كيف تساعد طفلك للتغلب على الكوابيس
خولة مناصرة - قد تتحول أحلام الأطفال الجميلة إلى كوابيس، فحوالي 25% من الأطفال يعانون من أحلام مزعجة غير واقعية تتكرر أكثر من مرة في الأسبوع. إلا أنها مرعبة للطفل وللوالدين على السواء، ولكن لا داع للقلق بشأنها، فمعظم الأطفال يتخلصون من الكوابيس من تلقاء أنفسهم، وفي غضون ذلك يقع على عاتق الوالدين تهدئة الطفل وتطمينه ليعود إلى النوم.
وتحدث الكوابيس في وقت متأخر من دورة النوم، أثناء فترة حركة العين السريعة (REM) أي بين الساعة 4و6 صباحا، حيث يستيقظ الطفل مرعوبا ويلجأ إلى الوالدين لتهدئته، مستذكرا تفاصيل الكابوس، وأحيانا يتكرر نفس الحلم المزعج لعدة ليال، وقد يتعذر بعدها إعادة الطفل إلى النوم.
والأحلام المزعجة شائعة بين الأطفال الصغار، رغم ان بعض المراهقين والراشدين قد يعانون منها من وقت لآخر، خاصة هؤلاء الذين يمتلكون خيالا خصبا.
الأسباب
هناك عدة عوامل قد تسبب حدوث الأحلام المزعجة ومنها:
* الضغط النفسي: الناتج عن ضغوط الحياة اليومية كمشكلات الأسرة والمدرسة أو الانتقال من مكان إلى آخر، أو موت عزيز.
* حصول حادث: وهذا شائع جدا بعد حصول إصابة او حادث مؤلم.
* الكتب أو الأفلام المرعبة: نتيجة قراءة هذا النوع من الكتب أو مشاهدة أفلام الرعب وخاصة قبل النوم.
* الطعام قبل النوم: فزيادة التمثيل الغذائي، ونشاط الدماغ يؤدي إلى الأحلام المزعجة.
* المرض: وخاصة إذا رافقته الحمى
* الأدوية: مثل مضادات الاكتئاب والمسكنات القوية والمخدرة.
إن حدوث الأحلام المزعجة من وقت لآخر لا يستدعي القلق، إلا أن الأمر يصبح مصدراً للقلق، ويستوجب استشارة متخصص إذا كان:
1- يتكرر كثيرا.
2- يمنع الطفل من النوم بشكل دائم
3- يؤدي إلى سلوكيات خطرة أو إصابات.
4- مصحوبا بعلامات وأعراض أخرى.
وعند حدوث مثل هذه المضاعفات فان الطفل قد يؤذي نفسه، ويعوض ساعات النوم بالنوم في النهار أثناء الدوام المدرسي، مما يؤدي إلى مشاكل سلوكية في المدرسة.
ولا تتطلب الأحلام المزعجة علاجا إلا إذا ارتبطت بمشكلة طبية او بالصحة العقلية للطفل، فتعالج تبعا للمشكلة المرتبطة بها، فإذا كان التوتر أو الضغط النفسي عاملا مسببا للكوابيس فعلى الأهل تقصي أسباب هذا التوتر والقلق، وبمساعدة أخصائي إذا استدعى الأمر. أما العلاج بالأدوية فنادرا ما يكون ضروريا، ويستخدم للتقليل أو الحد من فترة النوم التي تحدث فيها الأحلام.
كيف تساعد طفلك؟
تحتاج مشكلة الأحلام المزعجة إلى الصبر والإبداع من الأهل لتجاوزها، ويمكن اللجوء إلى الإجراءات التالية:
* التحدث مع الطفل عن الحلم ويطلب منه وصف الحلم وأحداثه، ومن رأى فيه، وما الذي أخافه، ومن ثم تذكير الطفل بأن الكوابيس ليست حقيقية ولا تستطيع أن تؤذيه.
* التحدث مع الطفل حول ما يزعجه ويسبب له التوتر والضغط النفسي أثناء النهار.
* مساعدة الطفل على تخيل نهاية سعيدة لحلمه المزعج، أو رسم هذا الحلم، ومخاطبة شخوصه، أو أن يعبر بأسلوبه عن الحلم المزعج كتابة.
* قد يشعر الطفل بأمان أكثر إذا نام والى جواره لعبته المفضلة، أو أي شيء يفضله.
* تعيين حارس (إحدى ألعابه المفضلة)، خاصة إذا كان الطفل صغيرا جدا، فيطمئن الطفل لوجوده بجانبه ليلا، ليحميه من الأحلام المزعجة.
* ترك غرفة الطفل مضاءة، فالضوء يشعره بالاطمئنان.
* ترك باب غرفته مفتوحا أثناء الليل حتى لا يشعر بالوحدة، كما يمكن أن يترك الوالدان باب غرفتهما مفتوحا أيضا في حالة احتاج الطفل إلى اللجوء إليهما ليلا.
ولمزيد من إجراءات السلامة للطفل الذي يعاني من الكوابيس بشكل دائم، يجب التأكد من أن غرفة نومه آمنة، وتجنب الأسرّة الطابقية، ووضع أبواب على الممرات بين غرف النوم، وإغلاق السلالم ببوابات لحماية الطفل.