عبء ثقيل انزاح عن كتف المرأة بتقدم حقائب اليد متوسطة الحجم على غريمتها الضخمة في سباق الحقائب.
فقد أصبح واضحا، من خلال ما نراه في مجلات الموضة وصور المشاهير وعواصم الموضة، وأيضا ما تطرحه المحلات والمصممون- أن الرسالة التي نادى بها الأطباء لسنوات، وحذروا فيها من مخاطر حمل الأثقال بشكل يومي، قد وصلت أخيرا.
لكن يبقى الفضل الأول إلى تقدم التكنولوجيا، حيث اكتسبت باقي الإكسسوارات، من هواتف جوالة و«آيبود» و«إم بي 3» وكومبيوتر محمول وغيره، رشاقة وخفة، إلى حد أن بعضها أصبح في حجم قلم أحمر الشفاه.
وهذه الرشاقة والخفة هما ما ألغى الحاجة إلى حقيبة كبيرة، وكأنها حقيبة سفر، بل العكس، شجعت على الاستغناء عنها لإبراز جمال الأزياء والمجوهرات، عدا أن هذه الإكسسوارات، بالنظر إلى حجمها تضيع بسهولة بين ثناياها أو في أعماقها، مما يجعل مهمة إيجادها أيضا ثقيلة ومتعبة.
وإلى الآن، لا يبدو أن محاولات البعض ممن ذهبوا إلى تصميم مصابيح صغيرة تعمل بالبطاريات يمكن إضاءتها للبحث عن هذه الإكسسوارات الضائعة في أعماق أو جيوب الحقيبة، مجدية.
وحسب بحث قامت به محلات «ديبنهامز» البريطانية، فإن معدل حجم حقيبة اليوم يصغر عما كانت عليه في السنوات الأخيرة بنسبة 57%.
وأفاد البحث أيضا أن الجيل الجديد من الحقائب يتميز بالحجم الصغير والوزن الخفيف، كما تتوفر على وظائف كثيرة، فيمكن أن تحضن كل الإكسسوارات من «بلاكبيري» أو «آيفون» إلى «آيبود» وما شابهها، بسهولة، مشيرا إلى أن المرأة منذ عامين فقط كانت تحمل ما لا يقل عن 4 كيلوجرامات يوميا على أكتافها أو معصمها.
ورغم معاناتها، فإنه كان من الصعب فطمها عنها، بعد أن تعودتها إلى حد الإدمان، خاصة أن كثيرات اقتنعن بأن حجمها الكبير يموه على وزنهن إذا كان ممتلئا، أي يوحي بأنهن أكثر رشاقة.
لكن هذا كان سببا واحدا من بين عدة أسباب أخرى، فالتصميمات الجديدة نجحت في إقناعهن بالتخلي عن غريمتها الكبيرة، كما أن كل ما فيها يذكّر بتاريخها الأرستقراطي.
فنظرة إلى حقائب الأميرات والملكات تؤكد أن الحجم الجديد كان دائما هو المقبول بالنسبة لهن في كل المناسبات الكبيرة، مع استثناءات قليلة.
وطبعا، كان لظهور نجمات من مثيلات أنجلينا جولي، هايدي كلوم، كايت بيكنسايل، كايت بوسوورث وفيكتوريا بيكام، دور كبير في الترويج لها.
هذه الأخيرة مثلا، إلى جانب إقبالها على حقائب من دار «لويفي» الإسبانية العريقة تتمتع بهذه المواصفات، شوهدت أيضا وهي تحمل حقيبة «بيركين» من دار «هيرميس»، بحجم صغير مقارنة بحقائب الـ«بيركين» الضخمة التي أقبلت عليها بنهم فيما قبل.
صديقتها الممثلة. كايتي هولمز، أيضا تخلت عن حقيبتها الضخمة من الماركة نفسها، أي «هيرميس» التي ظهرت بها سابقا لصالح حقائب أصغر حجما وبتصميمات كلاسيكية.
- في منتصف عام 1990، أدت طفرة الهاتف الجوال إلى زيادة 9 أواق لوزن حقيبة اليد في بريطانيا، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ سرعان ما أضيف الكومبيوتر المحمول إلى أساسيات المرأة العاملة ليصل وزن الحقيبة إلى 11 أوقية، وكلما أضيف إكسسوار جديد، زاد الوزن.
- لحسن الحظ أن الهواتف الجديدة بكل الوظائف والخدمات التي تتوافر بها، عوضت عن الكومبيوتر المحمول في كثير من الأحيان، والـ «إم بي 3» وكاميرا التصوير وغيرها، مما ساعد على انتعاش هذه التصميمات التي سيكون لها أيضا دور في تحسن صحة صاحبتها.
وإلى أن يتم اكتشاف بديل لمستحضرات التجميل ومتعلقاتها من مرايا ومناديل ورقية وعطور وفراش، فإن حقيبة اليد ستبقى متوسطة.
إذا كان الهروب من الحقائب كبيرة الحجم هو وزنها الثقيل وما يسببه من آلام للظهر، وللجيب أيضا باعتبار أنها غالبا ما تكون من الجلد، فإن دار «لوي فيتون» طرحت مؤخرا مجموعة من الحقائب من قماش «المونوغرام إيديل» الجديد.
وهو عبارة عن قماش مصنوع من خليط من القطن خفيف الوزن والألياف الصناعية. وبغض النظر عن أنه خفيف على اليد والعين، ورحيم بالظهر، فإنه أيضا رحيم بالجيب. كل ما عليكِ هو أن تنتظري إلى شهر مارس الحالي لتحصلي على واحدة من هذه المجموعة.