فجأة دخلت قاعة المحكمة نظرت اذ - بجميلة الجميلات - رائعة الروائع - عظيمة - برغم الشحوب و الارهاق و التعب الذي يبدو عليها وبرغم عمرها الطويل لكنها ما زالت تحتفظ برونقها - كتمثال من الذهب الخالص كل ما اصابه بعض الغبار - صارخه : لقد نهبوني وسرقوني ، أغرقوني بالديون لوثوني باعوني ، قتلوا و اغرقوا و اغتصبوا أخوانهم و اخواتهم نهبوا حقوقهم ، سرقوا اعضائهم ، رموا اطفالي بالشوارع دون رعاية دون تعليم دون علاج ، فاصبح منهم الشاذ و منهم المدمن ، سيدي القاضي : هؤلاء الذين اقسموا بالله بان يحافظوا علي ، هؤلاء أضاعو أبنائي الحقيقيين . انهم لا يفكرون الا في مصلحتهم ، فمصلحتهم أولاً و ثانياً و ثالثأً و أخيراً ... انهم حقاً فاسدين وصل الحال بي ان كل من يربط بأسمى يتهم ( بالا شرف و بالا عدل و بالا عز و بالا نظافه ) فأي عز و أي شرف و اي عدل الذي يتحدثون عنه ... سيدى القاضي انا اصبحت مستعمره لكل فاسد و حاقد و كل طامع .. بكل حزم اعلن القاضي : حكمت المحكمة في القضية المرفوعه من العظيمة الشهيرة ب ( م ص ر ) ضد بعض ابنائها باقصى عقوبة لعقوقهم و فسادهم و بما سببوه لها من الام و حسرة ** صرخت العظيمة وقالت سيادة القاضي : انا لم أأت الى هنا للقصاص منهم فقط اطالبك بالحكم علي هؤلاء الفاسدين ( بان يتركوني و أولادي في حالنا ) ** صوت رصاص هنا و هناك - قتل القاضي و تم احالة القضية لقاضي اخر - غير معروف لدينا - : اعلن القاضي الجديد يبقى الوضع كما هو عليه و على المتضرر عدم اللجوء للقضاء مرة اخري ... اذا شعرت و لو للحظه بأنني اعنيك في هذه القضية و بدأت تتحسس رأسك بيديك ، فانت فعلا ( لست ابن هذه العظيمة ) انت ابن ام اخري غير مصر ..