تجمعت اسرائيليات وفلسطينيات وارمنيات يرتدين لباس البحر واحذية ذات كعب عال في مستوطنة يهودية في اطار مسابقة لملكات الجمال وصفها منظم المسابقة الاسرائيلي بانها محاولة لتجاوز الحواجز في الشرق الاوسط.
ونظمت المسابقة ليل الثلاثاء في مستوطنة جيلو التي تعتبرها اسرائيل جزءا من القدس لكنها مستوطنة بموجب القانون الدولي.
وفشل الحدث الذي اقيم على ارض احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها لاحقا في تحرك لا يعترف به سوى الدولة اليهودية في ترك تأثير جيد لدى المسؤولين الفلسطينيين كما ان معظم الفلسطينيات اللائي يتعين ان يتردين زيا يتسم بالحشمة وفقا لتعاليم الاسلام يحجمن عن المشاركة في مسابقات ترتدي فيها المشاركات ملابس تكشف عن بعض من اجسادهن.
وفي العام الماضي انسحبت ثماني فلسطينيات من بلدة بيت لحم ومن بيت جالا في الضفة الغربية من مسابقة مماثلة في جيلو بعد ان تلقين تهديدات بالقتل من النشطاء الفلسطينيين.
لكن هذا العام شاركت فتاتان فلسطينيتان من بيت جالا التي يغلب عليها المسيحيون في المسابقة مع 17 اسرائيلية وارمنية من القدس القديمة.
وفازت في المسابقة الاسرائيلية شيرا فاديدا وجاءت الفلسطينية ماري فرح من بيت جالا وصيفة.
وقالت فرح البالغة من العمر 19 عاما لرويترز "نحتاج للسلام وللتوقف عن قتل بعضنا البعض. هذا الحدث ليس حقا مسابقة جمال لكنه سبيل لاخراج افضل ما بيننا (الفلسطينيين والاسرائيليين)."
وقال ازي نجار منظم المسابقة "يحدوني الامل ان تشارك فلسطينيات اكثر في العام القادم. يتعلق الامر حقا باقامة تعايش سلمي."
وروج نجار وهو رجل اعمال من جيلو لمشروعات اخرى بمشاركة فلسطينية مثل بطولات في كرة القدم وتنظيم حوارات عامة.
وفي الشهر الماضي قامت اسرائيل باجلاء المستوطنين من قطاع غزة وسحب قواتها من القطاع في خطوة يأمل دبلوماسيون ان تحسن مناخ محادثات السلام في الشرق الاوسط.
وتعرضت مستوطنة جيلو لنيران النشطاء من بلدة بيت جالا القريبة في بدايات الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلية التي اندلعت في سبتمبر ايلول 2000. لكن المنطقة يسودها الى حد كبير الهدوء على مدى ثلاث سنوات وبعد وقف لاطلاق النار اتفقت عليه السلطة الفلطسنية واسرائيل في فبراير شباط الماضي. وقبلت فصائل النشطاء تهدئة حتى نهاية العام الحالي استجابة لدعوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال نجار "ليس هناك افضل من جيلو لتعزيز السلام."
لكن اسرائيل مستمرة في توسيع مستوطنات اكبر في الضفة الغربية وهي سياسة يقول الفلسطينيون انها تدمر فرص السلام.
واطلق على المسابقة اسم "ملكة جمال الخط الفاصل" نسبة الى الجدار العازل المثير للجدل الذي تشيده اسرائيل في الضفة الغربية.
وتقول اسرائيل ان الجدار عازل امنى لمنع النشطاء الذين يفجرون انفسهم من الوصول الى مدنها. ويصفه الفلسطينيون بانه مصادرة للارض لان مساره يحتضن مستوطنات خاصة تلك المحيطة بالقدس والتي تنوي اسرائيل الاحتفاظ بها في اطار اي معاهدة سلام في المستقبل.
وقالت ديانا بطو مستشارة الرئيس الفلسطيني معلقة على المسابقة انهم اذا ارادوا في المرة القادمة ان يقيموا حقا مسابقة لملكات الجمال والحديث عن المساواة فيتعين عليهم اقامتها في مكان تتم فيه حقا معاملة الفلسطينيين والاسرائيليين بالمثل وليس على ارض محتلة.
وقالت ان تسمية المسابقة "" تبدو محاولة لاضفاء شرعية على هذا الجدار مضيفة انه ليس خطا فاصلا لان جيلو مستوطنة حيث تحاول اسرائيل ترسيم حدود في اراض محتلة يتعين ان تكون جزءا من دولة فلسطينية.
وتعيش الاسرائيليات اللائي شاركن في المسابقة فيما يسمى "تجمعات الخط الفاصل" التي يحتضنها الجدار ومنها جيلو.
وعزفت فرقة موسيقية من عرب اسرائيل تدعى "أصوات السلام" في المسابقة وقال أحد اعضاء الفريق ان تسليم اسرائيل قطاع غزة للسيطرة الفلسطينية بعد احتلال دام 38 عاما خطوة ايجابية نحو السلام.
وقال الموسيقي شعبان ناصر البالغ من العمر 35 عاما وهو فلسطيني من القدس القديمة "يجب ان ينقي الجميع قلوبهم .. نريد ان نعيش ايامنا في هدوء."
لمشاهده الصور
لمشاهدة الروابط الرجاء ضع ردا أولا ( أذا لم تكن عضوا نتشرف بك للتسجيل هنا ) فضفضه