرق ذلك عدة زيارات.
وعند وجود التهاب حاد مصاحب بانتفاخ لثوي يقوم طبيب الأسنان أيضا بوصف مسكن للألم ومضاد حيوي لبضعة أيام قبل الشروع في علاج العصب النهائي.
وأحيانا قد يضطر الطبيب الى خلع السن المصاب وذلك في الحالات المتقدمه وان حصل ذلك فلا تنزعج كثيرا فهناك البديل المناسب وهو زرعة الأسنان، أحيانا قد يستدعي علاج بعض خراجات الأسنان إلى تنظيفها من الصديد باستخدام الجراحة بالإضافة إلى علاج عصب السن.
أما علاج اللثه فانه يكون غالبا عن طريق ازالة المسبب الا وهو الجير ومرادفه الكلس والذي غالبا ما يكون متراكما على الأسنان خاصة في الجيوب اللثويه المصاحبه لالتهابات اللثه. وأفضل علاج طبعا هو كحت الأسنان عن طريق أخصائي اللثه واستخدام غسول مناسب للفم.
أما ما يتعق بحساسية الأسنان فقد تحدثت عن ذلك بالتفصيل في عدد سابق.
كسور الأسنان ومتعلقاتهاأن كسور في الأسنان شائعة جدا و بالأخص الأسنان الأمامية و أكثر الناس عرضة للكسور، الرياضيون والأولاد في سن 7-14 سنة، ولذلك من المهم معرفة الطرق الوقائية لتفادي حوادث الكسور في الأسنان. واحدى هذه الطرق هي استخدام جهاز واق للفم يسمى واقي الفم (mouth guard).
وهو عبارة قالب مصنوع من مادة شفافة يحيط بكامل الأسنان في إحدى الفكين أو كلاهما معا وبذلك يقلل من شدة الصدمات و ارتطام الأسنان ببعضها البعض، كما وأن الالتزام بقواعد الأمن والسلامة تقلل من خطورة الإصابات بشكل عام .
العلاج عند التعرض لكسر في أي من الأسنان:- تنظيف الفم بواسطة المضمضة بماء دافئ .
- وضع كمادات باردة والضغط على المنطقة المصابة لتخفيف الإنتفاخات المصاحبة للكدمات.
- مراجعة عيادة الطوارئ في المستشفى للكشف وعمل الأشعة اللازمة لمعرفة شدة الكسر وإذا كان مصاحبا لكسور في الفك أو مقتصرا على الأسنان فقط.
- العلاج في عيادة طبيب الأسنان يعتمد على شدة الكسر في السن.
وتصنف الكسور على النحو التالي:1- كحت في طبقة المينا الخارجية للسن (enamel fracture) ويكون العلاج بترميم الكسر بواسطة الحشوات التجميلية.
2- قد يكون الكسر أعمق وواصلا إلى طبقة العاج الداخلية (enamel and dentine fracture) ويكون العلاج في هذه الحالة إما باستخدام الحشوات التجميليه أو تلبيس الأسان حسب الحالة.
3- كسر أعمق متضمنا طبقة المينا والعاج و عصب السن، ويتم العلاج حسب مقدار الضرر في عصب السن ففي بعض الحالات تستخدم حشوات مرممة للعصب و البعض قد يحتاج إلى علاج عصب وجذر السن المصاب.
4- كسر يمتد الى جذور الأسنان ويتراوح العلاج بين علاج العصب وخلع السن خاصة اذا كان الكسر عموديا مسببا انشطار للسن المصاب.
5- أحيانا لا ينكسر السن ولكنه قد يتخلخل و يتحرك من مكانه باتجاهات مختلفه وأحيانا يدخل السن في اللثه والعظم المحيط، وفي هذه الحاله يجب تحريك السن الى مكانه بأسرع وقت ممكن ومن ثم تثبيته بأسلاك مثبته وذلك لمنع التصاقه بالعظم في ذلك الوضع والذي يؤدي الى صعوبة حركة السن بعد ذلك حتى باستخدام تقويم الأسنان.
وفي معظم الأحيان يحتاج ذلك السن الى علاج عصب في وقت لاحق، هذا بالطبع الى وصف العلاجات المناسبه حسب ما يرى الطبيب .
وأهم مايجب ان يقوم به المريض المصاب هو زيارة طبيب الأسنان في الوقت المناسب وعدم الاهمال في ذلك لأن هذه الزيارة مهمة جدا لتقليل الخسائر بقدر الامكان.
سقوط الأسنانأحيانا قد تؤدي الاصابه الى سقوط سن أو أكثر وقد يصاحب ذلك كسورا في عظام الفك، وعلى المريض أن يتصرف بحكمة و لا يقلق لأنه من الممكن إعادة زرع نفس السن في مكانه بشرط أن يتم إتباع عدة إرشادات تساعد في عملية نجاح إعادة الزرع وهي:
- من المهم معرفة أنه كلما أسرع المريض بزيارة عيادة الأسنان بعد الإصابة، كلما زادت نسبة نجاح إعادة زرع السن.
- أن يمسك السن المخلوع من التاج وليس من الجذر وأن يغسله بمحلول الملح أو بالحليب من دون كحت وإزالة الأنسجة المتعلقة بالجذر.
- أن يوضع السن في مكانه في اللثة مع الضغط عليه بواسطة قطعة من الشاش لتثبيت السن في مكانه، وإن تعذر ذلك فيجب وضع السن في محلول مناسب قبل نقل المريض إلى العيادة ومن المحاليل المناسبة هي:
أناء أو كوب من الحليب أو اللبن وإن لم يوجد فمن الممكن الاستعاضة بالماء أو بمحلول الملح (saline) فمن المهم ألا يبقى السن جافا، وأفضل نوع من المحاليل هو الحليب، أو محاليل جاهزة مخصصة لحفظ الأسنان الساقطة تباع في بعض الصيدليات مثل (save A tooth).
- وضع السن تحت اللسان حيث يعمل اللعاب كالمحلول الذي يحفظ الأسنان.
كسور عظام الفكين و الوجهتنتج أكثرية هذا النوع من الكسور بسبب حوادث السرعة والاعتداءات والمشاجرات التي تصيب الوجه، ومن المهم التدخل السريع ونقل المريض إلى المستشفى في الحال حيث تكمن الخطورة عندما تتأثر عظام الجمجمة وقد تسبب نزيفا في المخ أو قد تتضرر فقرات الرقبة وبالتالي العمود الفقري، لذا من المهم فحص المريض فحصا دقيقا وعمل الأشعة اللازمة للتشخيص.
- من المهم التأكد من أن عملية التنفس للمريض طبيعية، وإن لم تكن فيجب عمل الإسعافات الأولية لإرجاع عملية التنفس.
- في حالة وجود نزيف مستمر، يجب على المسعف الضغط على مكان الجرح بواسطة قطعة من القماش للتقليل من حدة النزف لحين وصول المريض إلى المستشفى.
- التأكد من سلامة مفصل الفك وذلك من خلال فحص قدرة المريض على فتح وإغلاق الفم بصورة طبيعية
- فحص الأسنان والتأكد من الكسور فيها أو من سقوط أو تحرك بعضها من مكانه حيث قد تحتاج تثبيتها من قبل طبيب الأسنان وذلك باستخدام أسلاك مثبته لتثبيت الأسنان والعظم معا.
مشاكل المفصل الصدغي الفكيوهو ما يعرف بمفص الفك السفلي، والذي حير الناس كونه يقع أمام الأذن وأعراضه محيره تشابه أعراض التهابات الأذن والجيوب الأنفيه وبعض آلام الأسنان ولذلك سوف نتناوله بالحديث في عدد مقبل.
للتصرف الصحيح في الحالات الطارئة في طب الأسنان، دور مهم لإنجاح العلاج لاحقا فزيارة طبيب الأسنان حال حدوث الاصابه مهمة جدا. وأحب ان أشير أيضا الى أهمية تدريب العاملين في مجال طب الأسنان وكذلك عموم الناس على الإسعافات الأولية لإصابات الأسنان والفكين.