تختلف أسماك القرش اختلافًا كبيرًا في الحجم والعادات. فأسماك القرش الحوتية ـ وهي أضخم أنواع القرش وأضخم الأسماك جميعها ـ قد تنمو لتصل إلى12م طولاً، وربما تزن أكثر من 14طنًا متريًا أي أكثر من ضعفي وزن الفيل الإفريقي. أما أصغر أسماك القرش فقد يصل طوله إلى 13سم فقط، ووزنه حوالي 28جم. وتعيش بعض أنواع أسماك القرش في أعماق المحيط، بينما يوجد بعضها الآخر قريبًا من السطح. وتعيش بعض الأنواع في المياه الساحلية، بينما يبقى بعضها الآخر بعيدًا في أعماق البحر. ويدخل قليل من الأنواع إلى الأنهار والبحيرات ذات المنافذ إلى البحر.
وكل أسماك القرش لاحمة (آكلة للحوم)، ويأكل معظمها الأسماك الحية بما فيها أسماك القرش الأخرى. وحقيقة فإن العدو الطبيعي الشائع للقرش هو قرش أكبر.
تأكل معظم أسماك القرش فريستها كاملة أو تقطعها قطعًا كبيرة من اللحم. وتسحق بعض أسماك القرش فريستها، بينما ينتزع بعضها الآخر قطعًا صغيرة من اللحم من الأسماك الكبيرة. كذلك تتغذى أسماك القرش بالحيوانات الميتة أو المحتضرة.
ولأسماك القرش شهرة في مهاجمتها للإنسان، ولكن يسجل أقل من 100 هجوم بوساطة سمكة القرش سنويًا في مختلف بقاع العالم.
جسم القرش.
تختلف أسماك القرش من نواٍح عدة عن معظم أنواع الأسماك الأخرى. فعلى سبيل المثال، لأسماك القرش هيكل غير عظمي من مادة قوية مرنة تُسمى الغضروف. ولمعظم أنواع أسماك القرش جسم مدوّر، يشبه إلى حد ما الطوربيد. ويساعده ذلك الشكل الانسيابي في السباحة. وللقروش الملائكية التي تعيش قريبًا من قاع المحيط جسم مسطح مشابه لأسماك الوزنك وأسماك الشّـفنين البحري.
ولأسماك القرش عدد أقل من الصغار في الوقت الواحد مقارنة بمعظم الأسماك، وقد يفقس بيض بعض الأنواع دفعة واحدة نحو ستين صغيرًا أو أكثر، لكن معظمها ينتج عددًا أقل من ذلك بكثير. ولا يعتني الأبوان بصغارهما لدرجة أنهما ربما يأكلان كل هذه المجموعة.
ويخصب بيض القرش في جسم الأنثى مختلفًا بذلك عن معظم الأسماك، ولذكر القرش عضوان يسميان المشيك، يطلقان السائل المنوي إلى داخل الأنثى لإخصاب البيض. ويفقس البيض داخل الأنثى في معظم أنواع أسماك القرش، وتولد الصغار ولادة، وهناك على الأقل 40 نوعًا تضع بيضها خارج جسمها.
الذيل والزعانف.
تستطيع أسماك القرش التحرك بسرعة وعنف عندما تُستثار. وقد سجّل العلماء سرعة القرش الأزرق عند اندفاعه بسرعة فوجدوها تبلغ 69كم في الساعة. ولأسرع أسماك القرش ذيل هلالي الشكل يمدّها بالقوة للسباحة. وعادة مايكون الجزء الأعلى من الذيل أطول من الجزء الأسفل. وتساعد الزعانف الصدرية (الجانبية) المتصلبة في رفع مقدمة الجسم والمحافظة على توازنه. ولمعظم الأسماك مثانة عوم، وهي عضو مليء بالغاز يساعدها في البقاء على عمق معين بدون غرق. ولكن أسماك القرش ليس لها ذلك العضو. وعوضت عنه بكبد كبير مليء بالزيت. وهذا الزيت أخف من الماء مما يحفظ القرش من الغرق. ورغم ذلك يتحتم على أسماك القرش العوم باستمرار حتى لا تغرق.
يوجد فم القرش على الجانب الأسفل للرأس في كل الأنواع ما عدا القرش الملائكي، وقرش الفم الضخم، وقرش الحوت، وقرش وبيغونغ، حيث يوجد الفم في مقدمة الرأس. وللقرش صفوف عدّة من الأسنان. وتحل الأسنان الجديدة محل صفوف الأسنان القديمة تدريجيًا، غالبًا كل أسبوع إلى أسبوعين. ولبعض أنواع أسماك القرش أسنان طاحنة تشبه الضروس، بينما لبعضها الآخر أسنان قاطعة تشبه موسى الحلاقة، ولبعضها الثالث أسنان مدببة. ويعتقد بعض الناس أنه من الضروري لأسماك القرش السباحة على ظهورها عندما تعض، وهذا ليس صحيحًا.
صورة مكبرة للحراشف التى تغطى جسم القرش
تغطي جسم القرش قشور (حراشف) صغيرة تشبه الأسنان وهذه الحراشف قرصية الشكل مما يجعل جلد القرش خشنًا جدًا. ويسمى الجلد الجاف للقرش الشَّـغرين وكان يستعمل كورق صنفرة.
الخياشيم.
تحصل أسماك القرش على الأ**جين من الماء عن طريق الخياشيم كما تفعل الأسماك الأخرى. ولايوجد بأسماك القرش غطاء خيشومي، وهو صفيحة عظمية تقي الخياشيم في معظم الأسماك. لقد استعاضت أسماك القرش بخمسة إلى سبعة شقوق طويلة في الجلد على جانبي الرأس، ويمر الماء خارجًا من هذه الشقوق بعد امتصاص الأ**جين منه بوساطة الخياشيم.
ولاتستطيع معظم أسماك القرش ضخ الماء على خياشيمها كما تفعل أغلب الأسماك. وتسبح أسماك القرش بصورة مستديمة حتى يدخل الماء إلى فمها ويمر فوق خياشيمها، وتُعرف هذه الطريقة في دفع الماء باسم التهوية النفاثة المضغوطة.
الحواس
لأسماك القرش حواس حادّة تعينها على المنافسة بنجاح مع فريستها. فلها سمع ممتاز على الرغم من أنه منحصر في الأصوات منخفضة الطبقة. وتستطيع أسماك القرش التعرف على أماكن فريستها بأصواتها. ويعتقد بعض العلماء أن الخط الجانبي للقرش يعيّن أكثر طبقات الأصوات انخفاضًا. ويعتبر الخط الجانبي نظاما حسيًّا لقنوات مملوءة بالسائل تجري على جانبي جسم القرش من رأسه حتى ذيله. وبمقدور هذا الخط الجانبي استكشاف حركة المياه.
ولأسماك القرش عيون فائقة الحساسية وقادرة على الرؤية بوضوح في الضوء الخافت، بل ولهذه الأسماك أيضا قدرات بدائية لتمييز الألوان، ومع ذلك، ربما لاتستطيع أسماك القرش رؤية كثير من التفاصيل بوضوح. وقد سميت أسماك القرش أنوفًا سابحة، واعْتُقِد ذات مرة أن أسماك القرش تعتمد أساسًا على حاسة الشم لاصطياد فريستها، ومع ذلك، لاتوجد إلا قرائن قليلة على وجود حاسة خاصة للروائح في أسماك القرش.
تستطيع أسماك القرش ـ بدرجة لاتصدق ـ استكشاف المجالات الكهربائية الصغيرة. ولرأس القرش عدد كبير من المسام الصغيرة التي تنتهي بنظام معقد من الأنابيب الحسية، المسماة قارورة لورينزيني، وهي أنابيب حساسة بالمجالات الكهربائية. وتستطيع أسماك القرش صيد الأسماك بعد تحديد موقعها عن طريق إدراك المجال الكهربائي الصغير المنتج بوساطة خياشيمها. ويبدو أن أسماك القرش أيضا تستعمل إدراكها الكهربائي في الملاحة والهجرة.