طارق الشناوى
كثيرا ما نجد نجوم الفن يقعون في مأزق سؤال ما أثناء حوار صحفي أو تلفزيوني أو إذاعي فيضطرون إلى الكذب لأن الإجابة الحقيقية للسؤال ستكشف إحدى خفاياه التي لا يريد إظهارها فيكذب مدعيا عكسها , وقد اصبح واضحا للجميع أن الكثير من الفنانين يدلون بتصريحات ثم ينفون ما قالوه.
ويتهمون الصحافة بالكذب ويحملونها مسئولية نشر الشائعات والاكاذيب رغم انها بريئة من ذلك براءة الذئب من دم ابن يعقوب ,وبعض الفناين يتحدثون علي زملائهم في غيبتهم ثم يأتون أمامهم وكأنهم اصدقاء أوفياء لهم ..وهو ما يؤكد أن غالبية العلاقات في الوسط الفني تمثيل في تمثيل.
"كل الفنانين كذابين" .. هذا ما قاله الناقد الفني "أيمن الشندويلي"؛ حيث أنه يري إنه كلما أجاد الفنان الكذب وأتقنه كلما زاد نجاحه , فالكذب سمه أساسيه في الحياة الفنية وهو انواع .. فالممثل إذا لم يعش في كذبه أنه دكتور أو مدرس أو.... الخ في الشخصية التي يؤديها في العمل الذي يشارك فيه سيفشل لان المشاهدين لم يصدقوا كذبته التي أطل بها عليهم ؛ وكذلك المغني الذي يفرض عليه أن يعيش حاله الحب في الأغنية وهو حزين أو العكس إذا فرض عليه أن يعيش حاله حب ويؤدي الأغنية الحزينة في الوقت نفسه .. فالعمل الغنائي يجبر الفنان يعيش في حاله غير حالته وفي هذه الحالة يجب أن يتقن الكذبة حتى نصدقها نحن كمشاهدين .. وهذا كان القسم الأول من تقسيمه الكذب أما القسم الثاني فقد أطلق عليه " لا أكذب ولكنني أتجمل " ويقصد به الكذب الشكلي أو المظهري الذي تتخصص فيه الفنانات خاصة المطربات فيما يسمي بالنيولوك فنجد مثلا فنانة ما تقول إنها لم تفعل سوى عمليتين تجميل والحقيقة انها أجرت خمس عمليات أو ستة فهذا كذب .. ونجد فنانة أخري تهاجم عمليات التجميل وتقول انه شيء غير مقبول وان من تجري هذه الجراحات فنانه قبيحة ونكتشف في النهاية انها أجرت 100 عمليه تجميل ولكنها تكذب كي تضلل الناس وتقنعهم إن جمالها رباني.
ويضيف الناقد الفني ايمن الشندويلي قائلا " أن القسم الثالث من كذب الفنانين يأتي بهدف تضليل المشاهدين لأعمارهم الحقيقية و هذه الكذبة تستخدمها أغلب الفنانات فنجد فلانة تقوم بتزوير أوراق رسمية من أجل تسجيل بكر في خانة الحالة الاجتماعية و أخري تنفي إن لها أولاد متزوجون ولديهم أبناء حتى لا تعيش دور الجدة العجوز وتظل تخفي الحقيقة حتى وفاتها ثم تنكشف الحقيقة في النعي فيندهشوا الناس ويفاجئوا بسنها الغير متوقع.
القسم الرابع و الأخير " الكذب علي الصحافة " وهنا يتعمد الفنان توصيل معلومة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للجمهور فيرسلها إلى صحيفة ما ثم يكذبها في أخري فيصبح خبره محل الاهتمام والجدل من الكثيرين .. وفي هذه الحالة يستخدم الفنان ذكاءه لحبك الكذبة فغالبا تنحصر أخباره الكاذبة ما بين " زواج , طلاق , إنجاب ... " ويكون هدفه لفت الانتباه إليه أو تسليط الأضواء عليه ومن الممكن أن يكون قصده توصيل رسالة ما لشخص يريد أن يفرسه مثل إحدى الفنانات التي ادعت إنها أنجبت حتى تغار ضرتها .. و أخيرا فالكذب في الوسط الفني يحتاج إلى ثقافة فالفنان المثقف هو القادر علي إجادة الكذب.
أما الناقد الفني والسينمائي " طارق الشناوى " يري إن الفنان من كثرة تمثيله وتجسيده للشخصيات يظل يمثل طول الوقت بمعني انه يمثل 24 ساعة في ال24 ساعة دون فصل بين العمل وحياته العادية التي يجب أن تكون صادقه مع نفسه أولا علي الأقل قبل أن يكون صادق مع الناس من حوله لأن أي شخص يدعي شيء ما ليس فيه فهو يكذب علي نفسه قبل أن يكذب علي الناس وهدف أي فنان من الكذب ليس إلا خلق صورة إيجابية لكسب الجمهور أو لفت انتباه أكبر قدر ممكن من المحيطين وخطف الأضواء من زملاءه في الوسط والفنان كثير الكذب لا تقع عاقبه كذبه إلا عليه وحده ؛ حيث يضع نفسه داخل دائرة الشائعات التي من الممكن أن تؤثر بالسلب علي نفسيته آثر قراءته لشائعة ما ستؤثر علي حياته الأسرية مثلا أو تتسبب في فشله في شيء ما .. كل هذا بدون أن يشعر أن كذبه أول أسباب صدور ورواج هذه الإشاعات.
ويكمل طارق إن ظاهرة كذب الفنانين ليست قديمة والدليل إننا نكن كل الاحترام لنجوم الزمن الجميل فمثلا الفنانة القديرة فاتن حمامه والعملاقة أم كلثوم ... كانا يرفضان الظهور المستمر في اللقاءات حتى لا تجد نفسها أمام سؤال ما إجابته تفقدها احترام الجمهور فتضطر للكذب , وأعتقد إن رفض أو قلة كلامهم كان سر نجاحهم واحترامنا لهم حتى الآن ؛ ولذلك فهم بالفعل نقلوا لنا صدق إحساسهم في العمل والحياة .