قسم الهرم بيتنا الثانى.. وأنا قضيت نصف عمرى هنا متهما فى قضايا سرقة.. ودى أول جريمة أرتكبها بعيدا عن السرقة من ٢٢سنة.. الضباط أطلقوا على اسم شهرة وهو (رضا الطاير) .. كنت أسرق وأطير زى الحمام».. يضحك.. ويضحك حوله ضباط المباحث.
رضا محمد حسين ضياء «٣٨ سنة» ..المتهم بقتل زوجته سحر رمضان عبدالمجيد «٤٢سنة» فى الهرم وفصل رأسها عن جسدها وتقطيع جسدها الى قرابة ٧٠ جزءا ووضعها فى أكياس قمامة والقائها فى «مقلب قمامة»..رضا يبادرك بالكلام عن نفسه وجرائمه وعلاقته بالضباط.. وبـ«الشتائم» على زوجته وأيامها والسنوات التى عاشها معها والتى وصلت الى ١٧ عاما كاملة قضى منها قرابة ١٠ سنوات داخل السجن،
ويضيف: ضيعتنى وتسببت فى حبسى آخر ٣ سنين ..ابلغت عنى المباحث بأننى سرقت فلوسا وذهبا ودخلت السجن والامراض طاردتنى: قصور فى الشريان التاجى وضعف فى عضلة القلب ورجلى الشمال بتتحرك بصعوبة _ المتهم يتوكأ على عكاز وينتقل به من القسم الى النيابة والى مسرح الجريمة _ وانا فى السجن سمعت ان (مشى مراتى بطّال) وبناتها الاتنين من زوجها الاول تسببا فى فضيحة لنا فى المنطقة.. حصلت علاقات بينهم وبعض الشباب..
بصراحة انا سمعتى فى المنطقة معروفة.. انا مسجل خطر ومتهم فى ٣٩ قضية قبل كده، سمعت كمان ان مراتى ارتبطت بشاب اصغر منها فى السن وكانت بتنفق عليه.. وفوق ده كله قضيت ٣ سنوات فى مستشفى السجن.. زارتنى فيهم مرتين».
أسال رضا عن اول سرقة فى حياته، فيجيب: انا خريج ثانوية ازهرية والله و»حافظ القرآن» كاملا ..المهم سنة ٨٧ كانت اول سرقة فى حياتى ..«نشنت» على شقة ودخلتها من بابها واخدت ذهب وفلوس ...انا شغلى «نضيف»..ادخل الشقة واشطب على اللى فيها.. من غير ولا نقطة دم.. عمرى ما اعتديت على حد ولا مسكت سلاح اهدد بيه حد ..انا عارف ان السرقة حرام ودى فلوس ناس شقيانة فيها ..لكن اعمل ايه ما انا «تعبان» واحيانا الفلوس والدهب بيرجع عن طريق المباحث.
ويواصل: سحر _ يقصد زوجته القتيلة _اكتشفت من خلال اصدقائى ومعارفى ان المنطقة كلها عارفة «مشى البطال» لـ«سحر» ..انا قلت ابعد عنها واستأجرت شقة فى الهرم فى شارع عبدالهادى القوصى ..وتركت لها شقة فى الطالبية ..الكلام ده حصل من شهرين ..انا خرجت فى ١٨ مارس الماضى من السجن..
وقلت لنفسى اعيش بعيد عنها.. قالت اننى عارف كل علاقتها بآخرين وساكت.. بصراحة النار ولعت فى جسمى والدم غلى فى عروقى ..وتأكدت كمان انها «مضروبة بالبودرة» _التحريات اثبتت انها متهمة فى ٧ قضايا بين السرقة والدعارة والمشاجرات والمخدرات وجار عمل تحريات حول سلوكها فى الفترة الاخيرة.
يوم الثلاثاء الماضى وبالتحديد الساعة ٥ مساء دخلت عندى الشقة من غير سبب _ الكلام للمتهم _ يومها كانت «ضاربة بودرة» واحد اصدقائى اتصل بى وقال لى: «دى لسه نازلة من شقة فلان» ..المهم دخلت الحمام.. ونادت على: «تعالى يا رضا» ..توجهت الى المطبخ واحضرت سكينا كبير الحجم ..وقفت فوق البانيو و«ظهرها لى».. وبسرعة مشيت السكين على رقبتها بـ«غل» ..ووقعت على الارض .. والدم غرق الحمام وقالت لى ..»حقك على يا رضا ..انا كده خلاص مت».. ولفظت انفاسها ..
لم تهتز لى شعرة واحدة،خرجت شربت سيجارة واخدت نفسى،ورجعت فصلت رقبتها عن جسدها.. وبدأت «التقطيع «.. كنت مغيبا ..مش حاسس انا بعمل ايه بدأت بـ«القدمين واليدين، وتفننت فى تقطيعها. كان جسمها قوى ..لحمها ملأ حوالى ١٠ اكياس.. التقطيع اخد منى وقت.. قعدت من ٤ الى ٥ ساعات اقطع و«اشفى» واعبي..تصدق عينى ما دمعت لحظة ولا كنت حاسس انى بقطع فى بنى ادم ..كان كل اللى فى دماغى ..الفضيحة والعار وسمعتى فى المنطقة وخيانتها لى، قطعتها حوالى ٧٠ حتة ..٧٥ مش فاكر.
عبأت الاكياس، واحضرت كرتونتين واغلقتهما بإحكام واستدعيت ابنى محمد وابن البواب ..وشالوا الحاجة معايا ..وتوجهنا الى مقلب قمامة وتركنا «الكرتونتين» هناك ..وطلبت منهم يمشوا.. وعدت الى الشقة.. نظفت الحمام وملابسى.. وحاولت انام .. مفيش فايدة ..
تانى يوم لقيت مجموعة من الضباط __ المقدم ايمن بيومى والنقباء محمد الصغير واحمد فاروق وهانى اسماعيل __خبطوا على الباب: انت رضا.. فهمت القصة.. ايوه انا رضا.. تعالى، وقفت امام اللواء على السبكى مدير الادراة العامة لمباحث الجيزة. وقلت له على كل حاجة.
وضحكت لما دخلت على اللواء محمد كمال الدالي _ يتحدث عن مدير المباحث الجنائية _ .. والراجل بص لى من فوق لتحت، وقال لى مش انت «الطاير» ..ياه ده انت كبرت يا ابن «الفياض» _ اسم شهرة تانى _ .. ضحكت اكتر.. وقلت له يا باشا انت كنت يا تعمل المحضر ونسألك دى فيها كام سنة وترد ..٦ اشهر.. سنة، وبصراحة سألته وهو بيعمل محضر التحريات: دى فيها كام سنة: ولم يرد.