وتتوالي الانباء تباعا بمالا يسر عدوا ولا حبيبا عن الاعصار الاقتصادي الذي يهز العالم حاليا.. وقد يقضي علي أي آمال في التنمية وتحسين اوضاع البشرية.. المآسي الاقتصادية ليست في امريكا وحدها.. أو في أوروبا فقط ولكنها ممتدة تقريبا إلي معظم ان لم يكن كل البلاد علي ظهر الكرة الأرضية.
ووسط هذه الهوجة التي تجتاح العالم. وقف جورج براون رئيس وزاراء بريطانيا محتجا علي حكومة ايسلاندا التي تقع في اقصي شمال اوروبا وتدخل في دائرة القطب الشمالي. وهي ايضا احدي دول اسكندناليا وسبب الاحتجاج.. ان عددا من البنوك والشركات الايسلندية اعلنت افلاسها وضاعت أموال المودعين والمساهمين في هذه البنوك وهذه الشركات وهم في أغلبهم من الرعايا البريطانيين.
اما سبب الافلاس فإنه يرجع إلي خسائرها المتلاحقة في بورصات اوروبا.
وفي الاردن ندب وبكي مئات الاردنيين علي حظهم العاثر وضياع تحويشة العمر فيما عرف باسم البورصات العالمية الوهمية.. حيث اشتري هؤلاء اسهما في شركات تتداول كما قيل لهم في البورصات العالمية وذلك من خلال مندوبين لهذه البورصات في الاردن.. ومع انباء الاعصاد الاقتصادي.. اعلن عن خسائر هذه البورصات وبالتالي ضياع أموال هؤلاء الاردنيين.. صحيح ان الحكومة الاردنية بدأت التحقيق في أمر هذه البورصات.. ولكن ماذا ستسفر عنه هذه التحقيقات.. الله أعلم.
وبدأت الحكومة الفرنسية في البحث عن أموال الفرنسيين الذين هربوا أموالهم خارج فرنسا هربا من الضرائب المفروضة علي هذه الأموال.. بعد ان ظهر عجزها في هذه الازمة والحقيقة ان الاوضاع كلها اصبحت محيرة ومقلقة وإلي متي ستستمر.. هل ستكون مثل الازمة الاقتصادية التي عمت العالم في عام 1929 واستمرت حتي قيام الحرب العالمية الثانية.. صحيح ان الامريكان انتهزوا فرصة هذه الازمة وزيادة اعداد العاطلين فقاموا بانشاء اكبر شبكة طرق في القارة الامريكية بل وفي العالم.. واستفادت امريكا من هذه الازمة وضربت عصفورين بحجر واحد.. فقد تخلصت من البطالة وانشأت الطرق.
اما الآن.. فأين نحن من العالم.. الدول الرأسمالية امريكا وانجلترا والمانيا وغيرها.. بدأت تتجه إلي سياسة التأميم والشراء.. ونحن نفضل البيع والتخلص مما لدينا.. والحمد الله ان صفقة بنك القاهرة لم تتم ولم يبع.
ونحن ماذا نفعل في هذه الأزمة.. هل سنكتفي بالتصريحات التي تعطي بريقا.. ثم نفاجأ بالعكس.. هل يعكف الخبراء علي دراسة الاوضاع جيدا بما يخدم اقتصادنا.. أو ان ما يتم من دراسات عبارة عن مسكنات.
وهل فكرت الحكومة في البحث عن أموال المصريين المهربة إلي الخارج ومحاولة استعادتها كما تنوي فرنسا ان تفعل.
لا نريد تصريحات وردية مبنية علي أوهام.. نريد حقائق فإذا قلنا إن اقتصادنا مبشر.. وان الأموال في البنوك مستقرة.. وكل شيء تمام.. لابد ان يكون هذا الكلام مبنيا علي حقائق ودراسات.
ان الاعصار الاقتصادي الذي يطوف باجواء دول العالم.. بالتأكيد لن يمر علي دولة ويترك الأخري اللهم إلا إذا كان هناك استعداد قوي للمواجهة.
وفي المقابل.. هل سيترك العالم من تسبب في هذا الاعصار والذي انفق اموال الامريكان علي حروب لا طائل منها إلا الخراب.. واقصد به جورج بوش الابن.
في انتظار المقرر الجديد
** رغم التصريحات الوردية التي يدلي بها المسئولون في وزارة التربية والتعليم التي يؤكدون فيها ان الكتب المدرسية قد تم تسليمها للتلاميذ من أول يوم في الدراسة.. إلا ان هذا الكلام كله للأسف لا يمت للحقيقة.. ويبدو ان الاستهلاك المحلي فقد قال لي بعض أولياء الأمور إن اولادهم وهم تلاميذ في مدرسة تجريبية اعدادية لم يتسلموا كتب الانجليزي والفيزياء والرياضة.. وهي باللغة الانجليزية حتي كتابة هذه السطور.. واضطروا إلي شراء كتاب خارجي في الرياضة.. وكانت المفاجأة ان الدار التي اصدرت هذا الكتاب كتبت عبارة علي الغلاف تقول تنويه مهم: نظرا لتغيير المقررات الدراسية لهذا العام يتم صرف الكتاب الثاني الذي يحتوي علي المقرر الدراسي لشهري نوفمبر وديسمبر ابتداء من 27 اكتوبر وهذا التنويه يعني ان وزارة التعليم فكرت في وقت متأخر لتغيير المنهج بدليل ان كتاب الوزارة لم يصدر والكتاب الخارجي صدر مبتورا. ثم ما هو الوضع لباقي الكتب التي لم تسلم بعد.
اتمني من كل قلبي ان تكون هناك شجاعة في اطلاق التصريحات.. ان يتكلم المسئول بصراحة.. فإذا كانت هناك مشكلة ما.. نبت فيها فقد نجد الحل عند الآخرين.. ولكن كل شيء تمام.. ثم يظهر انه لا يوجد اي تمام فهذه هي المشكلة.
-----------------------------------------------------------
المساء