وأبحرت سفينة الغريب, تجرجر أذيال الأسى والحزن, وتقتل كل صورة للفرح
في نفسي .... تذكر بشىء واحد هو الدموع ولاشيء سوى الدموع ... وغصات
يتجرعها الغريب الراحل بمرارة, راسماْبها طريقا مرا علقما لأحزانه
وآلامه التي لاتنقضي ... إلا بفناءه ورحيله عن هذه الدار ...
لم أيها الغريب ؟؟!!لم تقتل الأمل بحزنك, وتخنق شعاع النور بظلمة
أحزانك الحالكة!؟؟
لم تصر أن تمهدطريقا من الأحزان والآلام تشقه بيدك وتطأ على أشواكه
بقدمك فتدمي روحي و روحك!!!
لم تقتلني بتلك الدموع الصامتة,باعثا في فؤادي شيئا لاأدرك كنهه ...
ولاأستطيع أن أفك رموزه .. لكنه أي شىء سوى شعور الفرح .. الذي ودعته
منذ زمن طويل...
أيها الغريب! رغم الأحزان إلا إن الأمل يطل وليدا يملؤ دنيا يا ضجيجا
بالفرح ....
أيها الغريب ! لقد قتلت الأحزان ونفسا تحمل الأحزان ... لقد أزهقتها
بيدي ... فأنالاأريد أن أكون غصنا طريا تقتلعه رياح الأحزان كلما هبت
وزمجرت ... بل أريد أن تمتد جذوري في أرض الإيمان لتزداد ثباتا على
ثبات ورسوخا على رسوخ ....
أيها الغريب ....
إليك شمعة الأمل ... هاهي تتراقص بنورها الذي يوعد بالفرج أمدها إليك
... خذها واجعل من نورها نورا يضيء جنبات الكون من حولك ولن يكون ذلك
إلا إذا شع نور الأمل في جنبات تلك النفس الحزينة!
أيها الغريب ! هات يدك وامضي في طريق الأمل .... عاهدني أن تكون ذلك
الشخص الذي أريد والذي تريده الأمة المؤمنة, فالمؤمن القوي أحب إلى
الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير
حينها سترى سفينتي تمخر عباب البحار المتلاطمة الأمواج لتلاقي سفينة
الغريب فترافقها المسير ... والأمل في الغدالقريب يضىء بنوره ذلك
الطريق