لمّا ترى ذبول شمعة أملٍ يزاحمك غيرك على إطفائها ترى ماأنت صانع؟!
أتراك تعطي قيادك لهم كي يغتالوا الأمل فيك ويغتالوك معه أم تنافح وتكافح ببسالة,لتحظى ببقية عمرٍ حتى وإن كان هذا العمر أياماً معدودة!؟
كأنني أتذوق معنى الحياة لأول مرة ٍفأشعر به شيئاً لم أكن أقدرهُ قدره بين أماني متزاحمة وأحلام تتقافز أمامي تقلقني..وتزهِّدُ في قيمة ما بين يديّ.
ولمّا ألتفت مرةً أخرى فارى أمامي نفَساً يعلو وينخفض ونبضاً كما نبض طيرٍ مهيض جناح ,معتلّ روح, يُصارع الموت ويحلم بالحياة..أرضى وتُبسط رياض الرضا في نفسي لتقشع كل همومي اليسيرة وأحلامي التي تراوح دوماً بين مطعم وملبس ومسكن ويعلو صوت العقل المغيب في لذيذ حلم لم يستفق منه صاحبه ولايكاد,أن ارضي يانفس فسيكفيك يسيرُ طعام ,وأن اسعدي يانفس فأنت تجدين قوت يومٍ وأيام..
وأنت يانفس تتقلبين في وثير فراش فتنامين حدّ الموت ,وتتقلبين في أفياء دنياك صحة وعافية..ولذيذ حلم لايقلقه ألم ولاهم ولاغم..فبأي نعمة من آلاء المولى تكذبين أو تجحدين!!
حين تصطفُّ أمامنا زينة دنيا زائفة تلحُّ علينا بأن نلهث ونجري جرياً يفري منّا الأكباد ويهدُّ منّا القوة ويفني العمر , نحن نعرف في قرارة أنفسنا أنّ قصور السعادة الحقّة ماشيَّدت بنيانها إلا على دعائم نفس ٍ آمنة ٍتلتذ بمطعم ٍ وملبسٍ ومشربٍ وترفل في أثواب العافية والصحة.
فمابالنا تشرأب منّا الأعناق لتسابق زيف دنيا ,وتطمحُ بمزيد ٍ لتعُبَّ من متاع ٍزائل لو وضع في كفِّ من يحلم بحياة ٍ ما استطاع أن يستجلب به نفَس أو يردّعن نفسهِ مكروه أويدفع عنها بلاء ...
[][][]...إضاءة...[][][]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"حديث حسن/صحيح الجامع